الأخبار العربية

تجديد الثقة بشهد لا تكفي

تجديد الثقة بشهد لا تكفي

علي الحسني  – مونديال

حسناً قرر ألاتحاد المركزي لكرة القدم تسمية المدرب عبد الغني شهد لقيادة المنتخب الأولمبي العراقي في الفترة المقبلة، تسمية جاءت عبر عنوان (تجديد الثقة) بعد أن أشرف شهد نفسه على المنتخب الأولمبي في مرحلة التصفيات النهائية وفي مونديال ريودي جانيرو 2016 وأبلى فيها لاعبونا بلاءً حسناً وقدموا مستويات باهرة ومميزة، أشاد الكثير من المتابعين والمحللين بالصورة الرائعة التي كان عليها منتخبنا الأولمبي في البرازيل رغم الخروج المخيب من الدور الأول من (3) تعادلات وبعناوين مختلفة في الأولى كان سوء الحظ هو سمة لقاء ألافتتاح أمام المنتخب الدنماركي، وكانت النتيجة أشبه بالخسارة بعد عديد الفرص الخطيرة والأهداف الكثيرة الضائعة، على العكس منه التعادل بطعم الفوز أمام منتخب البرازيل (البلد المضيف) وأداء رجولي وانضباط تكتيكي ولا أروع أمام لاعبي السيليساو وبحضور (90) ألف متفرج، فيما أجبرنا التعادل أمام جنوب إفريقيا على حزم حقائبنا والعودة لبغداد، مباريات (3) وقبلها تصفيات نجح فيها المدرب المثابر والمجتهد عبد الغني شهد في تأهل منتخبنا الأولمبي لأولمبياد الريو و على حساب من؟ المنتخب القطري على ملعبه و أمام جمهوره و بعد أن كان منتخبنا متخلفاً في النتيجة.
اليوم ليس كالأمس، لا من حيث إختيار اللاعبين ولا من حيث بداية التحضيرات في المكان والزمان والوقت، ولا من حيث تحمل المسؤولية الكاملة على عاتق المدرب في رسم الخطوط العريضة وإعداد برنامج متكامل يبدأ من متابعة اللاعبين المميزين الذين يستحقوا تمثيل الأولمبي من الآن، و هو أكبر تحدٍ للمدرب شهد وقد يكون الأنسب والأفضل حسب رأي البعض لو أن ترك مهمة تدريب فريقه الحالي نفط الوسط طواعية من أجل تفريغ وقته لرصد أداء المواهب الشابة في أندية الدوري الممتاز و حتى دوري الدرجة الأولى، وليس ببعيد عن ذلك الحيادية التي يتطلبها عمل المدرب في إختيار واستدعاء اللاعبين والتي تجنبه الآراء المشوشة والتحليل غير الواقعي وبما يتعلق بتواجد شهد نفسه للآن في الدوري كمدرب لنفط الوسط، وتجديد الثقة بعبد الغني شهد من قبل إتحاد الكرة المركزي للإشراف على تدريب الأولمبي واختياره من بين أسماء أخرى سمعة تدريبية رائعة، وحدها لا تكفي وإن كانت في حد ذاتها تساهم في تعزيز عناوين القوة لديه، وإذا تجاوزنا بعض الفقرات المتعلقة بتوفير أفضل ألإمكانات أمام المدرب شهد للقيام بمهمته وواجبه على أحسن وجه من دعم مالي ومعسكرات داخلية وخارجية ومباريات دولية الخ، أجد من المناسب التذكير به الأن و ليس غداً عندما تطرق طبول التحضيرات.
أن نجنب المدرب شهد وكادره المساعد الذي سيختاره، أي تدخلات سلبية من أي جهة كانت سواءً من داخل إتحاد الكرة نفسه، مروراً بالإعلام والصحافة الرياضية وانتهاءً بالجمهور الذي أكيد ولا غبار على ذلك سيكون اللاعب الأول في رسم ملامح البرنامج التدريبي لمنتخبنا الأولمبي بكل هدوء وانتظام ومعنويات عالية، وأن لا تعود من جديد لغة (مع أو ضد) كما حصلت قبل وأثناء وبعد مشاركة منتخبنا الأولمبي في أولمبياد ريو دي جانيرو، والتي أضرت بشكل أو آخر على مشاركة منتخبنا الوطني في التصفيات النهائية لمونديال روسيا والنتائج السلبية والأداء المتواضع في المباريات (5) التي خاضها في مرحلة الذهاب وتجرعه مرارة (4) خسارات، وحتى لا نعود جميعاً إلى المربع الأول، ونفس المشاكل ونشرب من نفس الكأس المر، أدعو أن يكون هناك حملة وطنية إعلامية رياضية و جمهور و كل من يعنيه سمعة وحاضر ومستقبل الكرة العراقية، بتوفير الأجواء المناسبة والمناخ الملائم لإعداد منتخب أولمبي عراقي قوي لا يقدم الأداء الرائع فحسب بل التأهل للمونديال القادم، وهذا لا يأتي بمجرد تمنيات وآمال أو دعاء الأمهات وحب الوطن والكلام المعسول، وإنما بالاستفادة من تجربة الأولمبي السابقة في حلوها ومرّها، وتشخيص كل مواطن القوة والضعف، والأسباب التي أدت إلى الانقسام والتفرق بين هذا الطرف وذاك، وكأننا في كلنا العراقي إثنين وليس واحد، وأهم الأولويات التي يجب أن نوليها أهمية ونرعاها بقوة مسألة تزوير أعمار اللاعبين، وتشكيل لجنة أو فريق استشاري عراقي من أصحاب الإختصاص تضع الأفكار والآراء الناضجة والمواهب والنجوم الذين يستحقون بالفعل تمثيل المنتخب ويكون للمدرب الكلمة الفصل في ذلك .
علينا كصحافة وإعلام أن ننهج النقد الضاغط الإيجابي، وليس النقد المتعصب، أن نترك عن قناعة لغة الاصطفاف الرياضي العاطفي والمحاباة في شقها السلبي، فالمهمة ليست بالسهلة، وأكيد لن تكون بالصعبة خصوصاً إذا صدقت النوايا وتشابكت الأيادي جميعها كلُ في موقعه ومهمته وحسه الوطني، علينا أن نتذكر أن منتخبنا الأولمبي كأي منتخب آخر يمثل عراقنا الحبيب الجريح هو أمانة في أعناقنا، فلنجهز عدتنا وأدواتنا وعناصر قوتنا، ولنكن معاً حشد رياضي رائع يحمي ويدافع عن سمعة وحاضر ومستقبل الرياضة العراقية بصورة عامة والكرة العراقية بصورة خاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى