مباراتنا مع السعودية بين لغة الارقام ومعطيات الواقع.. الفوز ممكن
علي المعموري
تكتسب اللقاءات الكروية التي تجمع المنتخبين العراقي والسعودي اهمية كبرى بغض النظر عن المناسبة التي تجري فيها, فتاريخ اللقاءات بين الفريقين يبرهن على قوتها وصعوبتها حتى عندما يكون احدهما في اسوء حالاته كما هو حاصل الان بالنسبة لمنتخبنا الذي يستعد لمواجهة الاخضر السعودي مساء الثلاثاء ضمن مباريات الجولة السابعة من تصفيات اسيا الموصلة الى روسيا 2018.
لغة الارقام
————
بلغة الارقام التقى الفريقان 31 مرة فاز منتخبنا في 14 منها وفاز السعوديون في 9 بينما انتهت 8 اخرى بالتعادل وفي مجال كأس العالم التقى الفريقان 5 مرات فازوا ب4 وتعادلوا معنا بالخامسة.
على ارضهم يواجه السعوديون صعوبة في الفوز على المنتخب العراقي فمن اصل 9 مواجهات فازوا مرتين وتعادلوا في 3 بينما انهزموا 4 مرات.
في كرة القدم التاريخ والارقام والاحصائيات لا قيمة لها ولا حضور في تحديد نهايات المباريات انما التحضير الجيد والقراءات الصحيحة واسلوب التعاطي مع المباريات هي من تضع النهايات لها.
معطيات اللقاء
————-
سيدخل منتخبنا مباراة الثلاثاء برصيد 4 نقاط وبالمركز قبل الاخير وبتعادل صعب في اخر مباراة بينما يدخل المنتخب السعودي اللقاء برصيد 13 نقطة وبصدارة المجموعة وبقدم في النهائيات وقادم من فوز عريض خارج ملعبه كما سيدخل اللقاء مشفوعا بصيحات 80 الف مشجع.
تلك هي معطيات اللقاء الذي سيجمع منتخبنا مع المنتخب السعودي بعد 48 ساعة من الان, معطيات قد تساعد السعوديون على تجديد فوزهم على منتخبنا في ذهاب التصفيات وقد تتسبب في خسارتهم او على الاقل ان يفقدوا نقطتين عندما يفرض التعادل نفسه!
رهان المدرجات
————–
في كرة القدم الحديثة لم يعد للارض والجمهور اي دور حاسم في تحديد نتائج المباريات فكثير الفرق تخسر على ارضها وكثيرها تفوز والامر برمته متوقف على طريقة التحضير والاعداد وعلى عوامل متعلقة بالتهيئة النفسية والبدنية وربما متغيرات انية يفرضها سير اللعب وعليه فان الاعتماد عند توقع نتيجة المباراة على مناصرة الارض والجمهور اعتماد غير دقيق واللجوء الى الواقعية طريق مفضل للوصول الى غاياتنا عند خوض اللقاء.
هل الفوز على السعودية ممكن؟
للاجابة الدقيقة على هذا التساؤل يجب الاخذ بعين الاعتبار مجمل الظروف المحيطة بكل فريق قبل اللقاء ومن ثم تكوين تصور تقريبي لامكانية كل طرف وعلى هذا وطبقا لمعطيات الواقع وخراجات المباريات السابقة وطريقة تعاطي المدربين وكفاءة كل واحد منهما وموقف كل فريق في مجموعته فان جميع المؤشرات تدل على تفوق المنتخب السعودي.
لكن كرة القدم لا تعترف بالتوقعات المسبقة ولا تستجيب لمعطيات التفوق المسبق وتعتمد على ظروفها في الملعب وعلى امكانية اللاعبين وقدرة المدرب على توظيفهم وعليه بامكان منتخبنا الفوز على المنتخب السعودي خصوصا ان السعوديون سيلعبون تحت ضغوط كثيرة لعل ابرزها الملاحقة التي يقوم بها فريقا اليابان واستراليا والاخير لو فاز على الامارات في المباراة التي ستجرى قبل حوالي سبع ساعات من لقاء العراق والسعودية سيشكل ضغطا كبيرا على السعوديين للاستعجال وحسم النتيجة وهذه النقطة تحديد يجب على مدربنا السيد راضي شنيشل الانتباه لها ووضعها قيد الاعتبار.
في الطرف الاخر يدخل منتخبنا المباراة بوضعية تعتبر اكثر اريحية من خصمهم بعد ان تضاءلت بشكل كبير فرصتهم وتحولوا من منافس الى مشارك ويقينا تحولت اهدافهم الى تحسين صورتهم ومصالحة جمهورهم بفوز على السعوديين هو – لو تحقق – سيكون كفارة عن جميع النتائج السلبية السابقة.
الخلاصة
——–
يذهب الشارع الكروي المحلي الى فرضية استمرارية سوء النتائج بالنسبة لمنتخبنا عطفا على المعطيات التي افرزتها المباريات السابقة التي اقترنت باخطاء تكتيكية قلصت ثقة الجمهور بقدرة الكادر الفني للمنتخب على احداث تطور ايجابي في الاداء وفي النتيجة وعليه فان لغة التشاؤم في الشارع الرياضي اكثر طغيانا من التفاؤل واملنا ان تنقلب الاوضاع ويحقق منتخبنا نتيجة ايجابية امام المنتخب السعودي فالمباراة ليست صعبة والمنتخب السعودي اسهل نسبيا من فرق مثل اليابان واستراليا وحتى الامارات.