الأخبار العربية

مدرب اجنبي محترف بعقد هواة .. استفيدوا من اخطاء الماضي

 مدرب اجنبي محترف بعقد هواة .. استفيدوا من اخطاء الماضي

علي المعموري – مونديال

يترقب الشارع الكروي باهتمام بالغ ما يدور من حراك بين اتحاد الكرة ومجموعة من نجومها ومن رجال الاعلام وكذلك المتابعين من الجمهور على خلفية الخروج المحزن لكرتنا من سباق التنافس على الترشح لمونديال روسيا, خروج لم يشكل صدمة لانه متوقعا عطفا على مسيرة المنتخب وطريقة ادارته من الناحيتين الفنية والادارية لكنه ولد ردة فعل عنيفة من جانب النخب الرياضية والجمهور بغية وقف التدهور وانقاذ الوضع عبر اجراء سلسلة من الاصلاحات التي من المفترض ان تطال مكونات منظومة الكرة برمتها.

حتى الان الامور وان تحركت بعض الخطوات الا انها لا تشكل مقدمات طيبة لنتائج اطيب اذ عند القياس على ما سبق فان كل ما اعلن عنه من اجراءات عدة كعلاج للوضع لن يتجاوز استيعاب الفورة والسيطرة على الشارع الثائر.

ان من بين اهم الاجراءات التي اتخذها اتحاد الكرة الذي يطالب برأسه المنتفضين على الواقع السيئ للكرة في العراق هو اقالة الكادر التدريبي  للمنتخب واعلان البحث عن بديل من الاجانب وقد تواترت الاخبار واشتعلت التكهنات وقدمت العروض و(السيفيات) دون ان تتضح حقيقة النوايا في جدية اللجوء الى الخيار الاجنبي ام ان ما يشاع لن يختلف عما سبقه من اساليب للسيطرة على الشارع عبر اطلاق وعود بالتعاقد مع مدربين كبار ثم تنتهي اما بضيق الوقت او لعدم قبول المدرب الاجنبي العمل في العراق او لعدم القدرة على تغطية قيمة العقد وبعدها يتم العودة الى الخيار المحلي الذي في الغالب تكون تكلفته قريبة ان لم تكن اعلى من تكلفة المدرب الاجنبي.

اذا كنا كمسؤولين وكشارع رياضي توصلنا الى حقيقة مفادها عدم وجود قدرات تدريبية محلية قادرة على الارتقاء بواقع الكرة وبالتالي اصبح خيار المدرب الاجنبي اولوية وضرورة قصوى فان الذهاب الى هذا الاتجاه يجب ان يكون جديا بشكل فعلي وان يتجاوز النمط القديم الذي تعودنا عليه والذي تتم فيه المراهنة على عاملي الوقت والمال كوسيلتين لاجهاضه والعودة الى خيارات محلية لم تدعم الوقائع والنتائج دقة وصوابية اعتمادها وان يتم الاستفادة من الاخطاء السابقة حتى لا تتحمل خزينة الاتحاد اموالا هدرتها قلة الخبرة وسوء الاستشارة وبعدها تتحمل كرتنا مزيد من النتائج السلبية.

ان تجاوز تجارب التعاقدات السابقة مثل عقد المدرب زيكو او المدرب بيتروفيش او طريقة معاملة لازاروني وجمال حاجي وكذلك تجاوز اخطاء التعاقدات المحلية السابقة واخرها عقد شنيشل الذي صيغ بطريقة لم تحفظ المال العام واطلقت يد الطرف الاول ليكون الطرف المستفيد الوحيد فيه .. باختصار يفترض ان لا نلدغ من نفس الجحر مرات لا مرتين!

تبقى على مباراة اليابان التي ستجري في 13 حزيران القادم 56 يوما وهي مدة كافية اذا ما استثمرت بطريقة احترافية لاختيار مدرب يلبي طموحات الكرة وينتشلها من واقعها العليل, مدرب بامكانيات وتجارب سابقة تدعم قضية اختياره خصوصا ان الحكومة تكفلت بمبلغ العقد وخصوصا ايضا ان امكانية التخلص من الحظر الكروي تبدو شبه مؤكدة في ظل معطيات محلية واقليمية تدعم هذا التفاؤل وفي ظل قناعات اوجدتها زيارات اللجان الى العراق فلا عذر بعد ذلك لاي طرف يتحجج باعذار استهلكها الواقع سوى انه غير قادر وغير جدير بقيادة كرة العراق وعليه ان يعتذر ويفسح المجال لغيره من الدماء الشابة المقتدرة على انتاج مفردات التخطيط المحترف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى