انفلات المدرجات في دورينا الكروي فعل ام ردة فعل؟
علي المعموري
شهدت بعض المباريات التي اجريت بالدوري المحلي حالات انفلات تسبب بها نفر من المتعصبين المحسوبين على جماهير الاندية في دورينا, انفلات لم يرتقى لدرجة من الحدة يمكن معها تصنيفه على انه شغب الا ان ردة الفعل التي تواجه هذه الحالات سواء من الاندية (المتضررة) او من اتحاد الكرة فيها مبالغه كبيرة ما يجعل منها مواضيع تصنف بالخطرة اذ تفاقمت هذه الحالات وتحولت بمرور الزمن ومع انعدام التدابير الواقعية لتحجيمها تحولت الى ظاهرة يصعب ان استمر نموها ان يتم السيطرة عليها.
ولكي لانقسوا على جماهيرنا يجب ان ننظر الى الوضع في اطار البديهية بعيدا عن القصد المسبق ما يعني ان ما يحصل ليس سوى ردات فعل او مواقف آنية نتيجة الفهم القاصر لقرار او لسوء اداء وهذا ما يحصل بمعظم الملاعب خصوصا ملاعب الدول الاقليمية التي لو قارنا ما يحصل عندنا مع مايحصل عندهم مع اختلاف ظروفنا عن ظروفهم لوجدنا ما يجرى في ملاعبنا اقل ضررا مما يوجد في تلك الملاعب ومع ان هذا لايعني التقليل من خطورة ما يجري في ملاعبنا الا انه يضعنا في اطار ما يجري في جميع الملاعب من حولنا.
اتحاد الكرة الراعي الاول لكرة القدم في العراق والمسؤول عن تنظيم مباريات الدوري وادارتها يتحمل جانب كبير من المسؤولية في تحجيم حالات الانفلات التي تحدث في ملاعبنا لانه لم يتخذ الاجراءات المناسبة لتجنب هذه الحالات والتزم الصمت حيال الصيحات والاحتجاجات والاتهامات التي طالت لجنة الحكام فيه وتركها لاسباب غير مفهومة تتصرف بطريقة تسهم في تأجيج حالات الانتقاد وتزيد من الشكوك والتساؤلات واخرها ما حصل قبل مباراة النفط والقوة الجوية عند استبدال حكم المباراة حيث انتشر هذا الخبر في مواقع التواصل والتقطه الجمهور وتم تأويله بطريقة خاطئة تسببت بشحن جمهور الفريقين حتى حصل ماحصل وكذا فيما يتعلق بقرارات لجنة الانضباط في الاتحاد التي لم تكن لتعطي انطباعا بالمساواة في عملها ووحدة فعلها مع الجميع بل تفاوتت قراراتها فاصابت البعض واخطأت البعض الاخر.
اليوم وبعد ان تكاثرت الشكاوى من قبل بعض الادارات وتهديدات بالانسحاب من الدوري وجد الاتحاد نفسه مجبرا على البحث عن حلول تقلل او على الاقل تحجم من هذه الحالات ومن ابرز المقترحات هي اقامة جميع المباريات التي يكون احد اطرافها فريقا جماهيريا على ملعب الشعب كونه مؤمن بطريقه مناسبة وهذا مقترح غير واقعي لاننا نحتاج قبل تطبيقه الى تحديد من ينطبق عليه وصف (الجماهيري) اضافة الى ان الامر سيفتح الباب امام سيل من الاعتراضات والتهديد بالانسحاب خصوصا من فرق المحافظات.
من الثابت ان معظم حالات الانفلات التي تحصل في مدرجات ملاعبنا تحدث نتيجة لحصول اخطاء ادارية داخل الملعب تتعلق بقرارات مشكوك بها من جانب الحكام او جراء حركات يقوم بها بعض اللاعبين والمدربين وحالات الاحتجاج الغير مبررة بمناسبة وبدون مناسبة اضافة الى ضعف الاجراءات الرادعة او تلك التي يتم المبالغة في فرضها ما يجعل من فرصة العودة عنها امرا ممكنا فضلا عن اخطاء فادحة في اختيار ملاعب لاتتوفر فيها شروط الامان والسلامة.
المشكلة الحقيقية لدورينا هي في كثرة اعداد الاندية وعدم قدرة الاتحاد على ادارتها اذ هناك تخمة كبيرة في اعداد الاندية التي لاتتناسب وظروف بلدنا العامة.
في السعودية البلد الجار الذي ينعم باوضاع مستقرة سياسيا واقتصاديا يوجد 14 نادي درجة ممتازة وفي قطر12 والكويت عمان والاردن وحتى مصر والجزائر كل هذه البلدان اندية الدوري فيها اقل عددا من اندية دورينا واتحاداتهم اكثر كفاءة وخبرة لذا سيبقى دورينا متخلفا وتبقى الاشكالات ترافقه طالما ظل عدد فرقه كبيرا.