من دروس اليورو: الكبيـــــر كبيــــر
علـــي المعموري – مونديال
عندما اصيب قائد منتخب البرتغال كريستيانو رونالدو في الربع الاول من المباراة النهائية للبطولة الخامسة عشرة والتي اختتمت فعالياتها في باريس مؤخرا وجمعت منتخبا البرتغال وفرنسا البلد المضيف , هذه الاصابة التي تسببت في اخراج صاروخ ماديرا من المباراة حزينا رغم تاثيرها الكبيرعلى الفريق لان الدون ليس لاعبا عاديا بل هو من خيرة لاعبي العالم ان لم يكن افضلهم ووضع كهذا كان سيمزق افكار اي مدرب ويجعله في مهب الريح خصوصا انه يلعب مباراة الذهب الا ان الذي حصل هو ان مدرب البرتغال فرناندو سانتوس استطاع ان يوفر البدائل المناسبة لتغطية غياب الدون وعمل على تحويل اصابة رونالدو الى حافز استنهض بموجبه جميع القوى الفنية لدى زملائه من اللاعبين الذي غالبيتهم من الشباب فواصلوا التالق حتى حققوا الفوز في المباراة واللقب لاول مرة منذ انطلاق البطولة قبل نحو ستين عاما .
الذي يهمنا من الامور هو مرحلة ما بعد تبديل الدون واخراجه من الملعب واصراره على ان لايخرج من المباراة فتحول الى مدرب اخر للفريق ومارس القيادة باروع صورها بتخفيز ومؤازرة لاعبي منتخبه بطريقة اعطت صورة ناصعة عن حرص هذا اللاعب الكبير وحبه لمنتخب بلده فاراد ان يعوض خروجه من الملعب باشعار زملائه انه وان ترك الملعب فهو لن يترك المباراة والفريق ساعده في ذلك تصرف مدربه سانتوس الذي تفاعل معه وتركه يمارس دوره كقائد حتى عندما يركن الفريقين الى استراحة قصيرة رايناه يدس نفسه وسط زملائه ويقوي من عزيمتهم ويحثهم على الصمود خصوصا في الدقائق التي اعقبت تسجيل زميله ايدير لهدف الفوز والتوتر الذي ساد اجواء المباراة جراء رغبة الفرنسيين بالعودة الى المباراة وتحويل مخرجاتها الا ان ذلك لم يحصل وفاز البرتغاليون وحققوا لقبا ذهبيا غاليا.
وانا اشاهد تصرف رونالدو الحماسي تذكرت (قادة) منتخباتنا وكيف تصرفوا مع اللاعبين والاداريين والمدربين ومع بعضهم فقد شكلت هذه الصفه نقطة خلاف بين لاعبينا وتسببت بنشوب خلافات دفعنا ثمنها كثيرا عندما تحولت صفة القيادة الى سلطات مطلقة بيد القائد يستخدمها لفرض وجوده وليس لتصحيح مسارات الفريق الفنية والسلوكية فاصبح القائد في منتخباتنا مثل ملك مطلق السلطات والصلاحيات في الملعب وخارجه في الطائرة يسافر في افضل درجاتها وفي الفنادق ينام لوحده و..و.. وليت الامور انتهت على هذا انما القائد عندنا يشكل مجموعة او لنقل عصابة ليقوي بها سلطته ويظل هكذا حتى يتوهم انه الواحد الذي لايدانيه احد لعظم سلطانه!
بين ان تتعلم من سلوكيات الغير المحترفة وبين ان تلحظ سوء مايفعله نظراؤهم في ملاعبنا تدرك سبب تهادي كرتنا وتأخرها.