رفع الحظر مصلحة خليجية مثلما هو حق عراقي!

علي المعموري – مونديال
ينشغل الان الوسط الرياضي بمتابعة الجهد الكبير الذي تقوم به عدة جهات حكومية وشعبية وبمختلف الاختصاصات للتهيئة لاستقبال لجنة الفيفا الخاصة بتقييم الوضع الامني وجاهزية العراق لاستقبال الفرق والمنتخبات الخارجية تمهيدا لرفع الحظر الظالم الذي حرم ملايين العراقيين من حقهم الطبيعي بلعب فرقهم على ارضهم اسوة ببقية الدول الاخرى , هذه اللجنة التي من المؤمل ان تزور العراق الاسبوع المقبل ليومين او ثلاثة ثم تكتب تقريرها الذي سيناقشه الفيفا في اجتماع تنفيذيته في العاشر من كانون الثاني المقبل .
يعلم الجميع ان هذا الحظر قد فقد جميع مبررات استمراريته خصوصا انه طبق على خلفية تدهور الامن في البلاد في فترات طويلة استمرت لاربعة عقود عدا فترات بسيطة تم تعليقه فيها ومن ثم استئنافه لمبررات في ظاهرها امنية وفي باطنها امتثالا لرغبات اقليمية معروفة خصوصا في اخر مرة يقوم بها الفيفا بالعودة لمنع العراق من اللعب على ارضه التي هو في الاساس لم يلعب على كامل ترابها وانما في جزء بسيط منها (اربيل ودهوك).
التخلص من قرار الحظر لايعني اللعب بارضنا فقط وانما سيجنبنا الكثير من الاشكالات التي وقعنا بها خلال تطبيقه على ملاعبنا واخرها مشكلتنا مع الاتحاد السعودي الذي رفض اللعب في ايران ومن ثم اجبرنا بقرار قضائي على اللعب في ارضه بعد ان ذهبنا الى جنوب شرق القارة في المباراة الاولى.
خسرنا الكثير من الفرص في التنافس على الالقاب والانتقال الى ادوار متقدمة في فعاليات كثيرة بسبب اللعب خارج ديارنا كما خسرنا الكثير من الاموال كنفقات للترحال المستمر بين الدول المختلفة والاهم خسرنا دعم الاف مؤلفة من جماهيرنا والسماح لكرتنا باستعادة وضعها الطبيعي سيضع كرتنا في مسارها الطبيعي بعد فترات من الوهن والتدهور كذلك يسمح لكوادرنا الفنية والتدريبية بالتواصل عن قرب مع التطورات الكروية وايضا سيسمح او يسهل من دخول انديتنا في عالم الاحتراف الحقيقي كما يفتح المجال امام الخبرات الاجنبية بالتواجد في الداخل من مدربين وفنيين واداريين وغيرها.
اذا سمح لنا اللعب على ارضنا فلن نحتاج او يحتاج الاخرين للدخول معنا في اشكالات كما حصل مع السعودية ولن نكون بحاجة للبحث عن ملاعب بديلة قد ترضي طرفا ولاترضي اخر من منافسينا ونرهن امورنا الرياضية لخلفيات سياسية انتجت عقدا في العلاقة بين اطراف ليس لنا دخل بينها او مع اي منها.
امور كثيره سيغنينا عنها السماح لنا باستخدام اراضينا بشكل طبيعي.
من هنا يأتي الاهتمام بهذه الزيارة وتسخير الجهد الشعبي والرسمي لها لكي تطلع لجنة الفيفا على حقيقة الوضع الامني والكروي في العراق ليعرف الاخرين اي اذى الحق بنا جراء نسيج علاقاتهم مع مصادر القرار في الفيفا واعتمادنا على كفاءاتنا من الوزارة والاتحاد والمستشارين والحقوقيين في تغيير صورة الماضي هو افضل اجراء لاستعادة حقوقنا بدل التظلم عند من لايسمع الشكوى ولايوصلها الى من يحق له البت فيها.
قضية التخلص من الحظر قضية قد تبدو معقدة لكنها في الواقع قضية تحتاج الى عمل جماعي تشترك به عدة جهات والاهم انها تحتاج الى ارادة ورغبة صادقة.
اللعب على ارضنا في النهاية لايخدمنا لوحدنا انما يخدم الاخرين من حولنا ويجنبهم الدخول في منازعات اختيار الملاعب لاننا سنبقى نفضل الملعب الايراني وسيبقى العرب على الطرف الاخر من الخيط الرافض لذا فان من مصلحة الاخرين ان لايكون لنا غير خيار واحد هو ملعبنا الاصلي.
تحية لكل جهد مخلص والتوفيق لكرتنا.