اخر الأخبار

نقطة من اليابان هل تكفي لاستعادة ثقة الشارع بكرتنا؟

 

 

 

 

 

علي المعموري – مونديال

 

بين العام 1993 والعام 2017 تاريخ امتد لاربع وعشرين سنة من المواجهة مع المنتخب الياباني وضعنا خلالها في سلة كرتنا نقطتين فقط عبر تعادلين اولهما كان في الدوحة واخرهما حصل اليوم في طهران تكفل بهما جيلين مختلفين من اللاعبين الذين مثلوا كرتنا في الحقبتين المذكورتين.

في الاولى سجل جعفر عمران والاخيرة كان المسجل مهدي كامل, تاريخ طويل لم تكن النتائج السلبية التي حققتها كرتنا مع الكرة اليابانية الصاعدة نحو العالمية لتضعف ذاكرة اجيال من المشجعين الذين اصبح التفوق على المنتخب الياباني بالنسبة لهم من الاحلام المعقدة التحقق.

في ملعب باص اليوم جمعنا اخر اللقاءات مع اليابان ومع غياب الحافز بالنسبة لمنتخبنا بعد الخروج الحزين من المنافسة والتمسك بفرصة التفرد بالصدارة وفك الشراكة مع استراليا والسعودية بالنسبة للفريق الياباني قدم منتخبنا اداءا متوازنا نوعما واستطاع ان يسجل افضلية واضحة معظم دقائق المباراة وانهى اللقاء بهدف لمثله.

الذي تابع اللقاء لم يجد صعوبة في بيان المستوى الهزيل الذي قدمه المنتخب الياباني في هذه المباراة حتى انه لم يلعب بنفس طريقة لعبه لاخر مباراتين له في التصفيات فبدا مفككا وعجز عن الوصول الخطر الى مرمانا باستثناء مرة واحدة اخطأ فيها خط الدفاع والحارس وجاء منها هدف اليابان الوحيد فيما ادى منتخبنا بطريقة افضل مستغلا حالة الخصم التي ظهر عليها خصوصا في النصف الثاني من المباراة التي كان بالامكان ان تحسم لصالحنا لو تم التركيز والضغط على اطراف الفريق الياباني ولو وفق الهاجمين في استثمار الفرص التي اتيحت لهم في المباراة.

ولو قارنا اداء الفريقين مع مباراة الذهاب لوجدناه اكثر ندية وقوة واثارة من لقاء اليوم وخصوصا من جانب منتخبنا الذي قدم مباراة قوية في سايتاما رغم خسارته في اللحظات الاخيرة ورغم الاخطاء التحكيمية المؤثرة التي حصلت في ذلك اللقاء.

مايهمنا الان هو ان نطور من طريقة اداء المنتخب التي تحتاج الى اكثر من مجرد تغيير في الطواقم التدريبية حتى نستطيع ايقاف التدهور الذي تشهده كرة القدم منذ سنوات خصوصا بعد ان تم تجاوز مسالة التاهل الى المونديال وبوجود مناسبة كروية مهمة بعد عامين هي بطولة القارة فان عمليات الاصلاح الكروي يجب ان تبدأ من الان وبخطوات مدروسة وممنهجة وعدم اهمال اهمية الحفاظ على مجموعة اللاعبين ودعمهم بعناصر كفوءة طبقا لما يفرزه الدوري او الفعاليات الكروية الاخرى.

لايمكن القياس على نتيجة اليوم بل يجب الانطلاق منها نحو عملية البناء والاصلاح الكروي الشامل فهذه المباراة في مطلق الاحوال لاتصلح للقياس نظرا لظروف المنافس وحالته الفنية التي كان من الممكن ان نهزمه لو خططنا لذلك بشكل مناسب.

المنتخب قدم اداءا جيدا يستحق افراده عليه الشكر لكنه لم يكن يعبر عن حقيقة مستوى الكرة وطموح الجماهير العريضة التي تامل بمزيد من النتائج والاداء الطيبين.

لدينا مباريات كثيرة لاحقة ودية ورسمية يمكن من خلالها تغيير صورة الفريق عن طريق الاداء المتماسك والنتائج الطيبة لاستعادة ثقة الشارع بكرتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى