من المسؤول عن الفشل.. المدرب ام الاتحاد؟

علي المعموري – مونديال
مما لاشك فيه ان كرة القدم في العراق تعاني من مشاكل كثيرة, مشاكل نخرت كامل المنظومة جراء تراكم ظروف صعبة بمعطيات مهملة لفترة طويلة فكانت انعكاساتها المؤثرة قد الحقت الضرر بهيبة وسمعة العراق الكروية واوصلتها الى حدود لم تصلها منذ نصف قرن تقريبا وخسارات المنتخب الاول ليست سوى صورة من صور الخراب الذي اصاب المنظومة الكروية نتيجة وجود عقول ادارية فاشلة او عاجزة عن تقديم حلول حقيقية او لرسم سياسات كروية ناجحة.
الجميع اليوم يطالب برأس مدرب المنتخب الوطني وانا اولهم وهي مطالبات شرعية فرضتها النتائج السلبية والاداء السيئ للمدرب عبر خمس مباريات رسمية في التصفيات وضعفها من المباريات التحضيرية الاخرى لكن هذه المطالبات رغم احقيتها الا انها تعتبر تكريما للفاشل الحقيقي الذي تمترس خلف المدرب ودفع به الى الواجهة ليقدمه كأضحية جاهزة دون لن يلوم نفسه.
المسؤول الحقيقي عن الفشل هو العقل الاداري العقيم المتمثل بالاتحاد ولجانه المختصة التي تعمل طبقا لقانون المجاملات وتوزيع المهمات على الاقربون دون النظر الى المقدرة والكفاءة ودون تدبير ودراسة وحساب لصغائر الامور.
ان اقالة الكادر التدريبي دون الاتحاد المسؤول المباشر عن كل هذه المصائب لن يحل المشكلة لان الاتحاد عاجز بشخوص غير مهنية او غير حريصة عن انتاج افكار جديدة مؤثرة وفاعلة وسيعود وينتخب ذات النهج الفاشل فكما في المرات السابقة سنكون امام سيناريوهات مكررة ومتشابهة وعليه فان الحل الانجع هو في تغيير رموز الاتحاد بشخوص اكثر مهنية وكفاءة وهذا هو واجب الهيئة العامة الاب الراعي للفشل في كرة القدم العراقية.
نحتاج الى ثورة شاملة تستهدف كل الحلقات النائمة او الغير كفوءة في كرتنا والابقاء على هذا الوضع سيزيد من خسائرنا ويفاقم من المشاكل.
بدون ادنى شك ولاسباب كثيرة لم يعد السيد راضي شنيشل قادرا على قيادة المنتخب في المرحلة القادمة بغض النظر عما يسوقه ليصدقه الفاشلون الذين بسبب عدم مهنيتهم يصدقون كل ما يسمعونه وعليه وبما ان في قوس الصبر منزع فمن الطبيعي جدا التوصل الى اتفاق معه لحل قضية استمراره مع المنتخب هذا الاستمرار الخاطئ في الاصل لان اصل التعاقد غير مفهوم وغير محدد بنتائج على نحو يخدم المنتخب ويحفظ المال العام .
ومن دون الدخول في التفاصيل ندعو الى اجراء سريع يعيد الامور الى نصابها ليس املا بالتاهل لان هذا الامر يبدو صعبا ان لم يكن مستحيلا لكن على الاقل في اعادة توازن كرة القدم العراقية وحفظ هيبتها التي وصلت الى العدم لدرجة دفعت احدهم ليقول عنها انها كرة عادية والفوز عليها –يقصد منتخبنا – ليس انجازا او عملا كبيرا حيث لازال لدينا متسع من الوقت لاجراء اصلاحات مؤثرة.