د كاظم العبادي : سننشئ جمعية عمومية جديدة لاتحاد الكرة شاملة وجامعة.

سنعمل على مأسسة اتحاد كرة قدم في العراق وفق معطيات سليمة تنهض بالكرة العراقية. على أسس لا تدع للضعف ثقبا ينخر فيه.
سننشئ جمعية عمومية جديدة شاملة وجامعة.
سنستقطب الأموال, ونديرها بشافية عالية، كما سنضع معايير للمدربين وضوابط للأندية.
سيكون تصنيف فيفا, كاس العالم, كاس اسيا هي المؤشرات التي سيتم من خلالها قياس أداء اتحاد كرة القدم.
حوار : فلورا رعد
في عام 2010 بعد إصداره الأول كرة القدم العراقية انتصارات أم انتكاسات برز اسم د. كاظم العبادي محليا بعد أن كان اسمه معروفا عربيا. يعود ذلك الى صراحته وتشخيصه الدقيق لحال الكرة العراقية. وساهم في تشخيص الخلل الذي أصاب الكرة العراقية وأدى إلى تراجعها, عبر تحليل دقيق لمشاركات العراق في تصفيات كاس العالم، وكاس اسيا، والبطولات المتعددة. كذلك كشف عن واقع التزوير المتفشي في منتخبات الفئات العمرية وبين مدى إضراره بمستقبل الكرة العراقية. ناهيك عن استيائه من التركيز على بطولات هامشية لا تسمن ولا تغني من جوع.
في عام 2014 اصدر العبادي واحدا من اهم الدراسات المحكمة المتعلقة بكرة القدم “كرة القدم العراقية بين التقييم والتقويم” حيث جمع معلومات بشكل منهجي منظم، واستبيانات دقيقة مع المدربين الأجانب الذين دربوا المنتخب العراقي خلال الفترة الزمنية 1973-2012. كان عملا دقيقا وضع الكرة العراقية تحت المجهر، وأسس لمستقبلها من خلال وضعه ضوابط التصحيح والتغيير. رحب الجمهور العراقي بهذا، واختاره كأفضل إنجاز رياضي عراقي لعام 2014 حسب استفتاء موقع كوورة .
قدم د العبادي خلال السنوات الست الماضية تصورات مهمة من أجل تصحيح مسار الكرة في أغلب مجالاتها, الإدارة, والتدريب, والمنتخبات, والأكاديميات الكروية وغيرها. بعد سلسلة من الإخفاقات المتكررة التي أصابت الكرة العراقية بدأ العبادي في تحضير مشروعه المرتقب من أجل التغييرـ وتصحيح مسار كرة القدم في البلد. التقيته للحديث عن أفكاره ومشروعه هذا. لنقرأ برنامجه:
• في سؤال عن التغيير القادم و أسباب التصحيح؟
لماذا التغيير؟
لم يعد مقبولا ما يجري في كرة القدم, وهي رياضة الكل العراقي. كرة القدم هي من أنوية الوحدة العراقية لذلك يجب أن تكرس من اجل سعادة العراقيين وجمع شملهم.
لم تعد إدارة كرة القدم في البلد قادرة على تلبية احتياجات العراق، والتحدي وإظهار كرة القدم بما يتقارب مع اهتمام العراقيين بها. الأخطاء جمة معظمها أخطاء يمكن تداركها لكن تتكرر مما يدل على لا مبالاة شنيعة في إدارة كرة القدم , لهذا يتضح انه لا مجال للتصحيح والتغيير مع وجود الكيان الحالي بتركيبته وتشريعاته.
لاحظنا اهتمام ضعيف بالمنتخب العراقي وتحضيره لبطولة كاس العالم, إخفاقا بعد إخفاق. وصار التزوير عادة مألوفة ومقبولة دون ادراك لخطورتها.
كما ان حصر إدارة اللعبة بيد مجموعة مغلقة من الأشخاص لا يقبلون العمل مع كثير من الكوادر المحلية ويرفضون الاستعانة بالكوادر الأجنبية لتصحيح واقع كرة القدم.
• ما الحل لمأساة الكرة العراقية؟
حل الجمعية العمومية هو الحل.
قبل الحديث عن آلية حل كيانات اتحاد الكرة وتأسيس كيان قوي نزيه ملتزم أمام العراقيين بتطوير كرة القدم في العراق لابد من توضيح بعض الأمور التاريخية. منها:
بعد عام 2003, شرع الحاكم الأمريكي بريمر لبعض اللاعبين والإداريين السابقين تأسيس الجمعية العمومية لكرة القدم. كانت البداية جيدة بوضع مجموعة من الاداريين لتأسيس هذا الكيان منهم عبد كاظم, حسين سعيد, رعد حمودي, ناجح حمود, هادي احمد, احمد راضي وغيرهم. سرعان ما حصل خلاف بينهم لينفرد حسين سعيد في إدارة اللعبة.
تم تأسيس الجمعية العمومية ككيان هش هدفه الحفاظ على مصالح شخصية وليس مصلحة العراق. اغلب الضوابط التي وضعت لم تكن حيادية، ولم تخدم مصلحة العراق. انحصرت ادارة اللعبة بيد اقل من 70 شخصا.
وضعت اغلب الضوابط للحفاظ على مواقعهم دون اي دور للتصحيح أو دور لبناء كرة القدم العراقي او التغيير. كان دور هذه الجمعية سلبيا ولم تكن الجمعية بقادرة على خدمة العراق.
• ما هو الحل البديل!
بملء فمي وعلى الملأ أقول: سأقوم بالدعوة لتأسيس كيان بديل ومواز لكيان الاتحاد الحالي. فيفا لا يمانع من تأسيس هذا الكيان تحت شروط مختلفة منها كسب شرائح اللعبة.
سيتم تأسيس جمعية عمومية بديلة تحت اسم جديد، وضوابط عصرية جديدة. سنبتكر، وسنضع نموذجا مشرفا سيكون مثالا عربيا متميزا. سنسعى عبر مراحل للحصول على الشرعية المحلية والاقليمية والدولية.
الكيان القادم سيكون أشبه بنقابة كروية يدعى اليها جميع أبناء اللعبة, الأكاديميين والجامعات المختلفة, شرائح من المجتمع العراقي والعديد من المتمكنين ماليا سيتم ضمهم مقابل دعم كرة القدم ماليا .سيتم وضع ضوابط تكفل نهضة الكرة العراقية.
بعد تاسيس هذا الكيان, سيكون مفتوحا للجميع للانضمام بما فيهم اعضاء الجمعية العمومية الحالية، ورؤساء الأندية حتى يتم انهيار الادارة الحالية إذا ما ظلت متمسكة بمناصبها. وهذا الواقع المتردي.
اخطاء الماضي لن تستمر, قبل كل شيء سيتم وضع امرين, هما:
• هيكلية جديدة لاتحاد كرة القدم.
• لجنة حيادية للمراقبة, يقودها أشخاص معروفون بالنزاهة والجرأة. هذه اللجنة لن تكون مهنية بجوانب كرة القدم حيث تترك هذه الامور لاتحاد كرة القدم العراقي الجديد. يقتصر دورها على ضمان النزاهة والشفافية في التعاملات المادية والادارية لضمان عدم استغلال المناصب لأهداف خاصة.
سيتم العمل على تهيئة كوادر ادارية محلية شابة ملمة بالعمل الإداري، تتقن اللغات الأجنبية وتجيد استعمال التقنيات التكنلوجيا المختلفة.
سيقاس اداء اتحاد الكرة على ثلاثة مؤشرات رئيسة وهي:
• تصنيف فيفا الدوري للمنتخبات.
• التأهل لكاس العالم.
• نتائجه في كاس اسيا.
• هل ستتحدث مع اتحاد كرة القدم الحالي؟
• الاختلاف في الرأي والنهج لا يفسد للود قضية. لكن لكل زمان دولة ورجال. مع الاختلافات الكثيرة في اداء الاتحاد الا انني لا احمل امرآ شخصيا ضدهم. سيكون لي كلاما ودودا مع اتحاد الكرة اختصره بالاتي:
* تعاونوا معنا سيكون لكم دور, لا نريد أن نخسركم.
* لنبني كرة القدم معا بيدا بيد.
• هل ستستغل نفوذك في هذا التغيير؟
لا احب إقحام اطراف مختلفة بكرة القدم. كان البلد ينتظر من اتحاد الكرة برامج طموحة تغير واقع اللعبة وتطوره بمراحل كثيرة لكن هذا لم يحصل. ما شاهدناه طلب الاموال دون برامج مرتبطة بها. تزوير والتباهي به كانجاز. بعد التغيير سأسعى الى الحديث مع جميع المسوولين والمؤسسات من اجل دعم اتحاد الكرة ماليا مع ربط هذه الاموال ببرامج عالية المستوى في الشفافية في كشف الأموال موردها و وروافدها ومصباتها.
البلد يحتاج الى إصلاح، وكرة القدم مستهدفة كما هي بقية المؤسسات العراقية. للاسف الشديد لا يتم توصيل الرسائل الحقيقة فمثلا قامت مستشارة الرياضة بعدم نقل صورة حقيقية لنتائج بعض منتخبات الفئات العمرية وعدم توضيح الحقائق خاصة في التزوير وتم تكريم فرق دون حق. نحن مع تكريم اللاعبين لكن لا يمكن التكريم لفريق مزور مهما كانت نتائجه. هذا ليس الإصلاح الذي نسعى إليه. لذلك يتوجب توضيح الحقائق دون مواربة.
• ما هو دورك القادم بعد التغيير!!
لا تنسى أن دراستي حول الكرة العراقية تمثل خارطة الطريق في المرحلة القادمة لكرة القدم العراقية، من خلالها سنضع نهجا جديدا يتمحور حول سؤال الكيف.
• كيف سيكون التغيير؟
دراستي ستسهم في وضع الأسس والمرتكزات لقيام اتحاد كرة قوي وإنشاء كرة قوية في العراق. لن يكون الأمر خبط عشواء. الدراسة منارة يمكن أن نستهدي بها لنصل كاس العالم. اما عن المناصب فانا لست طلابا لها. لن أقود إدارة كرة القدم. سأترك ذلك بيد الكيان الجديد لكنني سأقبل دورا استشاريا لضمان حصول التغيير والإصلاح وعدم استغلاله أو الخروج عن المبادئ التي سيتم وضعها.