الأخبار العربية

تظاهرات الاصلاح الرياضي بين تأييد الشارع وتشكيك المنتفعين .. الحسم مؤجل

 تظاهرات الاصلاح الرياضي بين تأييد الشارع وتشكيك المنتفعين .. الحسم مؤجل

علي المعموري – مونديال

يعتبر البعض من رجال الاعلام والرياضة وحتى فئات من المتابعين القيام بمظاهرات من اجل اصلاح المنظومة الكروية لن يغير من الامور شيئ بل سيزيد المشهد الكروي مزيدا ن الضبابية والتعقيد جراء التشكيك الذي يمارسه الطرف المتضرر من المطالبة بالاصلاح اذ يسجل هؤلاء الكبيرة والصغيرة في معسكر المصلحين ويتصيد اخطائهم ليسفه طلباتهم ويفرغ القضية من معناها الحقيقي.

شعرت بالخجل وانا استمع لاحدهم وهو يعترض على عبارة (علي وياك علي) من قبل بعض المتظاهرين الذين حملوا الكابتن احمد راضي خلال مظاهرة الثلاثاء الماضي في محاولة لخلط الاوراق مع بعضها واضفاء طابع غير رياضي على هذا السلوك العفوي من نفر بسيط اختلف في الكثير واتفق على ان كرة القدم في العراق ليست على ما يرام وان حل العقد فيها عبر تفكيك منظومتها واعدة بنائها باسس صحيحة.

اذا كان كل صاحب بصيرة مخلصة تيقن الخلل وشخصه واعترف به فعلام التشكيك ومحاولات التثبيط التي يحاول ثلة من المنتفعين من الوضع الراهن الذي تشهده الكرة العراقية ومحاولات الاساءة لرموزها من اللاعبين والمدربين وبقية الكوادر المؤمنة بضرورة التغير كخطوة من خطوات الاصلاح المنشود.

ان من اولى ثمار الغضب الجماهيري الذي تمثل بالتظاهرات اجبار المسؤولين على الالتفات لواقع الكرة العراقية والقيام بتحركات افضت الى اتخاذ بعض الخطوات وان كانت ليست بالمستوى المطلوب الا انها حركت المياه الراكدة واشرت لمدى فاعلية الشارع الكروي وتأثيره بالاحداث الكروية.

يظل المطلب الرئيسي للمنتفضين على الواقع الكروي هو اجبار الاتحاد على الاعتراف بالفشل والاعتذار عن الاستمرار بمهام الظروف المختلفة لم تسمح لاعضائه بالنجاح بتحقيقها , وفي المقابل يستمر الطرف الاخر بتحدى الواقع ومستجداته والتشبث بالمنصب بل والعمل على تسطيح المشكلة الحقيقية التي خلفها فشلهم في ادارة الملف بطريقة ترضي ضمائرهم وتعجب القاعدة الجماهيرية الواسعة.

اعتقد ان تحويل الامور في الصراع بين ارادة الجموع الكبيرة ونزوات القلة المنتفعة الى تشويه الحقائق عبر التشكيك بنوايا الاخرين هو قفز على المشكلة وتجاوز لمشاعر الملايين من جمهورنا الرياضي المصدوم باداء اتحاد القدم الذي بعد كل هذا الشلل الذي اصاب كرتنا لازال يغرد خارج سرب الواقع باعتناق مذهب تسقيط المناؤئين عبر تحريك بعض الاقلام الغير امينة على سمعة وطنها.

نعتقد ان زيادة الضغط على اصل المشكلة سيؤدي الى انهيار الطرف المتعنت وخضوعه اخيرا لرغبة الملايين وفسح المجال امام الاخرين ليأخذوا دورهم في عملية ترميم الهرم الكروي الذي تحول بسبب التخلف الاداري والمحسوبيات والمجاملات الى انقاض واثار من الماضي.

البعض يعتقد ان هدف رفع الحظر عن الملاعب افضل من التصدى للفشل وايقاف التدهور في منظومة الكرة وهذا اعتقاد قاصر لان لا قيمة للعب على ارضنا مع استمرار منهج الفوضى والمصالح الضيقة واجهاض اي محاولة نهوض يتطوع للقيام بها مجموعة مخلصة من الرموز ذات التاريخ العريق.

السؤال هنا هل نعاني من ازمة في الفكر المنتج؟ ام عجزت ارحام العراقيات عن انجاب الرجال المخلصين المحبين والمؤمنين؟

الجواب لا هذا ولا ذاك بل عدم وجود الضمير الحي المجرد وقلة العقل الواقعي المحب للخير والملتصق بالمنطق وباحترام الاخر والاقرار بالفشل وبالتالي تسهيل عملية الاصلاح وليست تعقيدها عبر مناورات لاتخدم الطرفين.

نعتقد في النهاية ان طلب الاصلاح له دوافع عامة والمعترضين عليه يعتقدون ان من يناؤهم بالفكر والسلوك انما هدفه ابعادهم بشكل شخصي بمعنى هناك تغييب لمصلحة اكبر هي ارادة الشارع الكروي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى