الأخبار العربية

لو دامت لغيرك لما وصلت اليك… أليس منكم رجل رشيد؟

 لو دامت لغيرك لما وصلت اليك… أليس منكم رجل رشيد؟

علي المعموري – مونديال

لا يوجد نظام في الكون منذ البدء وحتى الانتهاء بدون معارضة تتقاطع معه او لها اثر في تحديد مساراته  فالأصل هو الجدل وحيث لا تستثني هذه القاعدة احدا بأي بمستوى وبأي صيغة فردا او جماعات فان التطير من هذه الممارسة يدل على انانية واستحواذ والغاء للأخر.

اذا اعتمدنا مبدأ ” لو دامت لغيرك لما وصلت اليك ” فسيصبح من المنطق القبول بسلطان الغير وحظوظه في التحول الى مواقع صناعة القرار.

اتحاد القدم هيئة او جماعة مكنتها اليات معتمدة من الاستحواذ على مصادر القرار الكروي وترتب على هذا التمكين واجبات ومهام والتزامات مهنية واخلاقية وانسانية تحتم على هذه الجماعة ادائها بموجب تكليف التمكين بكل شفافية واخلاص وعندما لم تستطيع لاي سبب من تنفيذ تلك الالتزامات فانها ستوسع من مساحة عمل معارضيها وتوقع نفسها تحت ضغط الاخلال بالمهام.

اي قراءة لواقع كرة القدم في العراق ستوضح الخلل الذي اصابها وارتباط هذا الخلل بعمل منظومة الاتحاد على مستوى التخطيط والتنفيذ والمتابعة وبالتالي فان اي تقييم موضوعي لمنهجية الاتحاد خلال الفترة المنقضية من عمره سوف يوضح عجزه عن الوفاء بالتزاماته تجاه المنظومة التي يشرف عليها واتجاه القواعد الاجتماعية الواسعة المرتبطة بها الامر الذي يسحب الشرعية منه ويلزمه بالتخلي عن موقعه خصوصا ان الاثار التي ترتبت على مقصرية هذا الكيان كانت قاسية جدا واصابت مشاعر الملايين من المتابعين وقبل ذلك هتكت سمعة البلد لاسيما بعد ثبوت عجزه عن تقديم الحلول الناجعة التي من شأنها ان توقف التدهور في مستوى الكرة او على الاقل القيام باجراءات تتناسب وحجم الخلل.

في كل مكان حتى في البيت الواحد وفي العائلة الواحدة نجد افرادا يسلكون مسالك تفترق او على الاقل تبتعد عن مسلك المجموعة او العائلة وحيث تكاد ان تكون هذه قاعدة في العلاقات بين فردين او اكثر فانها تشذ تماما عند النظر الى مستوى العلاقات بين افراد الاتحاد واقصد ما يخص الجانب المتعلق بالعمل حصرا بمعنى ان لا احد  منهم يعترض بصوت مسموع وينتفض ويؤشر او يعترف بقصور منهج الزملاء بل يبدو ان الجميع متفقون ليس على صواب تلك المنهجية وحسب وانما على احقيتهم بالاستمرار رغم الفشل وكل ما يفعله القوم هو التبرير وتزويق الحقائق باعتماد منطق غريب يقوم على المقارنة مع الاخرين او مع زمن سابق فيقال” لم تكن المرة الاولى … ولم نكن لوحدنا من خرج من .. فلم هذه الضجة” وبهذا يفرض على العامة من المحبين والمتابعين واقعا فاشلا وتغيب مئات التشخيصات التي تتلمس الخلل  وتطرحه بكل شفافية.

نعم هناك ظروف قد تسهم في تعويق النهوض بالواقع الكروي لكنها ليست قاهرة لدرجة يستعصي معها ايجاد الحلول وتجاوز منعطفات الفشل الذي تحول الى منهج مخيف.

النجاح والفشل امور نسبية تحددها معطيات الواقع وطبيعة المهمات ومن لا تخدمه الظروف في النجاح ليس عيبا ان يخرج منها مادام مكلف بخدمة عامة.

لو ان المجموعة التي تدير الكرة تدير شركة تجارية خاصة بها بدلا عن اتحاد الكرة وفشلت في تحقيق ربح او صناعة ادوات ما فهل ستستمر رغم الفشل والخسارة؟ بالتأكيد كان انفرط عقدها مع اول تعثر يصادفها.

عندما نطلب من الاتحاد اتخاذ اجراء يسهم بشكل حقيقي في ايقاف التدهور في كرتنا عوضا عن خلق المبررات التي سرعان ما يفندها الواقع فهذا لا يقلل من اعتبارهم انما من باب المعاونة على ايجاد الحلول خدمة للصالح العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى