الأخبار العربية

هل يستحق شنيشل الاقالة؟

هل يستحق شنيشل الاقالة؟

علي المعموري – مونديال

لم يكن احدا من اعضاء الاتحاد او لجانه المختصة يطالب باقالة مدرب المنتخب الوطني السيد راضي شنيشل رغم النتائج المتواضعة التي تحققت تحت قيادته للمنتخب في مسيرة التصفيات بل كل ما صدر من مسؤولينا هو تمسكهم بالمدرب حتى نهاية عقده الذي يمتد لثلاث سنوات سينقضي عامها الاول بعد نحو اسبوع من الان.

شنيشل الذي بدء مسيرته التدريبية مع المنتخب رافعا شعار البناء وليس التأهل قبل ان يتراجع عن هدفه ويلوح بامكانيته على الوصول مع فريقه الى مونديال روسيا وقع عقدا لثلاث سنوات مقنعا الطرف الاخر بحاجته الى الاستقرار الفني المطلوب لعملية البناء التي ادعى انها هدفه لتجديد حيوية الكرة العراقية والتخلي عن حرسها القديم.

ومع ايام العمل الاولى اصطدم شنيشل  بحاجز المنتخب الاولمبي الذي استحوذ على معظم اختيارات شنيشل الامر الذي اضطره الى الاعتماد على لاعبي الدوري المحلي ممن لم يتم استدعاؤهم لكتيبة شهد الاولمبية وحصلت اشتباكات مباشرة بين شنيشل وشهد بسبب التزاحم بين الاولمبي والمنتخب الاول  والاهتمام الكبير بالاولمبي واهمال الوطني بحكم نوع وزمن واجب كل منهما.

ثم تحول شنيشل الى مواجهة الاعلام والصدام معه فضلا عن انعكاسات تخليه عن بعض عناصر الخبرة ممن شكلوا اعمدة للمنتخب لفترات طويلة.

ونجح شنيشل في تحويل الاهتمام الشعبي الى مسالك اخرى عن طريق اشغال الاعلام والجمهور بالجدل حول احقية هذا اللاعب او ذاك  بالتواجد مع شنيشل وبكيفية استبعاده لنجوم سابقين لهم تاثير فاعل في الشارع الكروي.

ولعب شنيشل عدة مباريات ودية فشل في معظمها وكان يبرر سلبية نتائجها بعدم تكامل صفوف فريقه حتى اذا انطلقت التصفيات ولعب المنتخب مبارياته الرسمية وجاءت النتائج سلبية هي الاخرى , فبعد الخسارة من استراليا لعب فريق شنيشل شوطا ونصف الشوط بافضل ما يكون قبل ان يتراجع الاداء ويتخلف الفريق الذي كان متقدما بهدف الى خاسرا بهدفين امام المنتخب السعودي الذي لم يكن متوازنا في مستواه وقتها اذ قدم منتخبنا  اداء انتقد فيه المتابعين واصحاب الرأي الطريقة التي تعاطى بها شنيشل مع مباراة السعودية تلك!

ثم بعد ذلك بدأت تتشكل قناعات اكيدة لدى غالبية المتابعين بعدم قدرة الرجل على التنافس مع فرق مجموعته التي لم تكن هي الاخرى في افضل حالاتها الفنية ثم توالت الانتكاسات وكان ختامها مؤلم عندما خسرنا لعبا ونتيجة من الامارات في نهاية ذهاب التصفيات وهنا تعالت وكثرت الاصوات المطالبة بتغيير المدرب الا ان الاتحاد تجاهلها وتمسك بشنيشل ليس قناعة بمستواه الفني انما لتلافي مطالبته بالشرط الجزائي الذي وضعه شنيشل باحترافية عالية وكان كالطوق الذي كبل به اتحاد القدم ليضطر اعضاؤه بتسويق شنيشل ومعاندة الواقع ووعي الشارع الذي حكم على المدرب من خلال النتائج.

في اياب التصفيات التي دخلها شنيشل برصيد فقير قوامه 3  نقاط من فوز يتيم على متذيل المجموعة في ملعبنا وبظروف كانت في معظمها لصالحنا , دخل شنيشل وفريقه مباريات الاعادة بمواجهة استراليا التي سبقتها تصاريح كثيرة من المدرب ومن الاتحاد انعشت امال الشارع الرياضي خصوصا ان منتخبنا لازال يمسك بفرصة التنافس حتى وان كانت هذه الفرصة على الورق فقط فانتهى اللقاء بتعادل صعب مع استراليا قبل الذهاب الى جدة والخسارة من السعودية بهدف مع اداء هزيل وبلا بصمة للمدرب في مجمل اداء الفريق..

بعد مباراة جدة التي انتهت بنهايتها فرصتنا في التنافس وتيقن الجميع بعدم جدوى استمرار الكادر الفني جرت تحركات كثيرة تمت بناء عليها التضحية بشنيشل بعد ان انتهى كل شيء وفشلت مهمته تماما.

فهل يستحق شنيشل الاقالة؟

قد يقول احد او لعل قطاعات واسعة من الشارع الرياضي تعتقد ان الفشل لا يتحمله المدرب فقط انما هناك اسباب كثيرة ساهمت به والمدرب احدها وليس جميعها وهذا حقيقي وواقعي لكن شنيشل بحكم كونه مدرب الفريق هو المسؤول عن جميع امور ونتائج المنتخب .

وان قبوله بمهمة صعبة امرا يحسب عليه لكونه سبق وان خاض التجربة وعرف امكانياته وعرف مقدار الدعم والاسناد الذي يتوقع ان يحصل عليه  وايضا يعرف ردة الفعل في الشارع الرياضي عندما تكون النتائج غير جيدة ومع هذه المعرفة قبل شنيشل المهمة وعليه تحمل تبعاتها

من الناحية الفنية سجلت على شنيشل ملاحظات كثيرة ابتداءا من نوع وكم اللاعبين الذين جربهم ثم استغنى عنهم مرورا بتجاهله لبعض المغتربين وانتهاءا بطريقة توظيف اللاعبين وكذلك قراءاته التي لاتنسجم وامور المباريات التي يخوضها وبالتالي فان الرجل لم يفلح في مهمة اعتقد الكثيرين انها كانت اكبر من قدراته على ادائها.

انا من الذين ساندوا شنيشل ودعموا قرار تسميته لكن النتائج لم تكن كافية ليستمر معها دعمنا وتعضيدنا وكنت اتمنى لو ان شنيشل الذي نحب ونحترم تاريخه كلاعب قدم اعتذاره كما فعل مهدي علي مدرب المنتخب الاماراتي الذي قال انا جندي ادافع عن وطني واشعر اني غير قادر على تقديم الافضل فكسب احترام الجميع.

كما كنت اتمنى لو لم يتشبث السيد شنيشل بمتعلقات عقده لان المال يفنى واحترام الناس وتقدير المواقف الراقية للرجال يبقى خالدا في سجلات الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى