هل الذهاب الى المحاكم السويسرية قرار مدروس ام زيادة في الخسران؟
علي المعموري -مونديال
في خطوة قد تكون غير مدروسة بشكل مستفيض ذهب الاتحاد العراقي الى المحاكم الفيدرالية السويسرية لنقض قرار كاس الذي الزم العراق باللعب في ملعب الجوهرة المشعة بمدينة جدة خلافا لما اقرته لجنة الطوارئ في الفيفا في وقت سابق والزمت فيه الاتحادين العراقي والسعودي بانتخاب ملعبين بديلين الامر الذي التزم به العراق ولم ينفذه الاتحاد السعودي الذي نقضه بسهولة في محكمة التحكيم الرياضي (كاس).
خطوة الاتحاد هذه تندرج في اطار ردة الفعل وفي الغالب قرارات من هذا النوع تكون متسرعة وبالتالي امكانية الاعتماد على مخرجاتها ضعيفة اذ يتوجب قبل الشروع بها ان يتم تقييم الاوضاع بما يضمن حد معقول من النجاح ويقلل من الاثار المترتبة على محصولها ان لم يكن بمستوى التعويل الاتحادي عليها.
ولنقترب اكثر من الصورة فنطلق تساؤلا محددا الى اي مدى يعتقد الاتحاد ان بمقدوره كسب هذه الدعوى؟ سؤال يفرضه الوضع العام للقضية لان التحرك العشوائي سينتهي الى زيادة في مقدار الخسارة ويضاعف من نتائج قرار كاس وانعكاساته على المزاج العام في الشارع الكروي.
نعتقد ان الاتحاد اعتمد في تبنيه لهذه الخطوة على مشورة محاميه ونستغرب اكثر من كيفية الاعتماد على محامي اكد في الاولى انه سيكسب القرار بشكل جعله يقول عن نسبة نجاح خصومه في الدعوى هي صفر% بينما تحولت النسبة الى 100% واذا تخطينا هذه الجزئية علينا ان ننظر الى امكانية الخصم ووسائله ومصادر الاستشارة عنده وقارناها مع ما نملك من مثيلاتها وعلى ضوء تقديراتنا يمكن ان نسلك او لانسلك طريق الاعتراض المزعوم.
اعتقد ويعتقد معي الاف وربما ملايين المتابعين والمشجعين من ذوي البصيرة العميقة ان اي مسعى اضافي في هذه القضية لن يؤدي بنا الا الى مزيد من الخسران وبالنتيجة سنلعب في السعودية لاننا اضعنا ما اعتقدنا ان نسبة تفوق خصومنا فيه لاتتجاوز الصفر% فكيف نغير المعطيات الان؟
الذهاب الى المحاكم الفيدرالية يعني انفاق ملايين الدنانير بين رسوم الدعوى واجور المحامي ونفقات سفر واقامة المعنيين وتحمل رسوم كامل الدعوى عند عدم كسبها في وقت اتحادنا فيه بامس الحاجة الى هذه الاموال لاعداد المنتخب بطريقة مناسبة لتكون اكبر رد على ما قام به السعوديين الذين يعتمدون في تاهلهم بنسبة كبيرة على نتيجة مباراتنا معهم بمعنى ان اقتناص نقاط المباراة ستحرمهم بشكل شبه اكيد من التاهل وعندها سنكون قد الحقنا بهم ضررا اكبر مما سنلحقه لو لعبنا معهم في قطر وخسرنا.