اخر الأخبار

نعمـة الاساطيـــر

علي المعموري – مونديال 

اتفقت وزارة الشباب والرياضة مع شركة تواصل الاماراتية لاجراء مباراة استعراضية يشترك فيها بعض اللاعبين الدوليين السابقين مع لاعبين عراقيين اختلف القوم في توصيفهم فأصل الاتفاق جرى على ان يشترك في هذه المباراة من الجانب المحلي لاعبي جيل 2007 بكونها ستشكل تكريما لهم خصوصا ان معظم لاعبي هذا الجيل لم تنظم له مباريات اعتزال وقد تكون هذه المباراة مناسبة لتعويضهم عن تلك الاحتفاليات التي كان يجب ان يختموا بها حياتهم في ملاعب المستديرة.

وقبل هذا ومن خلال التصريحات والمنشورات التي اطلقتها وزارة الشباب يتضح الهدف الاساسي من هذه المباراة وهو للمساعدة في رفع الحظر الكروي المفروض على الملاعب العراقية وهي خطوة ممتازة من جانب الوزارة التي تهتم كثيرا بملف الحظر عبر مجهودات الوزير عبطان التي اثمرت عن تفاهمات مع الفيفا قد تفضي الى النهاية السعيدة في قضية الخلاص من الحظر.

معظم نجوم العالم الذين سيشاركون في هذه المباراة لهم متابعون بالملايين على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها فضلا عن كونهم من دول شتى ما يعني متابعة واسعة لنشاطتهم وعندما يكتبون عن مشاهداتهم في البصرة وملاعبها ومستوى الامن فيها سيعطون رسائل قوية عن الوضع الحقيقي في العراق بعيدا عن التضليل الذي مارسته جهات اعلامية وسياسية اقليمية ودولية وعبر سنوات عن مستوى الخطر في العراق وبالتالي رسم انطباع جيد عن بلدنا ورياضته وهذا هو الهدف الاسمى من المباراة او الكرنفال بتعبير ادق.

بعد استحصال الموافقات واستقبال مجموعة من لاعبي العالم الذين سيشاركون في المباراة الاستعراضية واكتمال جميع الاجراءات بما فيها تحديد المكان والزمان برزت ازمة المشاركين فيها من الجانب المحلي ومن يسمح لهم بالمشاركة ومن لايسمح وهذه الاشكالية عبر عنها اتحاد الكرة عبر بيان اكد فيه عدم وجود اية علاقة له بهذه المباراة مذكرا ان الفيفا يشترط ان يكون اللاعبون المشاركون فيها ممن اعتزلوا اللعب بالفعل وفي حال اشتراك المستمرين باللعب سيتغير وصف المباراة من كرنفال الى مباراة ودية وعندها تتطلب اقامتها اوضاعا اخرى كالحصول على موافقات خاصة من الفيفا وغيرها..

المباراة الاستعراضية التي يطلق عليها مباراة الاساطير لاتدخل ضمن اختصاص اتحاد الكرة لانها مجرد كرنفال استعراضي من حق اي جهة تنظيمه وبالتالي لايحق لاحد الاعتراض على اقامتها الا في حدود احترام تعليمات الفيفا فيما يتعلق باستمرارية او اعتزال المشاركين فيها وحيث تم مراعاة هذه التعليمات فان الجهة الراعية لها قد تجاوزت هذه العقدة تماما.

في المقابل برزت عقدة داخلية اكثر تعقيدا من تلك التي وضعها الفيفا وهي احقية الاشخاص الذين سيتم ترشيحهم من اللاعبين العراقيين المعتزلين للاشتراك في المباراة , فالعدد المقرر اشراكه لايتجاوز ال23 لاعبا والوزارة رشحت اكثر من 167 لاعبا كقائمة اولية يتم تقليصها الى 23 لاعبا.

وقبل الدخول في التفاصيل يجب التنويه الى ان المباراة استعراضية الهدف منها لفت انظار العالم لقضية الحظر المفروض على الملاعب العراقية والوزارة مشكورة تحملت المسؤولية واتفقت وانفقت اموالا لكي تنجح في هذا المسعى وبالتالي فان المشاركة في هذه المباراة لاتعتبر تكريما انما هي تكليف وطني وواجب اجتماعي والتزاحم في طلبها من قبل الكثير من نجومنا امر غير مستساغ لاستحالة ان تستوعب مباراة واحدة جيلين او ثلاثة  اجيال كاملة من اللاعبين منذ عام 1986 وحتى 2007وبالتالي فالعتب الذي يبديه البعض قد يتحول الى تشويش يفرغ المبادرة من محتواها او يقلل من قوة اهدافها.

الجهة المحلية صاحبة المبادرة يقع عليها جزء من اللوم في هذه الجزئية لانها توسعت كثيرا فير ترشيحاتها ولو اسندت الامر الى اصحاب الاختصاص ووضعت معايير خاصة وقامت بحملة توعية لتقلصت مساحة الاعتراضات جراء فهم الموضوع على انه تكريما للرياضيين السابقين في حين انه مجرد استعراض يهدف للفت انظار الخارج لبلدنا ورياضته.

باعتقادي وصف (اسطورة) لايمنح بشكل واسع للكثيرين انما هناك شروط يجب ان تتوافر فيمن يوصف بهذا الوصف اقلها مشاركته في المونديال او الاولمبياد او لعبه اكبر عدد من المباريات الدولية مع المنتخب وان لايكون من المترهلين واصحاب الكروش ومدمني التدخين.

اتفق مع الوزارة في تبنيها لهذه الفكرة وامتن لها كما اتفق مع اتحاد الكرة في ابعاد نفسه عنها تجنبا للحساسيات والتقاطعات واتمنى ان تكون المباراة نعمة وليس نقمة الاساطير والله الموفق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى