ملعب باص.. صورة اخرى من صور الفوضى الادارية

علي المعموري – مونديال
تعودت فرقنا وبسبب الحظر المفروض على ملاعبنا اللعب في ملاعب اخرى منذ اكثر من ثلاثة عقود تخللتها فترات ليست بالطويلة سمح لنا فيها باللعب على ملاعبنا ونتيجة لذلك توزعت مشاركاتنا بين دول شتى قطر والامارات والاردن وايران والهند وماليزيا والسعودية وكنا في كل مشاركة نبحث عن دولة تسمح لنا باستخدام ملاعبها على ان لاتكون من الفرق التي سنواجهها في تلك المشاركة, وبسبب هذا التنوع من التواجد في دول مختلفة البيئة والملاعب والانواء الجوية ترتبت مشاكل كثيرة على فرقنا التي كان عليها التأقلم مع تلك المتغيرات في كل مرة ومع كل بلد تتواجد فيه.
وفي التصفيات الاولية لكأس العالم وقع الاختيار على الملاعب الايرانية لاسباب كثيرة وجدها البعض مقبولة من بينها قرب المكان وسهولة دخول العراقيين وانخفاض تكاليف السفر والاهم هو وجود جالية عراقية كبيرة في هذا البلد الجار وعلى طريقة (اللي يشوف الموت يرضه بالصخونة) فقد وقع اختيار الاتحاد على ملعب باص في طهران وتبين فيما بعد انه اختيار خاطئا لعدم صلاحية ارضية الملعب للعب بحسب شكاوى اللاعبين والمدربين اضافة الى عدم وجود ملاعب تدريب قريبة.
ومن تصريحات الاتحاد والفنيين تاكدنا ان الاتحاد وقع بخطأ في الاختيار وانه سيعيد النظر ليس في الملعب فقط انما في اختيار ايران بشكل عام بسبب مشاكل تعلقت بصعوبة الحصول على تراخيص دخول اللاعبين المحترفين في الخارج (امريكا واوروبا) لوجود حساسيات سياسية.
وفي المرحلة الحاسمة من التصفيات وبسبب ظروف مختلفة حالت دون اختيار بلدان اخرى فقد اجبرنا على الخيار الايراني وكان هذه المرة لابد من تغيير الملعب السابق خصوصا مع وجود ملاعب اخرى تعتبر جيدة مقارنة مع باص, وبالفعل شكلت لجنة صرف لها مبلغا محترما وذهبت الى ايران للبحث عن ملعب اكثر صلاحية وبعد اسبوعين عادت اللجنة باختيار ملعب الامام الرضا عليه السلام في مدينة مشهد وهو ملعب حديث لم يتم افتتاحه وقد كان خيارا جيدا قبل ان يعتذر الايرانيون – او هكذا قيل –عن استخدام الملعب في مباراة تايلاند التي تصادف ايام عاشوراء وصعوبة الحركة في المدينة الايرانية المقدسة.
وبعد قصة طويلة تنوعت فيها الاسباب والمبررات عدنا الى ملعبنا الاصلي الذي شكونا منه وبهذا خسرنا الوقت والمال على اختيار فاشل.
السؤال الاهم: ما الذي ترتب على اللجنة التي سافرت الى ايران وبعد اسبوعين عادت بعد ان كلفت خزينة الدولة ملايين الدنانير باختيار ملعب اتضح انه لم يسجل بعد في الاتحاد الاسيوي ولن يسمح باللعب عليه لا ايرانيا ولادوليا ولاقاريا؟
كغيره من التخبطات التي حكمت وتحكم كرتنا عبر اناس لايفقهون شيئا مما تتطلبه واجباتهم واختصاصاتهم وقعت كرتنا في مطب قد تكون له نتائج سيئة اهمها ربما ان يعترض احد الفرق المشاركة على الملعب وقد يطلب منا تغييره في المرحلة الثانية من التصفيات .. من يدري؟