الأخبار العربية

يراهنــون علــى الجمهــور ونراهــن علــى قدرات لاعبينــا

علـــي المعمـــوري – مونديـــال

يركز الاعلام والشخصيات الرياضية في الامارات هذه الايام على رفع معنويات لاعبيهم وتحشيد اكبر عدد من الحضور الجماهيري لملعب مباراة فريقهم معنا معتبرين ان الدعم في المدرجات سيكون له القول الفصل في ترجيح كفة فريقهم امام منتخبنا.

لااحد بمقدوره ان ينكر التأثير الايجابي للجمهور في تحفيز قدرات اللاعبين وحثهم على تقديم افضل العطاءات داخل الملعب ولا أحد يجزم بفعالية الجمهور المطلقة في تحديد نتيجة اية مباراة مهما بلغ عدد حاضريها من الجمهور.

في كرة القدم الحديثة لم تعد عوامل التحفيز التي يمارسها الجمهور من المدرجات حاسمة في ترتيب نتائج المباريات لان اية مباراة تخضع في نتيجتها لظروف وعوامل اخرى اكثر فعالية من الصيحات التي تنطلق من المدرجات , فالتحضير والاعداد المناسب وقدرة وكفاءة ادوات اللعب داخل الملعب هي من تتقدم على سواها في تحديد اتجاهات نتيجة اية مباراة اضافة الى ظروف انية قد تحصل خلال اللعب كالاخطاء التي يرتكبها الحكام واللاعبون فتتسبب في تغيير بوصلة النهاية في تلك المباراة.

التعويل بشكل كبير على الاسناد الجماهيري امر لايعبر عن دراية وفهم لمفردات اللعب وعوامل التفوق تحتاج الى امور اخرى قبل الصفير والتصفيق, كما ان التخوف من الجمهور وصيحاته هو الاخر من الامور البدائية المضحكة فكرة القدم اصبحت صناعة محسوبة بادق التفاصيل.

الاماراتيون الذين يراهنون على الارض والجمهور في ترجيح كفة فريقهم خلال اللقاء نسوا او لربما تناسوا انهم هزموا اليابان في ملعبها وبحضور زاد عن السبعين الف وكنا متعادلين معهم في نفس الملعب وبنفس العدد من الحضور حتى الدقيقة 95 من مباراتنا معهم دون ان يشكل الجمهور اي عامل من عوامل حسم او تفوق اليابان فكيف يعتقدون ان لجمهورهم الذي لن يزيد عدده في افضل حالاته عن الاربعين او الخمسين الفا ان لم يكن اقل تاثيرا في تحديد النتيجة لصالحهم؟

بالنسبة لنا منذ ثلاثة عقود ونحن نلعب خارج ديارنا وواجهنا منتخبات عملاقة لها جمهور كبير وتفوقنا عليها وتأهلنا الى مونديال المكسيك دون ان نحرك كرة واحدة في ارضنا ونحن الفريق الوحيد في العالم على مر التاريخ الذي يتأهل الى نهائيات كأس العالم دون ان يلعب اية مباراة على ارضه فالامر بالنسبة لنا سيان ان حضر الجمهور او ان لم يحضر نعتمد على قدرات لاعبينا ومهاراتهم في صناعة عوامل التفوق في الميدان.

كيف نتحكم بجمهور الخصم؟

المنتخب الاماراتي عليه ضغط اكثر ربما من الضغط الذي يواجه لاعبينا باعتبار ان منتخب الامارات يحتل المرتبة الرابعة وبفرض فوزه وتعثر السعودية او اليابان او استراليا فانه سيقفز الى احد المراكز الثلاثة المتقدمة في المجموعة وخسارته ستقلل من فرصه اضافة الى الجدل الذي اثارته خسارته امام الفريق السعودي فضلا عن الجمهور الذي يسانده وينتظر منه نتيجة خصوصا ان الاعلام الاماراتي كان هيئ الشارع الكروي عندهم ووضعه باجواء الفوز حتى قبل ان تبدأ المباراة وهذا حمل اضافي يتعرض له لاعبيهم في الميدان وهم سيحاولون تسجيل هدف مبكر يزيح عنهم كل هذه المؤثرات وبخلافه فان اي وقت يمر دون ان يحققوا مبتغاهم سيكون عاملا ضاغطا عليهم وسيؤثر في تركيزهم ويقتل هدؤهم ويزيد من توترهم وعليه لو وفق لاعبونا باسبقية التسجيل في المرمى الاماراتي فان مقدار توتر لاعبيهم سيزيد وبالتالي تصعب الامور كثيرا عليهم وبهذا يتحول الجمهور الى نقمة اكثر من كون نعمة كما حاولوا ان يصوروا الامور عليه.

يراهنون على جمهورهم ونراهن على قدرة لاعبينا في حسم اللقاء.

كل التوفيق لمنتخبنا العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى