اخر الأخبار

متى يفلت عرب اسيا من الفخاخ الاسترالية؟

علي المعموري – مونديال

متى يفلت عرب اسيا من الفخاخ الاسترالية؟
استراليا حرمت العرب من التواجد في المونديال لمرتين وقد تفعل ذلك مرة ثالثة عندما جعمت 16 نقطة في التصفيات 14 منها اخذتها من رصيد العرب!

بتاريخ 23 اذار- مارس من العام 2005 صادق كونغرس اسيا على قرار انضمام استراليا للقارة الاسيوية وهو قرار غريب وبعيد عن المنطق واعتمد على مبررات غير مفهومة اذ جاء في التوصية التي قدمها رئيس الاتحاد الاسيوي في حينها السيد محمد بن همام ان استراليا قوة اقتصادية كبيرة ما يعني ان الهدف الاساسي من قرار ضم استراليا كان اقتصاديا بينما المعطيات على الارض كانت غير ذلك فاستراليا لاتهتم كثيرا لكرة القدم بقدر اهتمامها للعبة الكركيت صاحبة الشعبية الاولى في البلاد وبالتالي لم تستفد اسيا من اي تفاعل استرالي في مجال الدعم المادي لكرة القدم الاسيوية.

في الجانب الاهم من عملية انضمام استراليا لاكبر قارات العالم يتبين انها لم تتمكن من الوصول الى كأس العالم الا في مناسبتين على مدى ربع قرن بينما وصلت مرتين متتاليتين في اقل من خمس سنوات (مونديال جنوب افريقيا 2010 والبرازيل 2014) وفي طريقها للتأهل الثالث وجميع هذه المرات كانت على حساب العرب في اسيا, ففي مونديال جنوب افريقيا خلت قائمة المنتخبات المشاركة من اي فريق عربي اسيوي وكذلك في المونديال الاخير الذي حاول فيه الاردن التاهل من خلال الملحق ولم يوفق ومن شبه المؤكد ستكرر الامر مع العرب للمرة الثالثة بعد يومين رغم انها فنيا لاتتفوق كثيرا على العرب.

اليابان وكوريا الجنوبية والتحقت بهما مؤخرا ايران حيث تحجز هذه الدول وخصوصا كوريا واليابان بطاقاتها من الحصة الاسيوية البالغة اربعة بطاقات ثم حجزت استراليا البطاقة الاخيرة ليتحول العرب الى مجرد مشاركين في التصفيات بينما في غياب المنتخب الاسترالي سيضمن العرب بطاقة او بطاقتين وبشكل دائم في المونديال كما فعل السعوديون في مرحلة ماقبل استراليا عندما تاهلوا اربع مرات متتالية منذ العام 1994 وحتى 2006 وبعدها اختفى التواجد السعودي في المونديال بسبب وجود الفريق الاسترالي.

وطبقا لاي مقارنة منطقية نجد ان الوجود الاسترالي في قارة اسيا لم يحقق اي مصلحة لفرقها بينما حققت هي فوائد كثيرة طورت من خلال تواجدها في القارة من مستوى كرتها وخلقت قاعدة جماهيرية كبيرة بعد ان كانت اهتمامات الشارع الاسترالي منصبة على لعبة الكركيت المشهورة ووحدت ولاءات جمهورها الذي ينقسم في متابعاته لكرة القدم بحسب تبعيته الاصلية اذ من المعروف عن المجتمع الاسترالي هو خليط من عدة اعراق اوروبية واسيوية وافريقية.

منذ ان اضيفت استراليا التي تبعد عن غرب القارة الاسيوية مسيرة تتجاوز ال12 ساعة طيران تقلصت بل انعدمت الحظوظ العربية في اكبر القارات بالتواجد والظهور في المونديال وقد تتسبب في الاستحواذ على بطولة القارة التي حصلت عليها بعد ان خرجت من ربع نهائي اول نسخة شاركت بها ثم وصلت الى النهائي في النسخة الثانية قبل ان تنظم وتفوز باخر نسخة منها.

و اخر مزاحمة استرالية لعرب اسيا في التصفيات الجاري الان والمؤهلة لمونديال روسيا 2018 عندما اخذت منهم 14 نقطة من اصل 18بعد ان فازت على العراق ذهابا وتعادلت ايابا وفازت على الامارات ذهابا وايابا وتعادلت ذهابا وفازت ايابا على المنتخب السعودي وبتعبير اوضح فان مجموع ماحصده المنتخب الاسترالي في التصفيات حتى الان هو 16 نقطة 14 منها من المنتخبات العربية ونقطتين حصلت عليها من تعادلين مع اليابان وتايلاند!

من خلال الارقام يتبين بشكل جلي مقدار الاستفادة الاسترالية من العرب ومقدار الضرر الذي لحق بهم جراء التواجد الاسترالي في القارة ليس هذا فحسب انما من المتوقع ان تتسبب استراليا باقصاء العرب من التاهل للمونديال للمرة الثالثة على التوالي لو فازت على تايلاند وتعثرت السعودية امام الفريق الياباني المتأهل وهو السيناريو الاقرب حدوثا اعتمادا على امكانيات الفرق ومعطيات التنافس.

فهل يفلت العرب هذه المرة من الفخ الاسترالي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى