تسويف زيارة لجنة الفيفا.. الصراحة راحة!
علي المعموري
بعد انتهاء المقابلة التي جرت بين وفد عراقي ضم وزير الشباب والرياضة الاستاذ عبدالحسين عبطان ورئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم السيد عبدالخالق مسعود ورئيس الاتحاد الاسبق حسين سعيد ومحامي الاتحاد وسفير العراق في سويسرا وبين رئيس واعضاء مهمين في الفيفا لمناقشة قضية الحظر المضروب على ملاعبنا والتصريحات تعددت وتنوعت وتناقضت حول نتائج ذلك الاجتماع الا ان الصورة الاوضح للوضع كانت في اطار قيام لجنة تفتيشية بوقت محدد هو منتصف كانون الاول بزيارة ثلاثة ملاعب عراقية وتقييمها قبل رفع توصية الى تنفيذية الفيفا لرفع الحظر او عدمه طبقا لنتائج التفتيش المتفق عليه بحسب اعضاء الوفد الذين اجمعوا على هذه النقطة واختلفوا في تفاصيلها.
السيد وزير الشباب وفي مقابلة تلفزيونية تحدث عن الزيارة واعتبر ان قضية رفع الحظر عن المباريات الودية امرا مفروغا منه وان تقرير اللجنة متعلق بالرفع الكلي بالنسبة لتلك الملاعب وكان صريحا وواضحا في هذه الجزئية تحديدا بينما لم يتناول السيد حسين سعيد هذه النقطة وتكلم بعموميات الموضوع وكذا فعل رئيس الاتحاد وايا كان الذي فهم فأن الحقيقة المؤكدة ان وفدا سيزور العراق, الا ان هذا الوفد لم ياتي في الوقت المتفق عليه ثم قيل انه وبسبب اجراء اداري سيتأخر ليومين او ثلاثة ولم ياتي بل اتى كتاب من الفيفا عوضا عن الوفد كتاب يقول على لسان امينه العام ان الفيفا بصدد تقويم الوفد الذي سيزور العراق بعد الاتفاق على تاريخ الزيارة! فما معنى هذه العبارة؟
الواضح من مضمون هذا الكتاب ان الفيفا سيحدد تاريخ جديد للزيارة قد يتجاوز تاريخ انعقاد تنفيذيته وقبل هذا يبرز تساؤل ملح هل الفيفا تراجع عن اتفاقه مع الوفد في جزئية وقت الزيارة؟ ام انه لم يحدد وقتها وان الرأي العام قد هيئ بطريقة خاطئة؟
ما الذي ترتب على هذه المماطلة من جانب الفيفا ان صحت و عدم الوضوح والشفافية من جانب الجهات العراقية ذات العلاقة بالقصة ؟
الذي ترتب على عدم مصارحة الرأي العام بالحقائق واللجوء الى الممطالة واختلاق الاعذار هو ان الاجواء التي تهيأت لاعتبار ان حلم الجمهور سيتحول بناءا على تصريحات الوفد الى حقيقة اربكها موضوع التسويف وتاخر وصول الوفد ومن ثم اكتشاف ان الوفد سيزور العراق بتاريخ غير محدد ما يعني بقاء الوضع على ماهو عليه لامد غير معلوم فنمسي كمن لا جاء ولا ارتحل.
الان ابواب التأويل مشرعة على مصراعها فالبعض يتهم دولا بعينها بالوقوف ضد ارادة العراق بتجاوز عقدة الحظر والبعض الاخر يتهم اطرافا داخليه بالعمل على افشال اي جهد يؤدي الى تفكيك الحظر فيربط بين هذا وبين ما جرى في ملعب النجف وما تبعه من تصعيد مبالغ فيه من جميع الاطراف كيف لا والخيال في بلدنا اوسع من الافق!
الحقيقة المؤكدة في كل هذا هو الاندفاع والتلاحم الرائع بين الجميع من مسؤولين وجهات حكومية داعمة ومتطوعين الذي تجلى في حملة تهيئة الملاعب قبل وصول اللجنة المزعومة وهو هو الاهم.