الأخبار العربية

مقابلة زي ماريو في منزله و شهادته بشأن قيادته العراق الرديف في كاس الخليج بالبحرين ١٩٨٦.

في مثل هذا اليوم، ريو دي جانيرو ٢٥ سبتمبر ٢٠١٢ زيارتي مقابلة المدرب زي ماريو في منزله لانتزاع شهادته واعترافاته بشأن قيادته للمنتخب العراقي الرديف في كاس الخليج الثامنة بالبحرين ١٩٨٦.

…………………………………………………..

د كاظم العبادي – مونديال

شعر العراقيون لأول مرة بعد تأهل المنتخب العراقي لنهائيات كأس العالم ١٩٨٦ في المكسيك بان هناك من بدأ يصغي إليهم ويستمع إلى مطالبهم في إعادة بناء الكرة العراقية بصيغة جديدة مختلفة، يستعين فيها العراق بأعلام التدريب في العالم من اجل بناء الكرة العراقية على أسس حديثة، والسعي إلى وضع العراق في تصنيف متقدم مقارنة مع المنتخبات العالمية، سعت البلد إلى التعاقد مع كوادر برازيلية محترفة مثل جورج فييرا، وايدو، وايفرستو، واستقدام الفرق الخارجية مثل منتخبات رومانيا، وايرلندا، والدنمارك وأندية مشهورة مثل فلامنجو البرازيلي، وشالكة الألماني. كانت هناك بوادر مشجعة رغم وجود شكوك حول مصداقية تنفيذ هذا النهج، منشأ هذه الشكوك عدم وضع خطة واضحة من قبل الاتحاد ملزمة له أمام العراقيين، ولإهماله التخطيط لإنشاء بنية تحتية للكرة العراقية منها إنشاء ملاعب، وتطوير المد ّرب المحلي، ومساعدة الأندية في استقدام مد ّربين محترفين أجانب ليكون التطوير في الأندية وفرقها الأساسية يمشي جنبا إلى جنب مع تطوير فرق الفئات العمرية، لذلك كان قرار التطوير رغم أهميته الكبيرة يعتريه الشك رغم الكلام الكثير الذي قيل عن توجه العراق لاعتماد سياسة برازيلية كاملة لكافة منتخباته الوطنية بما فيها فريق الرديف، ومنتخبات الفئات العمرية ذلك من اجل الاتجاه إلى فرض أسلوب واضح للمنتخب العراقي.

كان اختيار اللعب وفق الأسلوب البرازيلي طالما نجح لاعبو المنتخب الأول في استيعابه ثم القدرة على تنفيذه. غير أن الخطوة الثانية لم تكن كاملة. تم التعاقد مع المدرب البرازيلي زي ماريو لقيادة المنتخب العراقي الرديف وتأهيله، الذي شارك في بطولة كأس الخليج الثامنة في البحرين ١٩٨٦ من دون الاهتمام بـ منتخبات الناشئين والشباب بتسليمها إلى مد ّربين برازيليين، كما أن قرار التعاقد مع المد ّرب زي ماريو كان لسببين: تحديد عقده لثلاثة أشهر مما يوحي برغبة بغداد عن الاستمرار في هذا النهج مع إصرار الاتحاد على السعي إلى الحصول على النتائج الآنية السريعة وليس التخطيط لبناء المستقبل الكروي العراقي. بعد ذلك تم التخلي عن زي ماريوفور انتهاء كأس الخليج، والتعامل معه بأسلوب مهين.

انقسم العراقيون حول مشاركة العراق في كأس الخليج الثامنة ١٩٨٦ في البحرين إلى رأيين: بعضهم رأى وجوب الاهتمام بأجيال الكرة والتركيز على البطولات العالمية ليس على بطولات مثل كأس الخليج. ورأوا مشاركة العراق بالفريق الرديف ليس المنتخب الأول في بطولة لا يعترف بها الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، والتركيز على إعداد المنتخب الأول في بطولات اكبر حجما. أما الآخرون الذين يبحثون عن البطولات والألقاب والكؤوس والانتصارات في بطولات إقليمية لا يعول عليها أصروا على ضرورة مشاركة العراق بالمنتخب الأول ليس الرديف لضمان الفوز بمثل هذه البطولات والعودة باللقب والكأسلان مثل هذا الانتصار في نظرهم مهما للكرة العراقية.

كانت تجربة المد ّرب زي ماريو مختلفة عن بقية تجارب المد ّربين، كنت أتوقع ألا يكون تحت ضغط لان مهمته كانت للبناء، وان الهدف الأساسي لتعاقده هو التأهل لكأس العالم، قد تحقق. بدأ العراق ينظر إلى إعداد أجيال الكرة للمستقبل. اقتصر دور زي ماريو على العمل مع الفريق الرديف، مما اسعد الجمهور العراقي، لان اتحاد الكرة كان يقلل من شان هذه الفرق ويتم تسليمها لمد ّربين لا يملكون الخبرة رغم أهمية المنتخب الرديف، متجاهلين ضرورة تأهيل هذه المنتخبات ولاعبيها لمرحلة اكبر وإشراكهم في المنتخب الأول. كانت تجربة زي ماريو نادرة فيها الكثير من الكلام لأنها من الفرص القليلة التي تمت فيهاتسمية مد ّرب أجنبي لمنتخب الرديف العراقي.

كيف كان دور زي ماريو مع الكرة العراقية والمنتخب العراقي خلال الأشهر الثلاثة في قيادته للمنتخب؟ هل كانت التجربة فاشلة إلى درجة التخلي عنه فور العودة من كأس الخليج الثامنة أم أنها كانت ناجحة إذا لم ينظر إلى النتائج؟

لم يعط زي ماريو الفرصة لتسجيل ملاحظاته عن الكرة العراقية ولم تؤخذ نصائحه، لنقرأ دفاع زي ماريو وانطباعاته عن تلك المرحلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى