الأخبار العربية
تظاهرة الشارع الرياضي: نعم للحل الجذري ولا لتجميد المشكلة عبر التضحية بشنيشل
تظاهرة الشارع الرياضي: نعم للحل الجذري ولا لتجميد المشكلة عبر التضحية بشنيشل
علي المعموري – مونديال
اسوء الحلول تلك التي تأخذ بالنتائج بعيدا عن مسبباتها لانها تتعاطى مع المشكلات من خلال مواقف لاتتجاوز ردة الفعل وبذلك تنتج عن تلك المعالجات حلولا قصيرة الامد لايمتد تأثيرها طويلا وعليه فأن التأني عند المعالجة يفسح المجال لرؤيا اوسع ومعرفة اشمل وبالتالي وضع حلول اكثر قدرة على تغيير الوقائع وقد تمتد اثارها لفترات تتجاوز المعالجات التي تاخذ طابعا انفعاليا.
من بعد هذه المقدمة سنطل على الفعالية المجتمعية التي ستقام غدا للتعبير عن الرفض الشعبي لما تمر به كرة القدم في العراق من ظروف لم تعد المبررات معها تقنع حتى الذين يطرحونها الامر الذي ولد انفجارا شعبيا ستكون تلك التظاهرة الى جانب فعاليات اخرى احد صوره.
على من نتظاهر؟
—————-
سنتجاوز مسألة الحقوق ومن يكفلها ومسألة حرية التعبير او غيرها مما يشاع كثيرا عن تناول مثل هكذا فعاليات وندخل في المفيد لنتعرف على الدوافع التي اوصلت الشارع الرياضي كمختصين واعلاميين وجمهور وجميع الفعاليات ذات الشعور المشترك التي تمتلك القدرة على فهم الواقع الكروي ومشكلاته وابعد من هذا انها تمتلك رؤى قريبة من الواقع للحل وبالتالي فان الذي يرمي الامور على مصالح شخصية او مواقف فردية او ردة فعل عابرة فهو مخطئ تماما لان ما وصلت اليه الامور والغليان الذي ولدته في الشارع لم يكن مرتبطا بنتيجة مباراة واحدة او مباراتين انما بسبب تراكم الاشكاليات وفقدان الحلول الحقيقية لها وهذا يعني ان اصل المشكلة يتجاوز جهة واحدة او جهتين ليشمل جميع مكونات منظومة الكرة في البلاد.
غياب العقل المنتج
————————-
لعل من اكثر ماتواجهه المجتمعات في منطقتنا هو عدم وجود العقل الاداري المنتج القادر على التخطيط والتنفيذ والمتابعة بكفاءة عالية ولهذا نجد ان معظم الطروحات والمشاريع لاتستند الى اسس تهيئ لها اسباب النجاح والديمومة وفي العراق تبرز هذه الجزئية بشكل اكثر وضوحا لاسباب افرزتها ظروفه العامة التي اوجدت مناخات مناسبة لتوغل بعض الافراد والجماعات الى مواقع اثبتت التجارب عدم قدرتهم على النجاح فيها وقد تأثر قطاع كرة القدم كثيرا من هذه النقطة وعليه فان الفشل في منظومة الكرة يتجسد في عدم قدرة اتحاد الكرة على تقديم برنامج وحلول مناسبة للمشكلات التي تواجهها منظومة الكرة بخلاف ما يحاول البعض ان يسوقه عندما يرمي الفشل على ظروف اخرى كالحظر الكروي والتقشف وغيرها من مبررات العاجزين.
الان تم تحديد المشكلة وعليه فان افتراس المدرب وجعله هدفا لاي تحرك باعتقادي خطوة غير موفقة من شأنها ان تديم حالة الفشل بتقديم حل مؤقت فالمدرب رغم مقصريته الواضحة في الجانب الفني الا ان التركيز عليه سيكون كطبيب يعالج حمى مريض دون معالجة العلة التي تسببت بتلك الحمى فتعود الى الارتفاع بمجرد ان يذهب مفعول علاجها لذا من المهم لكي لاتتكرر الامور ولكي لانرحل مشكلة الكرة فتتفاقم علينا ان نضع اليد على العلة الحقيقية ونداويها
الخلاصة
———–