واثـــــق الخطــــــوة يمشـــــــــــي ملكا !

مونديال-علي المعموري

يلحظ المتابع لمسيرة اعداد منتخبنا الوطني الذي يستعد حاليا في مدينة بيرث الاسترالية لمواجهة منتخب استراليا في مستهل رحلة التصفيات الحاسمة المؤهلة لمونديال روسيا2018 يلحظ تغير في نبرة حديث المدرب الكابتن راضي شنيشل نحو التفاؤل وايقاد جذوة الامل في نفوس المتابعين من جمهورنا الكروي الغفير, فبعد رحلة اعداد وصفت بالمتلكئة وغير المنتجة لغياب معظم عناصر المنتخب الاساسية , رحلة لكثرة الشكوى زرعت نوعا من القنوط في النفوس خصوصا ان نتائج التحضيرات كانت سلبية بالكامل وهي لاتتناسب وقوة الخصم الذي سنواجهه على ارضه وبين جمهوره.

ومع اقتراب موعد اللقاء تبدلت نبرة التصريحات التي يطلقها الكابتن راضي شنيشل الى اشاعة روح الامل وزرع الثقة في نفوس المتابعين.

نحترم استراليا ولا نخشاها وستظهر شخصية المنتخب في مباراة الخميس … سنفاجئ الاستراليون في ملعبهم … مبارياتنا التجريبية وفرت لنا بدلاء جيدين.. هذه نماذج من تصريحات متفرقة لمدرب منتخبنا وهي تصريحات من المؤكد ستسهم في تبديد القلق وتزيل الغموض الذي يلف مسيرة المنتخب التحضيرية عبر خمسة معسكرات تدريبية وست مباريات لم يفز باي منها.

السؤال المطروح الان :هل استند الكابتن شنيشل في تصريحاته المبهجة الى معطيات حقيقية ام انها تاتي من باب (تفائلوا بالخير تجدوه)؟ ام من (باب واثق الخطوة يمشي ملكا ) ايا كانت المعطيات التي ادت بالكابتن راضي الى اطلاق هذه التصريحات فانها علامات صحية فالرجل لم يطلب اكثر من الدعم المعنوي المتمثل بالاعلام وبالشارع الكروي هذا الدعم ستكون له انعكاسات مؤثرة على عطاء اللاعبين وقد قدر الكادر الفني اهمية الدعم واستنهاض الهمم بالاعتماد على تجارب سابقة ليست ببعيدة عن ذاكرة الجميع يوم تناخى شبابنا في ريودي جانيرو وحققوا ما كان قبل ان يتحقق من المستحيلات ان سلبوا لاعبوا السامبا هويتهم ومزقوا صورتهم وضربوا سمعتهم معتمدين على استحضار الهمة والقيم وصور الملايين التي استيقضت قبل بزوغ الفجر لتكتحل عيونها بارادة وعزيمة لايملكها الا العراقيون وقليل من الاقوام..

نعم قد يكون السيد شنيشل ايقن الاحساس بالتكافؤ مع الخصم خصوصا ان الفوارق الفنية ليست كبيرة لدرجة تجعل من التفوق او الندية معه امرا صعبا.

نعم الذي فعله شنيشل عين الصواب حتى يضع لاعبيه في حجم المهمة ووسطها وحتى يتجاوز الاحباط الذي رافق مسيرة منتخبنا في مراحل سابقة.

شحذ الهمم واستحضار القيم سيساعد في اطلاق مكنونات اللاعبين من العطاء الفني والمردود البدني وهذا على ما يبدو ما انتبه اليه السيد شنيشل.