الأخبار العربية

شنيشل ورطة في الاقالة وازمة في البحث عن بديل!

 

علي المعموري – مونديال

جميع المؤشرات تدل على ان حالة التخبط في التعامل مع ازمة خروج منتخبنا من المنافسة على التأهل لكاس العالم مستمرة في ظل عدم وضوح الاهداف التي يراد الوصول اليها خصوصا بعد سلسلة من الاجراءات التي اتخذها المعنيون بالشأن الكروي لمواجهة حالة الهيجان في الشارع الكروي الذي لم يعد يحتمل مزيدا من التدهور واستنزاف مكانة وهيبة كرته بعد ان تراجعت ووصلت لمستويات مخجلة.

اقالة الكادر الفني للمنتخب الوطني كان قرارا متسرعا وغير مدروسا وقدم على انه وصفة طبية لعلاج الام الشارع وتسكينها خصوصا ان مهمة الكابتن شنيشل ورفاقه لم تنتهي رقميا حتى وان انتهت تنافسيا فلا زال في سلة منتخبنا ثلاث مباريات وهو رقم كبير قد يشكل فرصة اخيرة لتقييم موضوعي لقدرة الكادر الفني على اثبات كونه بدأ يستثمر عملية البناء التي وعد بها او على الاقل تحديد شخصية وهوية المنتخب , هذا في حال تمكن المدرب وكادره من تجاوز النتائج السلبية اما اذا حصل العكس فعندها لن يبقى امام السيد شنيشل سوى الاعتراف بفشل مهمته ويصبح من الطبيعي ان يستقيل او يقال بدعم الجميع لاان يختلف فيه الناس الان بين مؤيد ومعارض ويعتقد هو انه ظلم او قرار اقالته غير منصف وترتبت عليه اثار كثيرة.

الان تحول قرار اقالة شنيشل الى ورطة للذين اصدروه واحرج الذين ايدوه وساندوه وبضمنهم قطاعات واسعة من الاعلام بمختلف تنويعاته وتوجهاته لان شنيشل يعتبر احد سبيلين كان لابد ان يسلكهما المسؤولون عن كرة القدم في العراق لانتشالها من حالة البؤس التي تعيشها اضافة الى سبيل الاعتماد على الخبرات الاجنبية وبما ان اتحاد اللعبة فضل الخيار المحلي بعد مرحلة التصفيات الاولية و بعدها عاد واعتبره غير مؤهل لتحقيق الاهداف المرجوة فتخلى عنه كان عليه ان يذهب الى الخيار الاخر بشكل جدي والا سيكون قد دعم موقف معارضيه الذين طالما اعتبروا ان مشكلة الكرة مرتبطة بقيمة ومقدار ما يجود به الفكر الاداري من افكار وتخطيط ممنهج.

عندما اقيل السيد راضي شنيشل اكد اتحاد الكرة وعبر اكثر من تصريح انه ماض باتجاه الاعتماد على الخبرات الاجنبية وان قائمة كبيرة من مدربي العالم قيد التدقيق ومن ثم ترشيح ثلاثة خيارات سقط اولها بفعل المال ومن المرجح ان يسقط ثانيها وربما ثالثها ولنفس السبب (المال) حتى اصبحنا اليوم نتلقى تلميحات بالعودة الى الخيارالمحلي وهذا السيناريو بالنسبة للشارع الرياضي والاعلام والمتابعين من الامور المألوفة والمعروفة ومتكررة كثيرا.

تبقى من الزمن شهرا على اول مباراة من المباريات الثلاثة المتبقية لنا في التصفيات وعملية التعاقد مع مدرب اجنبي تتطلب وقتا لايقل عن الاسبوعين حتى مع اعتبار ان الاموال متوفرة وان النية في التعاقد صادقة فيصبح من المضحك ان نصدق ان مدربا اجنبيا سيتكفل بقيادة منتخبنا في الفترة المقبلة  وسيكون ممكنا اللجوء الى وضع نهاية للحكاية التي لم يصدقها احد بالركون الى مدرب محلي وعندها نكون قد عدنا الى نقطة البداية.

من وجهة نظر الكثيرين يعتبر الكابتن راضي من افضل المدربين المحليين فضلا عن كونه يقود المنتخب منذ عام كامل ما يسمح له بتكوين فكرة واضحة عن جميع ادواته وخصومه الذين سبق له مواجهتهم وهو في هذا يحقق الافضلية على جميع نظرائه المحليين واقالته ومن ثم العودة الى خيار محلي بموجب ما ذكر هو الادنى من شنيشل لهو امر مضحك فعلا ولايعبر عن وعي وتخطيط سليمين وهو ان حصل يعتبر ترسيخ للصورة السائدة التي عنوانها التخبط والفوضى في اتخاذ القرارات.

يقال ان اتحاد الكرة يفكر بمدرب المنتخب الاولمبي السيد عبدالغني شهد ولو حصل هذا الامر فانه بمثابة الكارثة ليس لعدم الوثوق بقدرات شهد انما لان السيد شهد مكلف بمهمة وطنية هي الافضل مقارنة مع مهمة منتهية ومتوقفة الاهداف والتكليف سيذهب بالاثنين معا وعندها ستكون الخسائر افدح وردود الافعال اعنف.

قضية التعاقد مع مدرب اجنبي كلف بها السيد رئيس الاتحاد وهو الان يجوب الدول ويحضر المؤتمرات واتصور ان وضعه ومناصبه الجديدة وامور اخرى ربما انسته ما كلف به لذا فان اسهل الطرق الاعتماد على ماهو جاهز من المدربين دون النظر الى العواقب.. ونسأل الله حسن العاقبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى