الأخبار العربية

هل تحتاج كرة القدم العراقية الى عبقرية كبيرة لادارتها؟

 هل تحتاج كرة القدم العراقية الى عبقرية كبيرة لادارتها؟

علي المعموري – مونديال

هل تحتاج كرة القدم العراقية الى عبقرية كبيرة لادارتها بطريقة ناجحة؟ سؤال افتراضي لكنه ليس بعيد عن الواقع اذ منذ ان توجت كرتنا بلقبها القاري الاول قبل عقد من الزمان وامورها الى تراجع مبرر وغير مبرر اذ في كل مرة تتراجع فيها  الى مستويات اقل مما يجب ان تكون عليه  تبرز ذات المبررات التي يسوقها القائمون عليها بينما يقابل تلك التبريرات اتهام الشارع الرياضي ونخبه المتقدمة القيادات المسؤولة عن ادارة الكرة بالتقصير وبالسطحية وسوء التخطيط حتى ان الكثير يشكل على تلك القيادات بعدم صلتها بكرة القدم وان تبؤوها لمناصبها اتى باساليب تجاهلت الكفاءة وشروط الصلاحية.

كثيرا ما ينسب الاخوة في اتحاد القدم اسباب الاخفاق الى ظروف اخرى مثل شحة الاموال والحظر وممانعة الكوادر الاجنبية في العمل داخل العراق وامور اخرى لا نعتقد انها تشكل كل اسباب الاخفاقات المتكررة لكرتنا وان كانت جزءا منها الا ان بالامكان تجاوزها بتحرير العقل الاداري من سطوة العجز التي تسيطر عليه وتحدد مساحة الابداع فيه.

ولعل اكثر المبررات المساقة بروزا هي الضائقة المالية التي تمر بها البلاد عموما وقطاع الرياضة على وجه الخصوص لكن تجاوز هذه المعضلة ممكنا جدا بايجاد مصادر مضافة للتمويل وبطرق متعددة مثل الاعلانات والنقل التلفزيوني والرعاية وما يمكن تحصيله من رجال الاعمال وسواهم ممن تتشكل منهم اطياف المشجعين فضلا عن الدعم الحكومي في مجال تمويل النشاطات الرياضية.

خلال اخر ثلاثة سنوات تعاقب على تدريب منتخبنا الوطني خمسة مدربين هم الكباتن حكيم شاكر وراضي شنيشل على فترتين واكرم سلمان ويحيى علوان وصرفت اموال على شكل عقود لتغطية اجور هؤلاء المدربون تجاوزت الملياري دينار وربما اكثر وهو مبلغ كبير كان بالامكان الاستفادة منه في تغطية اجور مدرب اجنبي بكفاءة جيدة خلال ثلاثة سنوات ولو تم ذلك لكنا الان بوضع افضل بكثير مما نحن فيه.

ومع ان تسمية الكوادر الفنية جميعها من الكفاءات المحلية التي يفترض ان يشكل الحس الوطني لديها قبل الحس المادي فان ايا منها لم يخضع للمتابعة من جانب الاتحاد او لم يتم التعاقد معه بطريقة تحفظ حقوق طرفي العقد فيحصل ذات الخطأ مع كل عقد واخر (بعبع) الشرط الجزائي الذي يقلق الاتحاد ويفكر به دون ان يفكر باسباب الاخفاق بمعنى ان يحصر السادة في الاتحاد الضرر في الجانب المادي فقط فيتجاهلون الجانب الفني الذي هو الاصل في التسمية.

بعد هذا نعود لنتسائل عن صعوبة اداء الاتحاد ومواجهة المعوقات دون الاجتهاد في تجاوزها ونجيب عن تساؤلنا .. الامر بسيط جدا نوفر المال ثم نبحث عن الكوادر الاكثر قدرة على قيادة المنتخبات وبعقود تكتب بطريقة احترافية تحرص على حقوق جميع الاطراف وتجرى مراجعة دورية وترتب الاجور بطريقة تتناسب وما يقع من نتائج خلال فترة العقد لضمان التوازن بين حقوق وواجبات كل طرف من اطراف العقد.

كلما حققنا نتائج افضل في كرة القدم كلما اجبرنا قطاعات من المجتمع بالالتفاف حولنا وتأمين روافد من الدعم للارتقاء بالمستوى وكلما تردت النتائج كلما قل وانحسر عدد الذين يهتمون بكرة القدم في بلادنا.

لانحتاج مطلقا الى نوابغ في ادارة كرتنا بقدر حاجتنا الى كوادر واعية وحريصة ومنسجمة و مؤمنة بما تفعل.. هذا كل شيئ ببساطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى