مدرب روسي في الدوري الإنكليزي
مدرب روسي في الدوري الإنكليزي
أحمد عبدالكريم حميد
سيدخل المُدرب الروسي ليانيد سلوتسكي في اختبار جدي وَصعب حين يقود فريق “هال ستي” في المُسابقات الإنكليزية التي ستبدأ في صيف هذا العام. وَسيكون سلوتسكي أوّل مُدرباً روسياً يقود نادٍ إنكليزي، وَيتصوّر النُقاد العاملون في وسائل الإعلام الروسية ان المَهمّة الجديدة لمُدرب تسسكا موسكو السابق لن تكن سهلة في “التشامبيونشيب” أطلاقاً. لم يكمل سلوتسكي مسيرته الناديوية بسبب الإصابة التي تعرض لها في مقتبل العمر ليتجه إلى عالم التدريبي، مودعاً مركز حراسة المرمى إلى الأبد. بدأ ليانيد مسيرته التدريبية في عام 1993 مع ناشئة “اليمبيا” (فالغاغراد) وَحازَ مع الفريق الأوّل عَلَى كأس روسيا ضمن فرق الهواة. وَتواجدَ “اليمبيا” ضمن دوري الدرجة الثانية بفضل سلوتسكي. في عام 2005 درّب سلوتسكي فريق “موسكو”، وَفي موسم 2007 نافسَ عَلَى الميداليات الأوّلى لأوّل مرّة في تاريخ النادي وَوصلَ إلى نِهائي كأس روسيا. وقعَ سلوتسكي عقداً لثلاثة اعوام مع “كريليا” الذي قاده إلى المركز السادس وَإلى البُطولة الأوروبية، نتيجة لنجاحه مع “كريليا” تمَّ تعينه مُديراً فنياً لفريق تسسكا. قادَ الفريق عَلَى جبهتي الدوري وَأبطال أوروبا، مُحققاً التعادُل مع “مانشستريونايتد” في “اولد ترافـّورد” وَفازَ بعدها عَلَى “فولفسبورغ” الألماني وَفريق “بيشيكتاش”, وَتأهلَ إلى الدور الاقصائي لأوّل مرّة في تاريخ النادي العسكري. حصلَ تسسكا عام 2011 عَلَى كأس روسيا وَهُوَ اللقب الأوّل لسلوتسكي. أصبح تسسكا تحت قيادة سلوتسكي بطلاً للدوري مرتين وَمرتين حازَ عَلَى كأس السوبر وَكذلك الحال مع كأس روسيا، وَفازَ بالميدالية الفضية وَالبرونزية للدوري،زد عَلَى ذلك فضية كأس سوبر البلاد مرتين. بعد فوز تسسكا عَلَى “زينيت” بكأس السوبر الروسي عام 2013 اصبح سلوتسكي المُدرب الخامس في تاريخ كُرَة القدم الروسية بتحقيقه لجميع البُطولات الوطنية (الدوري، الكأس وَكأس السوبر). قادَ تسسكا في بُطولتي دوري أبطال أوروبا وَكأس الإتّحاد الأوروبي مراراً وَحقق معه نتائج مرضية. اشرفَ عَلَى مُنتخب روسيا في كأس أوروبا 2016 وَبعد خروج المُنتخب مِن الدور الأوّل اعتذر عن إكمال المهمّة وَصرحَ بانه مُدرب يقود الأندية لا المُنتخبات. هذه المؤشرات وَالنتائج تُثبت نجاح سلوتسكي مع الأندية التي أشرفَ عليها بالبُطولات الروسية وَالأوروبية وَقد يُكمل سلسلة نجاحاته بقيادة “هال ستي” إلى “البريمير ليغ” وَقد يبقى مُنافساً لعباقرة الفكر التدريبي في إنكلترا.
سؤالي: هَل مَن الصعب ان نُشاهد مُدرباً عراقياً يعمل مع نادٍ أوروبي؟ وَهَل إمكانات مُدربينا تشفع لهم بالعمل في الدوريات الأجنبية أم ان النجاحات اقتصرت عَلَى أندية عرب غرب آسيا؟ وَهَل حاجز اللغة يقف أمام طموحات المُدرب العراقي للعمل في قارة الفكر الكروي؟
أخيراً، ان العمل في أوروبا وَمزاحمة المدراس التدريبية الأوروبية وَاللاتينية يحتاج لمؤهلات عالية وَإمكانات فكرية واسعة بعلم التدريب الحديث. اليوم نجد غياب المُدرب العراقي عن الساحة العربية بعد ان عمل مجموعة كبيرة مِن مُدربينا لسنوات طوال في الخليج، الأردن، الجزائر، اليمن، لبنان، سوريا وَالسودان. الأكثر غرابة، ان مدارس الوطن العربي وَأوروبا الشرقية بدأت تأخذ فرص المُدرب العراقي حَتّى في دورينا وَقد تتضائل في السنوات المُقبلة لنجد البقاء للأفضل وَلمن يمتلك ذخيرة تدريبية وَفكرية واسعة وَشاملة.