الأخبار العربية

وسام عبد العزيز: تنقل الحراس بين الأندية يسبب الضرر للأندية والمُنتخبات بعض الحراس يبحثون عن العقود العالية على حساب الاستقرار الفني

وسام عبد العزيز: تنقل الحراس بين الأندية يسبب الضرر للأندية والمُنتخبات بعض الحراس يبحثون عن العقود العالية على حساب الاستقرار الفني قلة الملاعب تقف حاجزا أمام تطور اللعبة في العراق

حاوره: أحمد عبد الكريم حميد

تحدث مُدرب حُراس مرمى فريق “الصليخ” بكُرَة القدم وسام عبدالعزيز عن مُستوى حُراس مرمى فريقه المُشارك في دوري الدرجة الأوّلى وعن حُراس المرمى سابقاً وحالياً وعن مسيرته الكروية في الحوار الصحفي التي اجرته معه “مونديال” الإخبارية الرياضية في مقر نادي “الصليخ” الذي تطالعونه في السطور الاتية.

* بالبدء تحدثوا لنا عن عملكم مع حُراس نادي “الصليخ”. وكيف ترون مُستوياتهم؟

– بسم الله الرحمن الرحيم، اشكر وكالة “مونديال” الإخبارية الرياضية عَلى هذا الحوار و افساح المجال لجميع الرياضيين. كما تعرفون ان كُلّ مرحلة يمر بها اللاعِب عندما يتقدم بالعمر يفكر بالتدريب حسب اختصاصه الرياضي، وباختصاصي اتجهت لتدريب حراس مرمى “الصليخ” منذ عام 2010 مع حُراس الفريق الأوّل للنادي. والحمد لله، كان موسماً موفقاً وناجحاً، لانه تم اختيار حارس مرمانا أفضل حارس ضمن المُنافسات والحُراس الثلاثة الذين أشرفت عَلى تدريباتهم هم: عقيل سلمان ومحمد صبيح وحارس المُنتخب الوطني الذي التحق بالمرحلة الثاني أنداك حسين علي. وفي هذا الدوري استطعنا التأهل لدوري “النخبة”. عملت مع الفريق لعوام 2010، 2011، 2012 و2013 وفي عام 2014 ابتعدت عن النادي لظروف خاصة. بعدها وجهت لي الدعوة للعمل مِن جديد في الموسم المنصرم وفي هذا الموسم 2016/2017. واستطعنا في الموسم الماضي التأهل مِن المجموعات والوصول إلى الأدوار الحاسمة المؤهلة للدوري المُمتاز، ولكنّ لم يحالفنا الحظ. وبحسب كشوفات إتّحاد كُرَة القدم التي اطلعت عليها بنفسي كان حُراس نادينا أقلّ الحُراس الذين سمحوا بدخول الكرات إلى مرماهم.

* هَل دخلتم بدورات ومعايشات أم اعتمدتم عَلى خبرة الملاعب؟ – بصراحة، قدمت مرّتين مِن أجل الدخول بالدورات التدريبية وبعدها انسحبت وتوجدت دورات تدريبية آسيوية واطمح للتسجيل فيها والاطلاع عَلى أحدث ما توصل إليه علم التدريب، وهُو استحقاق لاني مُدرب عامل في الدوري. وابحث عن المعلومات الحديثة التي تخص تدريبات الحُراس والتواصل مع مُدربي حُراس المُنتخبات الوطنية وهم أصدقاء ومقربون مني أمثال، إبراهيم سالم، عماد هاشم وهاشم خميس. وكما تعرفون، هؤلاء هم مُدربون مُنتخباتنا الوطنية ويدربون أندية النخبة وهم يمتلكون خزين هائل وخبرة وأخذ منهم المعلومات وأيضاً اتواصل مع المُدرب السوري بكري بأيّ شيء جديد في الدوري الإنكليزي والاسباني والتمارين وهُو مُدرب مجتهد وكفوء وسبق له تدريب مُنتخب سوريا.

* ما رأيك بالحُراس الشباب الذين مثّلوا فريق “الصليخ” في الموسم الماضي؟

– جاء إلى فريقنا حارس نادي “السكك” يوسف حميد في مُبَارَاة لنادينا عَلى ملعب “القوّة الجوية” وفي وقتها كان لديّ ثلاثة حُراس واطلعت عَلى مُستواه وقابلياته وطلبت منه ان يلتحق في اليوم التالي بتدريات الفريق. وفي وقتها عتبت عَلى مُدرب “السكك” مؤيد عبد سلمان، لانه لم يُحافظ عَلى جوهرة كيوسف حميد. والمعروف، ان الجوهرة تحب الاعتناء بها لكي تتألق وتبرق وكان يوسف مِن نصيب نادينا وتألق مع الفريق في مُباريات كثيرة.

* لاحظنا في بعض المُباريات وجود حارسين اثنين هما يوسف ومحمد صَبيح. الم تخشوا إصابتهما أو إبتعادهما عن الفريق؟

– في وقتها كانت ثقتي عالية بيوسف وكانت أولى مُبارياته أمام “الصحة” وكان نجم اللِقاء بشهادة حارس مُنتخب العراق الأسبق أحمد علي (بارتيز). ويوسف مِن الحُراس المميزين ويستحق اللعب مع أندية دوري المُمتاز ويتفوق عَلى بعض حُراس أندية دوري المقدمة. لكنّ مع الأسف، يحتاج لعناية خاصة وعلاقات مع المُدربين لكي يتعرّفوا عليه أكثر، لانه جاء بوقت قريب مِن الأنبار وعليه ان يظهر نفسه لهم بسرعة. حدث في إحدى المُباريات التجريبية وتعرض الحارس الأوّل لإصابة بليغة وابتعد عن الدوري وكنت معتمداُ على يوسف ووضعت ثقتي الكاملة به وكما تعرفون يوجد فرق بين الحارس الأساسي وبقية الحراس. واكمل الدوري محمد صبيح وحارس مُنتخب ناشئة العراق منذر نجم.

* كيف ترون طموحكم بعد النتائج الجيّدة التي قدمها الفريق في الموسم المنصرم؟

– المرحلة الحالية أصعب مِن المرحلة التي مرت لان كُلّ الفرق جاهزة وتمتلك لاعِبين جيّدين ونحن وظفنا الفريق بشكل جيّد في الموسم الماضي بقيادة المُدرب القدير علي وهاب وله صيته وسمعته في المحفل الكروي، واستطاع قيادة الفريق في المُباريات بشكل مُمتاز. واعتمدت إدارة النادي في هذا الموسم عَلى المُدرب الشاب رشيد سلطان الذي تولى قيادة الفريق خلفاً لعلي وهاب.

* سبق وان مثّلتم “الصليخ” حارساً لمرماه كيف ترون النادي قبل عام 2003 وبعده؟

– نعم، لعبت للفريق في دوري الدرجة الأوّلى (المُمتاز حالياً) موسم 1997/1998 واستطعنا ان نحتل المركز التاسع في الدوري وكنا مِن الفرق المُنافسة انذاك. الهيئة الإدارية السابقة وفرت واجهة النادي ومنطقة الصليخ المتمثلة بأهاليها الطيبين والعاملين في الإدارة هم مِن أهالي الحي وهم محبون للنادي ولا سيما كُرَة القدم وموظبين كُلّ أعمال الهيئة الإدارية السابقة بقيادة الحاج ثامر والسيد خضير والأستاذ حسن. والهيئة الإدارية الحالية بقيادة السيد علاء كاطع والأستاذ سعد بردي وأعضاء الهيئة الإدارية وفروا كُلّ احتياجات ومستلزمات فريقنا وكذلك الرواتب ومخصصات الفوز والتجهيزات الرياضية لكُلّ لاعِب. ولم نشعر بأيّة نقوصات وهذا ما ساعد الفريق عَلى النجاح والوصول إلى المرحلة النِهائية. وفي هذا الموسم سيقدم الفريق مُستوى يليق بالنادي ومنطقة الصليخ. والهيئة الإدارية هيئة مثقفة ومطلعة ولا تتدخل بشؤون المُدربين وتعطينا مطلق الحرية في اختيار اللاعِبين.

* نتذكر في السابق اعتماد “الصليخ” عَلى لاعِبي فئاته العمرية، حالياً كيف برأيكم يمكن ان يعتمد الفريق الأوّل عَلى اللاعِب الشاب؟

– هذا واجب الإتّحاد وهُو ملزم بتوجيه قرار للأندية بتشكيل فرق الأشبال، الناشئين والشباب وتنظيم دوري لكُلّ فئة ومِن خلال الاحتكاك سيظهر لاعِبون جيّدون يفيدون نادي “الصليخ” والأندية الأخرى. واجب وزارة الشباب والرياضة الاهتمام بفرق الفئات العمرية وعَلى إدارات الأندية ان تراجع قراراتها وتهتم أكثر بفرق الفئات العمرية، لان هذه الفرق هي الأساس ونحن ظهرنا مِن فرق كهذه والكثير مِن نجوم الكُرَة العراقية. فأنا مثلت أشبال، ناشئة وشباب “الشرطة” ووصلت للفريق الأوّل للنادي مِن عام 1992 وتم استدعائي لمُنتخب شباب العراق. حالياً الهيئة الإدارية للنادي تهتم بالفئات العمرية وتنظم بُطولات في النادي مِن أجل زيادة قدراتهم واختيار الأفضل منهم وقلة الملاعب تقف حاجزاً أمام تطور اللعبة في عموم العراق. والشي المُهم ان مُباريات دوري الشباب كانت تسبق اقامة مُباريات الفريق الأوّل وهذا يعطي حافزاً للاعِب باللعب أمام جُمهور كبير ويتعوّد عَلى هذه الأجواء التي تقتل الرهبة في داخله وهذا الشيء مفقود حالياً.

* تحدثوا لنا عن مسيرتكم الكروية.

– بداياتي كانت مع الفئات العمرية لنادي “الشرطة” وتحديداً فريق الأشبال وبعدها ذهبت للعب في نادي “الرشيد” (نادي “الكرخ” حالياً) مع فريق الناشئين تحت قيادة المُدرب المعروف قاسم أبو حديد. وبسبب صعوبة التنقل وكانت التدريبات في جزيرة بغداد السياحية آنذاك وأنا اعيش في منطقة شارع فلسطين عدت “للشرطة” ولعبت للناشئة والشباب وفي المُبَارَاة أمام “الزوراء” تم استدعائي لتمثيل مُنتخب شباب العراق مُدّة عامين. وشاركنا كمُنتخب شباب العراق في الدوري بقرار إتّحادي وشارك في تصفيات آسيا 1992 – 1993 في سيريلانكا وتأهلنا للنِهائيات وشاركت في بُطولة الرمثا بالأردن وحصلنا عَلى المركز الأوّل. بعدها لعبت موسم 1996/1997 مع الفريق الأوّل “للشرطة”، مع الحارس عماد هاشم واياد خضر كنت في وقتها الحارس الإحتياط الثالث. وشاركت مع الفريق في مُباريات كأس العراق، وعرض عليّ المُدرب القدير كاظم الربيعي مُدرب نادي “الصليخ” تمثيل الفريق ووافقت عَلى اللعب مع “الفريق الأحمر والأبيض” عام 1997 وشاركت في الدوري لمرحلتين مع الحارس حيدر كاظم. ووقتها كانت الحادثة الطريفة في مُبَارَاة “الشرطة” و“الصليخ” عندما ذهب الدوري في البداية “للجوية” وفي اللحظات الأخيرة انتقل لخزائن “الشرطة”. بعدها لعبت لنادي “الكاظمية” عام 2000 مع المُدرب القدير صالح راضي، ونزل الفريق لدوري الأوّلى وعدنا للمُمتاز مع المُدرب القدير عبدالاله عبدالحميد.

* هَل سبق لكم الاحتراف خارجياً؟

– نعم، بسبب ظروف البلد غادرت إلى الإمارات ولعبت في دوري الشركات موسم 2001/2002 وفي موسم 2004/2005 عدت لنادي “الصليخ” وشاركنا في دوري الدرجة الأوّلى وتأهلنا للنخبة ولعبنا عام 2006 في النخبة تحت قيادة المُدرب علي وهاب. ولعبت أيضاً مع “الصليخ” في التصفيات موسم 2009/2010. وبعدها اتجهت لتدريب حُراس المرمى.

* ما المُبَارَاة التي تُعدّ الأهم لوسام عبدالعزيز؟

– أمام “الزوراء” في ملعب الكشافة ذهاباً واياباً بملعب “الشرطة”، اللِقاء الاوّل انتهى (0:0) تم اختياري في أحد البرامج “لاعِب شاب عَلى طريق النجومية” كأفضل حارس، وكنت دائماً ما يتم اختياري أسبوعياً ضمن تشكيلة فريق الدوري. وفي المُبَارَاة الأخرى أيضاً قدمت مُستوى جيّداً وانتهت المُبَارَاة بهدف مِن ركلة جزاء نفذها أحمد راضي. وبعد هذه المُبَارَاة تم استدعائي للمُنتخب الأولمبي بقيادة المُدرب القدير نزار أشرف، لكنّ لم اسافر مع الفريق بسبب تأخر تسجيل اسمي ضمن الكشوفات. ومِن الطرائف أيضاً عندما انتقلت “للكاظمية” كان عقدي الأعلى اجراً مليون ومئتين وخمسين دينار مع حارس “الشرطة” عماد هاشم.

* كيف ترون مُستوى حُراس المرمى في الوقت الحالي؟

– بصراحة، لا نرى الحارس في مُستوى ثابت، بل المُستوى متذبذب مِن مُبَارَاة إلى أخرى. وهذا يؤثر عَلى مُنتخبنا الوطني ففي الآونة الأخيرة لم نشاهد حارس ثابت مع “أسود الرافدين” فمرة نشاهد نور صبري وبعد مُدّة مِن الزمن محمد حميد وبعده يقف في المرمى جلال حسن وهكذا. سابقاً مثلاً عندما يقف عماد هاشم في حراسة مرمى “الشرطة” لا يرتكب الأخطاء ولا نلاحظ هبوط في المُستوى والحال ذاته ينطبق مع إبراهيم سالم وهاشم خميس وسعد ناصر، بينما الحُراس الحاليين متوافر لهم جميع المستلزمات المادية والتجهيزات. ونحن عشنا وضع الحصار الإقتصادي وغياب المستلزمات والتجهيزات، ومع الأسف هم لا يستغلون ما متاح لهم والوصول إلى القمة سهل والحفاظ عليه صعب ولهذا عَلى الحارس ان يُثابر ويُحافظ عَلى مكانه سواء في النادي أو في المُنتخبات.

* يُقال، ان السبب الرئيس لتذبذب مُستويات حُراسنا هُو مُدرب الحراس، ما تعليقكم؟

– مُدرب الحُراس يقوم بتدريب الحارس وتجهيزه مِن جميع الجوانب للمُبَارَاة ويجب عَلى الحارس ان يُطبق ما يطلبه مِنه المُدرب. والغريب، ان الحارس يطبق ما مطلوب منه أثناء التدريبات وفي المُبَارَاة يكون حارساً اخر وفي التدريبات يبعدون كُرات أصعب مِن التي يواجهونها في المُباريات! وعَلى مُدرب الحُراس ان يكون شجاعاً وصاحب موقف ومسؤولية وإرادة، لان الحارس هُو نِصف الفريق. وتنقل الحُراس بين الأندية أيضاً يُسبب الضرر للحارس نفسه وللأندية والمُنتخبات وبعض الحُراس يبحثون عن العقود العالية عَلى حساب الاستقرار الفني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى