مابين الفقر التدريبي وسذاجة الاتحاد ..ضاع المونديال!

فلورا رعد – مونديال
بـعد مد وجر خـرج المنتخب الـعراقي رسمياً من تصفيـات كـأس العالم بـعدما قتل المنتـخب السعودي بصيص الأمل التـي كانت تـعول عـليه الجماهيـر العراقية في الدقيقة الثالثـة والخمسون بهدف اختـرق الدفاعات العـراقية بشكل مؤلم…من جـديد يتبـخر الحلم المونديالي الـكبير ويتأجل مصير الوصول لـنهائيات بطولة كـأس العـالم لاربعـة اعـوام اخرى.. متحمسـة لمعرفة ردة فعل الاتـحاد العراقي الموقـر حول ما جرى والذي اصبحـت تـحركاته مكشوفة للجميع فكل ما يستطيع رئيسه ومن يمثـله فعـله هو تقديـم اعتـذار للجماهـير العراقيـة ملـفق بوعـود كـاذبة تـدل على مـدى استخـافهم بعـقول المتـابعين ولكـن عتـبي على من يـصدق اكاذيبـهم بعد الان وعتـبي علـى من يلبـس الـسواد علـى مـشاركة لا تشـرف علم العـراق بـكل المقاييــس!
فنيـاً ارتـكب المنتخب الوطنـي العديد من الاخطاء طوال فترة مشـاركته بهذه البطولة والتي تسبـبت بخروج مخجل ومذل كاد ان يكون سبباً بتذيل العراق لمجموعته لولا لطف القادر وتمكن منتخبنا من الفوز على المنتخب التايلندي في مباراة الـذهاب! أهم الأخطاء الفنية التي ارتكبهـا لاعبونا بقيـادة مدربهم السيد راضي شنيشل نلخصها فيما يلي:
التشكيلة: من أهم أسبـاب الاستقرار الـفني لـدى اي فريق في الـعالم هو الاستقرار على تشـكيلة معيـنة وهذا ما افتقـره المنتخب طوال رحلته المونـديالية. الغـريب بالموضوع هو أن اغلب الرافضين لمسألة المدرب الأجنبي يتحججون بحقيقة جهل الاجنبي باللاعبيـن المحلييـن وكيفية توظيفهـم لذا فالغريب يكمن في وجود هذه الظاهرة بالوقت الحالي مع مدرب عراقي!! هل الكابتن راضي شنيشل بحاجة الى زج لاعبيه كل مباراة في مـركز مختلف ليحل بعد ذلك لغز الرجل المناسب في المكان المناسب؟؟ عدم الاستقرار على تشـكيلة معينـة ادى الى استنزاف كبير لنـقاط كنا نعول عـليها للوصول الى الحلم المونديالي!
التمريرات الخاطئة : افتقر الـمنتخب الـيوم الى االتـركيـز عـند الـقيام بـالتـمريرات حـيث لاحظــنا نـسبـة كبـيرة مـن الـمناولات الـخاطئـة الـتي تـتسبــب في الـهجمـات الـمرتدة لـلمنتخب السعودي ولابـد مـن العمل على هذه النقطة مستقبلاً فإمـتلاك الـكرة يـعتـبر مـفتـاح تـسيـير الـمباراة بـالصـورة الـمطلـوبة وحـسب مـا يشـاء الـفريق الـمستـحوذ عـليها .. كـما لاحـظنا فـي احـيان كـثيرة وخـصوصـاً فـي شـوط الـمباراة الأول قيـام لاعبيـنا بتـمريـرات عـاليـة مـن مسـافة قـريبـة جـداً تُستـقبل بـالـكتف واحـيـانـاً بالـرأس وتتـحـول بـعد ذلك لصالح فريق الخصم لأن الـسيطرة عـلى الـتمريرات الـعاليـة تـكون أصعـب بـكثيـر مـن الـتمريرات الأرضيـة وخـصوصـاً اذا مـا لُعـبت ضمـن مـسافـات قـريـبة.
البطئ في الأداء و قيادة الهجمات المرتدة: مـن نـقاط ضـعف الـمنتـخب الـتي أظـهرتـها لـنا تصفيات كأس العالم منذ انطلاقها وحتى مباراة اليوم, هـو الـبطئ فـي تكـويـن الهـجمـات الـمرتـدة مـما تـسبـب فـي ضـياع أكـثر مـن فـرصة مـحققـة كـادت أن تُحـسم لـصالح المنتخب لـولا الـقيادة الـسيئـة التـي قـادوا بـها لاعبيـنـا تـلك الهـجمات وهـذا العـائـق يـطاردنا مـنذ الأزل حـيث لـم يـتحـسن أداء الـفريـق مـن هـذه الـناحيـة عـلى مـر الـسنوات الـقلـيلة الـماضـية عـلى الـرغـم مـن تـعدد الــمدربيـن الـذيـن قـادوا المـنتخـب الـعراقي فـي الـفتـرة الأخـيـرة إلا أنـنا لانــزال بـحاجـة الـى الإحتـرافــية فـي هـذا الـمجال ..!!
سـوء تـرابط الـخطـوط : الأمـر الآخـر الـذي قـلل مـن فـرص الـحظي بنتائج جيدة ضمن مجموعتنا في هذه التصفيات هـو تـشتت الـخطوط وفـشل لاعبيـنا فـي الـمعامـلة مـع هـكذا حـالات فـأحيـان كـثيرة نـجد اجـزاء مـعيـنة مـن الـملعـب خـالية مـن تـواجد اللـون الأبيض ولا يلـوحهـا لاعبيـنا وهـذا عـائـد لـسوء تـرابط الـخطوط. نعول ذلك لعدم استقرار تشكيلة الفريق فذلك يدل على عدم اعتماد الفريق على لاعب معين يقود تنسيق تلك الخطوط.
اللياقة البدنية: بصورة عامة عادةً ما يدخل المنتخب العراقي في شوط المباراة الاول بأداء جيد يتميز بالنشاط العالي ولكن سرعان ما نلاحظ تراجع كبير من الناحية البدنية يحدث ذلك في اخر ربع ساعة من شوط المباراة الاول.
اما الاداء البدني في شوط المباراة الثاني فهو أقل كفاءة مما كان عليه في الشوط الاول وذلك بسبب المجهود الذي يبذله اللاعبين خلال الدقائق الاولى من المباراة .. كنا نعول على الاستفادة من امكانيات مدرب اللياقة البدنية السيد غونزالو رودريغز الذي فاجأنا في اولمبياد ريو دي جانيرو بمستوى مذهل للاعبي منتخبنا الاولمبي بقيادة عبد الغني شهد وخصوصاً بعدما ابدى الاسباني رغبته بالتعاون مع الاتحاد العراقي ومدرب الوطني راضي شنيشل مرة اخرى والمشاركة مع المنتخب في التصفيات واتسائل بدهشة عن سبب رفض هذ العرض المغري من قبل المسؤوليـن؟؟
اللاعب القناص والـورقة الرابـحة: وانا اشاهد مباراة اليوم في شـوطها الاول اتسائل في داخلي عـما سيفعله المدرب راضي في شوط المدربين وكيف بإستطاعته قلب الطاولة والتقدم بهـدف على اقل تقدير.. تذكرت الاستراتيجية الذكية التي كان يتبعها الـمدرب الـبرازيلي زيكـو وهي الزج باللاعـب كرار جاسم في منتصف الشوط الثـاني الخطة الـتي جعلت من العراق فريقاً مرعباً في الاشواط الثانيـة من كل مبـاراة. منذ ذلك الـعهد ونحن نفتقر لثقافة الـورقة الرابحة وذلك بسبب الضعف التدريبي وعـدم قدرة مدربينا المحلييـن على قراءة امكانيـات كل لاعب موجود ضمن لائحة منتخبـنا الوطني!
ما يعيب المنتخب ايضاً هو غـياب اللمسة الاخيرة فغالبـاً ما يكون الفـريق بحاجة الى لاعب قناص يقتنص انصاف الـفريق ليحولها الى اهداف محققة!
اما السبب الرئيسي لهذا الاخفاق هو الاعتـماد على المدربين المحـليين الذين ومـع كامل الاحـترام لهـم لم يرتقـوا الى المستوى المطـلوب واتسـائل الى متى يرضى المدرب العراقي بأن يكون سـبب بخروج منتخب بلاده من أكبر بطـولة عالميـة والى متى يبقى الاتحاد يتـحجج بميزانيـته الخاوية في كل مرة يـطالب فيها الـجمهور بإستقطاب مدربين على مستوى عالِ؟