الأخبار العربية

ما لم يحققه المنتخب في 90 يوما هل سيحققه في 11 يوم أم انك تمزح يا رجل؟

علي المعموري

لم يكن ممكنا اعتبار رحلة منتخبنا الوطني في التصفيات الاسيوية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 في رحلة ذهابها موفقة عند تقييمها نظرا لان منتخبنا تحصل على ثلاثة نقاط من فوز واربعة خسارات وبالتالي فالموقع الذي يقبع به لا يليق به ولا يتماشى مع طموحات الشارع الكروي.

واذا كانت نتائج ذهاب التصفيات قد تم تمريرها تحت مبررات البناء الكروي وهي مبررات قد تكون مقبولة الى حد ما اذا ما تم مقارنتها بواقعية مع مراحل الاعداد وما تخللها من تجريب موسع لاعداد كبيرة من اللاعبين ومن عمليات ابعاد للمخضرمين الذين ظل المنتخب يعتمد على قدراتهم لفترات طويلة حتى تهاوت واصبح من الصعب الاستمرار في المراهنة على هذا النمط من اللاعبين وتحتم اجراء عملية تحديث لصفوف الفريق بتدعيمها بعناصر شابة او متوسطة الخبرة.

وبعد تسعة اشهر من الاعداد والتحضير ادخل فيها المنتخب بعدة معسكرات خارجية في اوزباكستان وقطر وماليزيا مع ثمان مباريات ودية ثم خمسة رسمية في استراليا واليابان وماليزيا وايران وابوظبي حقق الفوز بمجملها في مباراتين وتعادل في ثلاث وخسر في الثمانية الباقيات, بعد هذه النتائج ودعنا مرحلة الذهاب بثلاث نقاط مع بصيص ضئيل من الامل في التنافس على المركز الثالث في المجموعة .

وفي المرحلة المقبلة من التصفيات حيث سيتعين على منتخبنا ان يواجه استراليا واليابان والامارات على ملعب باص الايراني فيما سيواجه السعودية وتايلاند في جدة وبانكوك في مباريات لا تخلو من صعوبات ولاجل هذا يتوجب تحضير المنتخب بطريقة تمحو اثار النتائج السلبية التي خرج بها منتخبنا في ذهاب التصفيات والتي تخلى فيها عن دوره كمنافس ليتحول الى مجرد مشارك الامر الذي ولد احباطا شديدا لدى الشارع الكروي وافقده الامل في رؤية منتخبه وهو يقارع الكبار في القارة ان لم يكن احدهم كما كان في وقت من الاوقات قبل ان تتسبب الظروف والمتغيرات التي ضربت بلدنا في تدني مستواه خصوصا في الاعمار المتقدمة من اللاعبين.

images

واذا كنا اقنعنا انفسنا وشارعنا الرياضي بمبررات تتعلق بعملية بناء منتخب لتمرير النتائج السلبية في المباريات الخمسة الاولى من التصفيات والتي جنينا منها ثلاث نقاط وهو رصيد لايتناسب ومكانة كرتنا في القارة فان من الصعب ان تستمر ذات التبريرات خلال المرحلة المقبلة لان اي بناء في الحياة باي مستوى وعلى اي صعيد يتصاعد مع تقادم الزمن ليصل ذروته في التوقيت المحدد له مسبقا بمعنى حصول بوادر توحي الى وجود عملية بناء ناجحة ومؤشرات على التطور وبخلافه فان اي كلام عن بناء منتخب لايخرج عن كونه استهلاك للوقت وتسويق مضحك للفشل.

حتى الان وعلى ضوء ماتوفر من معطيات فان عملية التحضير اللازمة لانتاج كرة قدم تعطي نتائج تحافظ على هيبة وسمعة كرتنا عملية لاتبشر بما يسر لان الكادر الفني المسؤول عن برامج الاعداد خصص احد عشر يوما كفترة لتجميع اللاعبين قبل مواجهتي استراليا والسعودية تتخللها مباراتان لم تتأكدا بعد وهذا الوقت لايكفي اذا ما قورن بمراحل اعداد الفريق في ذهاب التصفيات والتي حصلنا فيها على فوز واربعة هزائم جميعها بأخطاء تكتيكية لذا يجب ان لانفرط في التفاؤل كثيرا ثم نصدم بواقع اخر.

اذا كان المدير الفني للمنتخب يعتقد انه لايستطيع تجميع اللاعبين بوقت كافي لاعدادهم بطريقة منتجة فكيف سيضمن ان شعار البناء الذي جعل منه عنوانا لمهمته يسير وفقا لما يتمنى خصوصا ان عدد الذين يرفضون استمراره بموقعه اكثر بكثير من عدد الذين يدعمون برامج البناء خاصته.

اذا كنا حصدنا ثلاث نقاط بعد فترة اعداد طويلة وبثمانية تجريبيات وعدة معسكرات فكم سنحصد بفترة لاتتجاوز الاحد عشر يوما وبمباراتين غير معلوم حقيقة اجراؤهما حتى اللحظة؟ اعتقد انها مزحة!

هل سنواجه ازمة اكثر حدة مما واجهنا في نتائج مباريات الصفحة الاولى من التصفيات المؤهلة ام ان الامور ستشهد تحسنا حتى ولو كان طفيفا بقدر يطفأ معه غضب الشارع الذي لم يفقد الامل في رؤية نتائج اكثر اشراقا مما رأى في العام 2016؟

وهل سيكون العام 2017 عام الحصاد الاكبر؟ القرار بيد المدرب والاتحاد وبين اقدام اللاعبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى