تتعرض ادارات الاندية العراقية الى ضغوطات كبيرة يمارسها جمهورها بشكل مباشر من خلال المطالبات العلنية بتغيير الكوادر الفنية واللاعبين او بشكل غير مباشر من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفرض ارادته ورغباته على تلك الادارات.
ومع ان الجمهور الحقيقي المحب لايسيئ لناديه او لادارته انما يقدم رأيه انطلاقا من محبته واخلاصه للنادي الذي يشجعه الا ان بعضا من المحسوبين على الاندية خرج عن المألوف في تدخلاته وتجاوز حدود المعقول في فرض ارادته ورغبته على تلك الادارات ليس عن طريق عرض رؤية محددة انما باستغلال بعض الاخفاقات لممارسة نوع من انواع التسقيط وتجريح الاشخاص باطلاق عبارات مسيئة.
لايوجد احد بلا اخطاء والادارات هي الاخرى تخطئ في حدود اجتهاداتها بعملها لكن تلك الاخطاء من جراء العمل ومجردة من اي قصد لان هذه الادارات لديها مسؤوليات تجاه الاندية والجمهور ومراقبة من الجميع ولايجوز للبعض ان يتدخل تدخلا هادما بعيد عن اخلاقيات النقد مستغلا تلك الهفوات التي يسببها الخطأ فيحول العام الى خاص ويترتب على هذه المواقف الشاذة اثارا مربكة لعمل الادارات.
لسنا في موقع ندافع فيه عن الادارات واساليب عملها انما من باب عرض سلبيات العمل في الاندية التي تشكل العصب الرئيس في هيكل الرياضة العراقية وبعدما طغت الى السطح ظواهر معيبة ولدت شكاوى مستمرة من تلك الادارات بتعرضها لمحاولات فرض ارادات مغايرة لما تنتهجه باساليب وقحة تصل في كثير الاحيان حد الابتزاز ومحاولة فرض اسماء والاطاحة باخرى واذا كانت تلك الممارسات تحدث بعيدا عن الاضواء وفي الكواليس ما جعل تعاطي الاعلام معها اقل حدة فان بعضها اليوم تجاوز حدود الظل وخرج الى العلن واصبح يمارس بعض الطقوس وكأنه المسؤول الاوحد في النادي.
من المؤكد وجود مثل هكذا تصرفات سيكون لها تاثير سلبي على نشاط الاندية وبالتالي تتاثر عملية البناء الكروي في البلاد لذا اصبح من الواجب تسليط الضوء عليها ومساعدة الادارات المترددة بالتصدي لها على اتخاذ مواقف اكثر حزما من اجل وضع حد لنفوذها المتنامي.
لايمكن انكار تاثير مواقع التواصل الاجتماعي على القرارات التي تتخذها ادارات الاندية وما تشكله هذه المواقع من ضغوطات مربكة بسبب الانفلات في عواطف مرتاديها واساءتهم للاخرين وهذا غير مختص بادارات الاندية في العراق وحسب وانما في اندية واتحادات الدول في المنطقة وربما في العالم كذلك مع تفاوت في مقدار تاثيرها ونوعية وثقافة المحسوبين عليها.
جميع من ناقشتهم بهذه الجزئية اكدوا لي تخوفهم من ان تؤثر هذه التدخلات على استمرار الكفاءات مع الاندية نتيجة لتعرضها الى اقسى انواع القدح والسب من قبل نفر جاهل يتعاطى مع الامور بجهل تام.
يقينا ان تاثيرات جمهور التواصل الاجتماعي او حتى اولئك الذين تغلغلوا داخل او بالقرب من بعض ادارات الاندية انما يستمدون قوتهم من تردد ووهن تلك الادارات فلو كانت الادارات حازمة بدرجة كافية لدفه هؤلاء بعيدا عن اسوارها لما تجرؤا عليها واسسوا لانفسهم مواقع في قراراتها.
ان ادارات الاندية غير مضطرة الى الاستجابة لرغبات جمهور الفيسبوك خصوصا ان عدد غير قليل من اصحاب المنشورات هم من متوسطي المعرفة وتدفعهم عواطفهم واحيانا يعبروا عن سلوك بعيد عن الاصول عند عرض رؤاهم.
ان الادارة التي تستجيب لهوى جمهورها وتقيل مدربا او تاتي باخر او تتعاقد مع لاعب وتصرف غيره هي ادارة غير محترفة وهذا لايعني مخاصمة الجمهور انما التصرف معه بشفافية لازالة الغموض وعرض مشاكل النادي كما هي لكي يتقبل المحب منهم الامور ويتفهمها ويقلل الضغط على الادارات.
نحتاج الى جمهور واعي مسلح بالفكر والمعرفة لكي يسهم في دفع ادارات الاندية باتجاهات تخدم مسيرتها وتعينها لا ان تربكها وتنفر الاشخاص عبر مهاجمتهم واستعمال الالفاظ والعبارات الجارحة.
تبقى كرة القدم من اكثر الفعاليات التي تعبر عن حيوية المجتمعات ورقيها ونبقى نطالب جمهورنا الواعي الحريص بدعم ادارات الاندية وعرض وجهات النظر بطريقة مهذبة تجعل منها مقبولة ونافعة والابتعاد عن استعمال الالفاظ والعبارات التي لايقرها مجتمعنا وتتقاطع معها اخلاقنا
نحتاج الى ان نهيئ جمهورنا بالتزامن مع اي خطوات لتطوير وبناء كرتنا وعندما نقول نهيئ هذا لايعني ان يقوم الاتحاد او الاعلام مقام الاسرة انما من خلال اتخاذ الخطوات الصحيحة التي تقلص من مساحة التهور والانفلات, فاقامة دوري تقل فيه الاخطاء الادارية والفنية يساهم في كبح جماح المنفلتين وحصرهم وتقليل تاثيرهم وعليه فان الاهتمام بهذه الامورله نفس اهمية الاهتمام بالفعاليات والبطولات التي يقيمها اتحاد الكرة