ارشيف الكرةالاخبار العالمية
مونديال 1982: فضيحة خيخون واغتيال الحلم الجزائري
مونديال 1982: فضيحة خيخون واغتيال الحلم الجزائري
رياض برقاب – مونديال
فضيحة خيخون، هكذا يسميها البعض روايتها مؤامرة بين منتخب ألمانيا الغربية قبل توحدها ومنتخب النمسا راح ضحيتها منتخب الجزائر،
مونديال 82 ، توجهت كل الأنظار لبلاد الأندلس إسبانيا؛ كانت المشاركة الأولى لمنتخب الجزائر وشاءت الأقدار أن تقع الجزائر في مجموعة حديدية رفقة منتخب النمسا والمنتخب الألماني الحائز على بطولة كأس أمم أوروبا قبل المونديال بسنتين ؛ كان تواجد الجزائر كمنتخب ناشئ لا يملك أي شي في صفحات المونديال والكل توقع له الخروج دون تحقيق أي شي خاصة في مجموعة يتواجد بها العملاق الألماني كانت أولى مباريات الخضر في البطولة ضد الألمان وروهن وقتها بالخسارة المدوية نظرا للفارق الكروي بين المنتخبين وأنهالت التصرحات الاستفزازيه من قبل الألمان حيث صرح “شوماخر” حارس مرمى ألمانيا حينها بأنه سيلعب بالبدلة الرسمية لأن المباراة لن تأخذ منه ولا مجهود علاوة على تصريح كابتن الفريق بأنه سيسجل 8 اهداف في الجزائر سيهديهم لأزواج اللاعبين ؛ ومع بداية المباراة وأمام 42 ألف متفرج على أرضية ملعب “المولينون” بخيخون ؛ دخل محاربي الصحراء مباراة الدفاع عن كبرياء وكرامة شعب كامل في ظل هذا الكم من الإستفزازات من جانب الألمان ؛كان أبطالها “ماجر” و “لخضر البلومي” ؛ بدأت المباراة باستماتة دفاعية تامة في الشوط الأول ليجبر الألمان على العودة لحجرات الملابس والنتيجة بالتعادل السلبي ، وفي الشوط الثاني دخل الأخضر مشحون بإندفاع وثقة كبيرة لنرى سيطرة رهيبة على الألمان ليهز رابح ماجر كبريائهم ويدك في شباك شوماخر أولى الأهداف ، ليأتي الرد الألماني في الدقيقة 76 ويسجل “رومينيغيه” تعادل الألمان … هي لحظات واقل من دقيقه من تسجيل تعادل الألمان يظهر “لخضر البلومي” ليضرب بيد من حديد؛ ليكسر ما تبقى من شموخ وكبرياء ألمانيا بتسجيله هدف الفوز ويلبس الألمان ثوب الخسارة على المقاس . وفي ثاني المباريات واجه الجزائر ، النمسا وخسر المباراة 2-0 ، ليدخل مباراته الثالثة ضد الشيلي على حتمية الفوز بفارق 3 اهداف كي يضمن التأهل دون انتظار نتيجة المباراة الأخرى؛ إنتهى الشوط الأول بثلاث اهداف نظيفة لصالح الجزائر ، وفي الشوط الثاني دخل الجزائر منهك بدنيا ليتمكن الشيلي من تقليص الفارق لتصبح النتيجة 3-2 ،وهكذا تحولت كل الأنظار إلى المباراة الأخرى التي لعبت في اليوم الموالي بين ألمانيا والنمسا لتحاكى بينهما المؤامرة والإتفاق على نتيجة 1-0 لصالح الألمان الذي يؤهل النمسا وألمانيا معا ؛ بعد إحراز ألمانيا للهدف الأول تحولت بعدها المباراة لحصة تدريبية واكتفوا اللاعبين بتمرير الكرة فيما بينهم ؛ لا الألمان يريدون إضافة الثاني ولا النمسا تريد التعديل هكذا ودعت الجزائر كأس العالم وودعت معه البطولة النزاهة والروح الرياضية وخرج محاربي الصحراء برأس مرفوع وبعد هذه الفضيحة قررت “الفيفا” تغيير بعض القوانين واقامه المباراة الأخيرة من الأدوار التمهيدية متزامنة في نفس التوقيت في كل البطولات التي تشرف عليها لمنع تكرار مثل هذه الفضيحة التي أجمع على أنها ضمن أسوء 50 حادثة في تاريخ كأس العالم
وبعد عدة سنوات ؛ أعاد الكثير من لاعبي المنتخب الألماني عقارب ساعة التاريخ باعترافهم بالتآمر وبالرغم من إعتذارهم للشعب الجزائري على هذه الفضيحة إلا أن الموعد قد فات ووصمة العار باقية ولن تنسى