الأخبار العربية

هل نحتاج لوصاية دولية من اجل تطوير كرتنا؟

علي المعموري

لا شك ان منظومة الكرة في العراق متهالكة ومضروبة في جميع مفاصلها, ولعل الدوري العام الذي يشكل العصب الرئيسي لهذه المنظومة من اكثر مكوناتها تضررا بسبب غياب المنهجية والتخطيط السليم وبسبب الابتعاد عن ركب التطور العالمي والانقطاع عن التواصل مع المحيط في اقل التقادير حتى اصبح من الامور الطبيعية التي لا تثير الحنق ان تجد اندية من دول ناشئة لاوجود لها في خارطة القارة الكروية تتواجد بين كبارها مثل الفلبين وهونج كونج وسنغافورة وسواها من دول الصف الرابع في القارة في مجال كرة القدم بينما بلد مثل العراق الذي يحمل كأس القارة ووصل لنهائياتها لمرات عديدة انديته مهددة بالطرد من جميع فعاليات القارة الكروية.

اخيرا تدخل الاتحاد القاري ووضع وصايته على طريقة تسيير الدوري في بلدان عديدة منها العراق ووضع اليات وقوانين يتطلب توفرها في الاندية قبل الانخراط في صف المحترفين والاستفادة من وسائل الدعم والتطوير التي يقدمها للدول المتخلفة كرويا لتحفيزها من اجل الارتقاء بكرتها  ومواكبة التطورت العالمية.

الاتحاد الاسيوي رمى بطلباته على الاتحادات المحلية المعنية وترك لها الخيار في تبني المنهج الذي ترغب به.

ملعب نظامي , فرق فئات عمرية, مدرب بمواصفات محددة هذه هي اهم ما طلبه الاسيوي من اتحادنا لمنح الرخصة لانديتنا بالتحول الى الحالة الاحترافية فهل بمقدور اتحادنا تطبيق تعليمات الاتحاد الاسيوي وهيكلة دورينا بما ينسجم والشروط القارية والدولية الجديدة؟

من الصعب علينا كمتابعين التأكد من قدرة اتحادنا على القيام بفعل يقلص من عدد الاندية باستبعاد من لا تنطبق عليه الشروط من الاشتراك بالمسابقة المحلية ونحتاج لتنفيذ تلك الاليات الى تدخل الدولة بطريقة لاتتقاطع مع رغبة الفيفا في فصل العمل الكروي عن سلطات الدول خصوصا مع دعوة مجلس الوزراء الاخيرة ليكون لكل محافظة نادي في الدوري الكروي وهي دعوة ستعقد من الامور كثيرا حتى مع عدم واقعيتها واستحالة تحققها في وقت كنا نأمل فيه بقرار حكومي يهيكل الاندية التي تعتاش على المال العام دون ان يكون لها اي اثر ايجابي في المشهد الكروي العراقي كما في حالة وزارة النفط التي ترعى عدد غير معقول من الاندية التي لا فائدة من تواجدها سوى وجودها الرقمي في سجلات الاتحاد.

الصين التي قارب عدد سكانها من المليار ونصف تقيم دوريا من 16 ناديا بينما بلد بظروف بلدنا وبعدد نفوس لايصل الى الواحد بالالف مقارنة مع الصين ولدينا 20 ناديا وليس لدينا كرة قدم لان هذه الاندية مجرد عدد واموال تحرق وجهود بلا عنوان.

وبالعودة لسؤالنا المهم نقول من الصعب بوضعية اتحادنا الذي يعاني من تقاطعات في الرؤى والرأي ان يستطيع فرز من لايستطيع الانصياع لمفاهيم الرخصة الاسيوية المطلوبة وقبل ذلك لم يتمكن من تطبيق الياته التي يتفاخر بوضعها على نادي واحد اتخذ قرارا بالابتعاد عن الدوري فخضع امر الاحتكام لانظمة وقوانين الاتحاد الى التجاذبات المستندة لقرب النادي لبعض اركان الاتحاد وعلى هذا يمكن القياس واخيرا هل نحتاج الى الوصاية الدولية لنطور كرتنا؟ الاجابة في وقت لاحق!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى