ما بعد لقاء النجف وأربيل…

ما بعد لقاء النجف وأربيل …
علي الحسني / مونديال
شهدت مباراة النجف وأربيل يوم الجمعة الماضي (16/12/2016) في ملعب الأول لحساب الجولة (12) من دوري الكرة الممتاز، هتافات ضد نادي أربيل من بعض جمهور الفريق الضيف، والتي تسببت فيما بعد أجواء ملبدة بغيوم الغضب والإمتعاض، أفقد عند البعض مشاعر الفرح بفوز الغزلان على أربيل بهدف بسام قابل لأول مرة بعد (9) مواسم فنادي أربيل وعلى أكثر من اتجاه وعنوان بسبب الهتافات المسيئة له والتي عدها مسؤولوا النادي وجمهوره بصورة خاصة والشارع الأربيلي بصورة عامة استفزازية وعنصرية وعبرت حدود نادي أربيل ووسطه الرياضي إلى الوسط السياسي، في المقابل ورغم رفض وادانة التصرفات غير الرياضية وغير اللائقة من قبل جمهور محسوب على جمهور نادي النجف ضد نادي أربيل وعلى أعلى المستويات الرسمية والرياضية، لكن الوسط الرياضي هو الآخر عبر عن غضبه العارم واستيائه الكبير ولكن ضد إتحاد الكرة العراقي المركزي وبالتحديد لجنة الإنضباط فيه التي قررت وبسرعة البرق معاقبة نادي النجف وحرمانه من اللعب على أرضه وأمام جمهوره لـ (4) مباريات والتي أثارت موجة احتجاجات وتحركات ضد القرار الجائر والقاسي حسب وصف الوسط الرياضي النجفي، موقع مونديال وبالتزامن مع صحيفة (رياضة وشباب) راقب وتابع وتواصل مع هذه القضية وتداعياتها وأبرز التحركات وردود الفعل من ناديي ألنجف وأربيل بخصوص ما حصل في ملعب النجف وأعدت هذا التقرير عبر العناوين التالية:
ردود أفعال متوقعة
ما شهدته الأحداث وما كانت عليه المواقف طيلة الأيام الأخيرة في أربيل على المستوى الرسمي والرياضي بل وحتى الشعبي التي أعقبت مباراة النجف وأربيل من تصعيد عده الكثير بغير المفاجئ نظراً للظروف التي يمر بها والعقلية السياسية التي يدار بها البلد وتأجيج الشارع والتسرع في اتخاذ القرارات والمواقف دون اتباع الحكمة والصبر والتشاور وانتظار ردود الأفعال في هذه القضية الحساسة أو تلك قبل أن تصل لظى نارها لأكبر مساحة وتلتهم الأخضر واليابس، التصعيد غير المفاجئ قد يبرر لنادي أربيل على إنه حق مكفول كرامة وعاطفة لا قانوناً، خصوصاً مع تكرار المشاهد المؤسفة وغير الرياضية والمثيرة للريبة في ملاعب كثيرة، ولعل ملعب أربيل نفسه كان مسرحاً لهكذا صور مزعجة أبرزها تصرف بعض جمهور أربيل ازاء عزف النشيد الوطني العراقي ورفع لافتات كتب عليها (أربيل كوردستانية مو عراقية) وتشجيع المنتخب المنافس على حساب العراق الذي يجب أن يتنازل الجميع عن حقه اذا تصادم مع حق حفظ ترابه ووحدته ودرء الأخطار عنه، هذا الذي تحدث فيه البعض صراحة، دون أن يبخسئوا نادي أربيل وأهل هولير بل وفي كل محافظات كوردستان كل ما قدموه للكرة العراقية من خدمات وتعامل طيب وأواصر أخوية بين نادي أربيل تحديداً وأغلب أندية العراق، والدبلوماسية الرائعة التي يتبناها رئيس النادي عبد الله مجيد في طبيعة العلاقة والخصوصية الرياضية بعيداً عن دهاليز السياسة بصورة واضحة وان لم تكن مثالية وهو أمر طبيعي مع أربيل وفي كل الأندية، والرياضيون في أغلب الألعاب وفي مقدمتها كرة القدم يعوا حقيقة العلاقة الطيبة في جسم الوسط الرياضي العراقي، وأصبح تمثيل أندية بغداد والمحافظات من اللاعبين الكورد أمر طبيعي ورائع رغم كل الأجواء السياسية بين مد وجزر ولعل نادي نفط الوسط النجفي شاهداً على ذلك بتمثيل عدد من اللاعبين له في المواسم الماضية أبرزهم هولكرد ملا محمد، بالمقابل حصل نادي أربيل نفسه على لقب درع الدوري لـ (4) مواسم وأغلب لاعبيه من بغداد وباقي المحافظات، وهو ما يجب أن يسود لأن الرياضة مصدر لتوحيد الشعوب والقلوب وغرس المحبة والسلام بين الناس، وهذا الذي يجب أن يسلط الضوء عليه من الجميع.
تعليق المشاركة في الدوري وتدخل نيجرفان واتحاد الكرة قد يغيران هذا الموقف
كان قرار التلويح بانسحاب ناديي أربيل وزاخو من منافسات الدوري، وعدم خوض زاخو لمباراته القادمة أمام الشرطة في دوري السلة الممتاز، هو ردات الفعل المتوقعة، وتعدى ذلك إلى احتمالية الإنسحاب من كافة النشاطات الرياضية المحلية، وهو ما أثار استغراب العديد من الشخصيات الرياضية من هكذا موقف رآه الكثير موقف متشدد وغير واقعي، ومع نفي إتحاد الكرة المركزي وصول كتاب رسمي من ناديي أربيل وزاخو في تعليق مشاركتهما في الدوري والكل ينتظر المفاجآت بشقيها السلبية أو الإيجابية، كان الشق الأخير عنوان تفاؤل البعض في تجنب المزيد من ردود الأفعال وقرب حل المشكلة بصورة ودية وأخوية خصوصاً مع تقديم اتحاد الكرة لاعتذار رسمي وتوجه وفد من قبله لزيارة أربيل بهذا الصدد، جاء موقف رئيس حكومة كوردستان العراق نيجرفان بارزاني قبل يومين بإعلان موقفه بخصوص انسحاب أربيل وزاخو من دوري الكرة الممتاز والاجتماع مع إدارة النادي مع توجه نيجيرفان بضرورة استمرار مشاركة الفريقين في الدوري وهو ما فسره الكثير على رفضه للانسحاب وميوله للتهدئة وحل الخلاف والتوتر بعيداً عن لغة التصعيد، وليس ببعيد أن يكون للسياسيين النخبة في أربيل أو النجف أو بغداد تدخلاً مباشراً أو غير مباشر بهذا الخصوص لمصلحة الجميع، وهو ما يتمناه كل عراقي غيور ومخلص يريد الخير والسلام والمحبة والتكاتف وتوحيد الصفوف لمقارعة عصابات داعش الإرهابية التكفيرية والقضاء عليها واستعادة نينوى الغالية، بسواعد الجميع من جيش وشرطة وحشد شعبي وبيشمركه وعشائر وكل القوات الساندة لها، نرفع لهم القبعة وندعو لهم بالنصر والسلامة لنعمل سوية على بناء العراق من جديد لنعيش سوية في كنفه أخوة أحبة بجميع عناويننا الجميلة التي نعتز بها، وهو ما يستحق أن يتنازل الجميع عن حقه الشخصي من أجل أمان العراق، كلنا من هذا الوطن والوطن للكل، مع تمنيات بانتهاء تداعيات ما حصل في ملعب النجف والهتافات غير اللائقة التي ترتقي دون مجاملة إلى العنصرية المقيتة من البعض القليل بدواعٍ سياسية خبيثة أو مدفوعة الثمن أو لاشعورية أو ردة فعل غير مبررة من جهات داخلية أو خارجية تريد تحقيق مصالح أو أهداف مسمومة.
توقعات بعيداً عن الخيال
من خلال متابعتي عن قرب لما يحصل وقراءتي المتواضعة أجد إن الأمور تسير بحل يرضي ويلبي مطالب نادي أربيل بما يتعلق بالإساءة والإهانة التي تعرض له في ملعب النجف والذي يرفضه كل عاقل وناشد للسلام والمحبة، وفي نفس الوقت تخفيف العقوبة على نادي النجف، خصوصا مع تدخل وزير الشباب والرياضة بهذا الصدد، وعقد جلسة أخوية بين إدارتي النجف وأربيل وتكثيف الاتصالات من أجل إنهاء المشكلة على خير مع تأكيد عدم تكرارها والتصدي لأي ما يعكر أجواء الأخوة وهذا الذي يجب أن يحصل بنهاية المطاف خلال الأيام القادمة وهو ما أتوقعه وما أتمناه من القلب اعتزازاً وحباً لناديي النجف وأربيل وكل أنديتنا العراقية.