الأخبار العربية

وزير ورئيس إتحاد

 وزير ورئيس إتحاد

مونديال/ أحمد عبدالكريم حميد
لا يوجد قانوناً يمنع أيّة شخصية حكومية مِن العمل أو قيادة الإتّحادات وَالأندية وَخير مثال هُوَ ما تابعناه حين تمَّ سحب الثقة عن رئيس الإتّحاد الروسي لكُرَة القدم نيكالآي تالستيخ (مِن 3 ايلول 2012- 3 ايار2015) وَرشح وزير الرياضة وَالسياحة وَنائب رئيس الوزراء فيتآلي موتكو لهذا المنصب عبر لجنة الكُرَة الشاطئية وَحققَ الفوز في الانتخابات، وَسبق لموتكو ان قادَ كُرَة القدم الروسية (2 نيسان 2005 – 24 تشرين الثاني 2009).
وَليس بعيداً عن روسيا اختار الإتّحاد الطاجيكي نجل رئيس البلاد رُستم إمام علي (وُلِد 1987، حاصل عَلَى شهادة جامعية باختصاص العلاقات الإقتصادية الدولية) لقيادة الكُرَة الطاجيكية (مِنذ عام 2012) وَهُوَ يشغل منصب عمدة بلدية دوشنبه في الوقت ذاته، وَاسهم رُستم في الأيّام الأوّلى في تغيير واقع البنى التحتية وَاللعبة وَافتتح أوّل قناة تلفازية رياضية. وَلا ننسى رئيس الوزراء الإيطالي السابق بيرلسكوني وَقيادته للنادي العريق ايه سي “ميلان”، ووَصلَ رئيس نادي “الكويت” مرزوق الغانم إلى رئاسة مجلس الأمة الكويتي وَغيرها مِن الأمثلة. ان ارتباط الرياضة اليوم بالقيادة السياسة كبير وَمهم عَلَى ان لا يتم الترويج لأفكار وَأهداف الأحزاب السياسية التي يمثلها رؤساء الأندية وَالإتّحادات وَاللجان الأولمبية داخل هذه الامكنة الحيوية التي تتصل بالشباب وَبالشعوب.
ان قرب رجال السياسة مِن السلطة عامل هام في إنجاح العمل الإداري وَالحصول عَلَى تسهيلات مِن الدولة وَإظهار العقبات التي تواجه هذه الإتّحادات وَتذليلها. في هذه السطور لا أنوي التثقيف لأيّة شخصية سياسية أو حكومية بقدر ما ارغب بتوضيح الارتباط الحاصل بين القيادة وَنجاح الإدارة في السياسية وَانعكاسها في العمل الرياضي، لكنّ للأسف الشديد البعض يحاول التهديد بأيّ تدخل حكومي في العمل الرياضي أو تقديم النصح لهذا الإتّحاد أو ذاك أو للجنة الأولمبية، وَلا سيما ان هذه الإتّحادات وَالأندية تأخذ الأموال مِن خزينة الدولة العراقية وَيتحتم عليها مراقبة هذه الأموال العائدة بالأساس للشعب العراقي، غير ان أغلبية هذه الأموال تُدفع عَلَى راحة رؤساء وَأعضاء الأندية وَالإتّحادات وَعَلى تذاكر وَاقامة وَمصاريف يومية في رحلات رياضية اصبحت سياحية ليس إلّآ بعد ان كان هؤلاء يحلمون بالصعود عَلَى متن الطائرة. ان وجود الشخصيات الحكومية وَرجال الأعمال يسهم في إنجاح العمل الإداري في الأندية وَالإتَحادات بعد ان عجز بشكل كبير العاملين في الإدارة وَأغلبهم ينتفع مِن الأموال المخصصة كمنح ومُساعدات وَمِن خلال عقود المُدربين وَاللاعِبين وَمِن غيرها مِن مدخلات هذه المؤسسة الرياضية المجتمعية.
سؤالي: هَل يوجد قانوناً يمنع الشخصيات الحكومية مِن قيادة الأندية وَالإتّحادات؟ وَلماذا يهدد البعض باللجوء إلى الإتّحادات الدولية في حال تدخل الوزارة أو الدولة في أمر ما؟ وَهَل تشرف دائرة الرقابة المالية وَهيئة النزاهة عَلَى العمل المالي وَالإداري في الأندية وَالإتّحادات؟
أخيراً، ان النجاح في العمل الإداري القيادي سواء في دائرة معينة أو في وزارة ما أو في التجارة بالتأكيد سينجح هذا الشخص بالنجاح في القيادة وَالإدارة الرياضية إلّآ ان البعض لا يريد لهؤلاء العمل في الأندية وَالإتّحادات وَيتحتم عَلَى الوزارة ان تتابع نشاطات الأندية في عموم العراق وَمُدّة النشاطات الرياضية في كُلّ ناد لكي نعرف حجم النشاطات وَحجم الأندية الوهمية في وطننا بعد ان فاق عددها ما موجود في الدول العظمى!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى