الأخبار العربية

النقد أداة تصحيح يا سيادة الرئيس … دعوة قضائية جديدة من رئيس الاتحاد ضد ألإعلامي ؟

النقد أداة تصحيح يا سيادة الرئيس … دعوة قضائية جديدة من رئيس الاتحاد ضد ألإعلامي ؟

أحمد عبد الكريم حميد- مونديال

النقد هُو تشخيص لحالة ما أو خلل في منظومة مُحددة في المجالات المختلفة سواء كان هذا التشخيص بالرياضة أو بالأدب أو في غيرهما مِن مجالات الحياة. وواجب المسؤول الايفادة مِن هذا النقد لتصحيح عمله والارتقاء به وعليه ان لا يجعل مِن الكاتب أو الناقد نداً له، طالما ان الناقد لم يتهجم أو ينال مِن شخصية المسؤل أو رمز أو أعتداء عَلَى الوطن أو الشعب بكلماته.
إن تقدم الدول في المجالات كافة لم يأتي مِن خلل العمل أو التخطيط وحدهما، بل دائماً تخضع الأعمال الفنية والمعمارية والعسكرية والرياضية للتشخيص الصحيح، ومِن خلال ما يعرضه الناقد أو الكاتب الصحفي يتم تحويل الكلمات والنقد لخطة عمل تستهدف تصحيح العمل.
ولهذا يتقبل المسؤولون في الدول المتقدمة النقد مهما كان موقعهم ومُستواهم، واذكر هُنا مقولة رائعة للكاتب الروسي الشهير والطبيب انتون تشيخوف عندما قال ” النقد السيء أفضل مِن لا شيء”.
بصراحة القول، تفاجئنا بالدعوى القضائية التي رفعها السيد رئيس الإتّحاد العراقي لكُرَة القدم عبدالخالق مسعود بحق الكاتب الصحفي الزميل جواد الخرسان ويجب علينا ان لا نتناسى واجب الكاتب الصحفي وهُو يُتابع ويشخص وينتقد مِن أجل المصلحة العامة، فنحن يا سادة نعمل ونكتب مِن دُون مقابل و وصل بنا الحال ان نصرف مِن جيبنا الخاص ونقتطع مِن قوت أطفالنا في سبيل دعم الرياضة مِن خلال حضور المباريات والذهاب إلى استوديوهات القنوات بينما اللاعِب والمُدرب و عضو الإتّحاد يتقاضون أجور لقاء عملهم.
لهذا عَلَى الجميع ان يثمنوا عملنا فلا مصلحة شخصية لنا ولن نتقاسم المناصب بقدر تغليبنا للمصلحة العامة مصلحة الوطن وعَلمه ورياضته وحبنا للجمهور. سؤالي: لماذا يتجه المسؤول لرفع دعاوي قضائية بحق الصحفيين والإعلاميين بسبب النقد؟ ولماذا لا يتقبل البعض النقد والتشخيص ويحوّلهما إلى أداة تصحيح لعمله؟ ولماذا لا يتقبل البعض الرأي والرأي الآخر في بلدنا مع وجود فضاء الحرية التي ننعم بها بعد 2003؟ أخيراً، نتمنّى أن يسحب السيد رئيس إتّحاد كُرَة القدم الدعوى وان يجعل الصحافة والإعلام شريكاً حقيقياً لعمل الإتّحاد وأداة تصحيح لا نداً وخصماً.
ولا ننسى أن الصحافة والإعلام هما الوسيلة الحقيقية لنقل الأحداث ويقفان بجانب الرياضيين وغيرهم في الدفاع عن حقوقهم. ويتحتم علينا أن نرتقي بالحوار والارتقاء بالعمل ومثلما قالوا نقول “الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية. ولنترك المحاكم لمن يرتادها ونعمل مِن أجل الرياضة فالتراشق الإعلامي غير المجدي هُو مضيعة للوقت ليس إلا وواجب الجميع إحترام السلطة الرابعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى