فاروق سرية لمونديال: كرتنا بحاجة لتمويل جيد و لمدرب اجنبي محترف يقودنا للتتويج في كاس اسيا
مونديال – سوريا – حوار-عبدالحكيم قزيز
الحوارمع الخبرة الكروية السورية والعربية والقارية فاروق سرية امر مهم يحمل في ثناياه المتعة والاثارة والتميز .. لم لا و هو الذي كان لاعبا دوليا سابقا في المنتخب السوري و نادي الجيش اعرق الاندية السورية ثم انتقل بعد الاعتزال للعمل الاداري فتراس اتحاد كرة القدم لدورتين متتاليتين ثم كان عضوا سابقا بالمكتب التفيذي للاتحاد الرياضي السوري ( اعلى هيئة رياضية سورية) لدورتين متتاليتين ايضا و هو يشغل حاليا عضوا لجنة المسابقات بالاتحاد العربي وعضوا باللجنة الفنية في الاتحاد الاسيوي …. ابو سامر فتح لنا صدره و اجاب عن اسئلتنا كعادته بكل وضوح و اريحية وسرور فكان حوارنا معه (في مونديال) مثمرا وهادئا وشيقا .. تناولنا خلاله مسيرة الكرة السورية بايجابياتها ومعوقاتها … والدوري السوري .. ورحلة نسور قاسيون الاخيرة بالتصفيات الحاسمة الماضية المؤهلة لكأس العالم … وموضوع المدرب الوطني والاجنبي … ورأيه باستقالة ايمن الحكيم هل تاخرت ام اتت بالوقت المناسب … و الى تفاصيل هذا الحوار نمضي سوية :
استاذ فاروق بداية نرحب بكم في موقع مونديال ونود سؤالكم ماهي نظرتكم الحالية للكرة السورية…؟
أهلا وسهلا بكم وبموقع مونديال المحترم اما بالنسبة للكرة السورية فهي تمر بمرحلة نهوض على مستوى الرجال و الاولمبي نتيجة اتجاه لاعبينا للاحتراف بالدوريات العربية وهذا ما انعكس ايجابا على هذا النهوض وجعلها تتأهل لنهائيات أمم اسيا وتقدم مستويات متميزة بالتصفيات الاسيوية الحاسمة المؤهلة لمونيال روسيا.. وفي الطرف المقابل وجدنا تراجعا مخيفا للمنتخبات القاعدية ناشئين و شباب وخروجا حزينا من التصفيات الاسيوية من الدور الأول بسبب الالتفات لمنتخبي الرجال و الاولمبي و اهمال هذه المنتخبات القاعدية وربما ساهمت الازمة التي تعاني منها سوريا في اهمال هذه القواعد وهذا ما اثر سلبا على تراجع مستوى القواعد .
ماهو الحل برايكم لعودة هذه القواعد لسابق عهدها وتألقها …؟
الحل واضحا و يكمن في اعادة احياء دوري الشباب والناشئين والاشبال ومنح هذه القواعدنقاط تصاعدية تدخل في نقاط الصعود والهبوط.
في ظل الازمة الراهنة التي تعيشها البلدكيف وجدتم الدوري السوري بايجابياته وسلبياته…؟
بصراحة عانت كرتنا كما رياضتنا كثيرا في سنوات الازمة الاولى وخلالها ظهرالدوري ضعيفا نتيجة لهجرة اللاعبين خارج البلد بحثا وراء لقمة العيش وضعف التمويل وانحسار الحضور الجماهيري وغياب صيانة الملاعب لكن الان وفي الموسم الماضي وحتى الحالي اختلفت الامور نحو الافضل وصار المستوى يتطور نسبيا لكنه لم يصل لحد الطموح وزاد الحضور الجماهيري من مباراة لاخرى وبقي غياب اللاعبين المؤثرين خارج سوريا وفي ضوء هذه المعطيات ارى من الضروري تخفيض عدد الاندية المشاركة بهذا الدوري من 16 ناديا حاليا الى 10 او 12 ناد كحد اقصى ونسعى الى تقديم التمويل لا اقول المتميز للاندية و انما الجيد حينها يمكننا ان نطلق عليه دوري المحترفين ثم نطلق على الدوري الذي يليه درجة أولى فالمادة هي العنصر الرئيسي للتطور الكروي المنشود سواء على صعيد الاندية او على صعيد المنتخبات .
كيف وجدتم مستوى نسورقاسيون بالتصفيات الاسيوية الموندياليةالحاسمة الماضية المؤهلة لنهائيات روسيا 2018
بصراحة وفي ظل هذا الوضع الذي عانت و تعاني منه سوريا فان منتخبنا رفع راسنا عاليا وشرفنا و خاصة انه دخل معترك هذه التصفيات دون اعداد ودون تحضير و دون مباريات تجريبية وامكانيات مادية وزاد الطين بلة لعبه كافة المباريات خارج الديار وخلالها تفوقوا على انفسهم وتسلحوا بالروح القتالية العالية وقلبوا التوقعات وتأهلوا لنهائيات امم اسيا وكانوا قريبين جدا للوصول للنهائيات المونديالية دون اللعب بالملحق لو حصلوا على نقطة تعادل واحدة في مباريات كل من قطر و كوريا الجنوبية لولا القائم والعارضة اللذان وقفا بوجه الخريبين و الخطيب و حتى في الملحق ايضا عندما وقف القائم بوجه كرتي السومة امام استراليا و رغم ذلك كانت لدينا فرصة تأهل تاريخية لو عرفنا كيف نستغلها و عالجنا الخلل الواضح الحاصل بخط الوسط ولو كانت القراءة الفنية للمدرب جيدة ولو قررنا الاستغناء عن اللعب بماليزيا واخترنا دولة عربية كقطر مثلا حينها كنا سنكسب مؤازرة جماهيرية كبيرة جدا و كأننا نلعب في ملعبنا و وسط جماهيرنا ويبقى الامر الاهم والمهم جدا لو اننا استقدمنا مدربا اجنبيا عالي المستوى منذ البداية لكان التاهل من نصيبنا حتما لان منتخبات كوريا الجنوبية والصين واوزبكستان كانت متراجعة بمستواها وهي ليست كسابق عهدها وظهرت مهزوزة بهذه التصفيات.
5-لكن الكابتن ايمن حكيم قال ان هذه النتائج الجيدة للنسور اتت بفضل جهده وعمله الشاق مع المنتخب….؟
انا اعتقد ان الحكيم يشكر على توليه مهمة تدريب المنتخب في ظل ظروف صعبة جدا ابتعد الجميع بموجبها عن القبول بمهمة التدريب و هو قدم مالديه وليس باستطاعته تقديم المزيد لان المنتخب بحاجة لمدرب اجنبي عالي المستوى و هو نتاج لاعبين محترفين خارج سوريا و برأيي الشخصي المتواضع ان المنتخب مستواه اكبر من اي مدرب وطني سواء اكان الحكيم ام غيره لأن الغالبية العظمى للاعبيه محترفين خارج سوريا و يتتلمذون على ايدي مدربين محترفين .
هل اتت استقالة الحكيم بتوقيتها ام انها اتت متأخرة….؟
بصراحة الاستقالة اتت متأخرة ولم تأتي بالتوقيت المناسب وهي تأخرت كثيرا و اتت بعد هجوم اعلامي كبير وضغط من الشارع و حتى من غالبية اللاعبين وخاصة بعد المستوى السيء للمنتخب في مباراة العراق الودية وانا ارى لو اتت بعد مباراة اياب استراليا لكان توقيتها افضل ولكان غضب الشارع الرياضي والاعلام اقل حدة بكثير.
7-هل تعتقدون ان استدعاء اللاعب السوري المحترف بالدوري السويدي للمشاركة مع المنتخب اتى توقيته خاطئا … ام صحيحا …؟
انا شخصيا اراه خاطئا الا اذا تمت مشاهدته عبر اشرطة الفيديو … في كل الاحوال انا اعتقد انه لطالما تم استدعائه فكان يجب مشاركته منذ بداية مباراة اياب استراليا او في بداية شوطها الثاني او في منتصف هذا الشوط كاقل تقدير اما ان لا تتم مشاركته فهذا خطأ فني و اداري فادح و مرده لتخبطات لايجب ان تحصل وبغض النظر عن كل شيء لطالما تم استدعائه فيجب مشاركته ونحن بتصرفنا هذا خسرنا جهود هذا اللاعب مستقبلا وربما غيره الذي سيرفض بالقادمات تلبية اي دعوة موجهة اليه نتيجة لهذا الموقف الغير مدروس.
هل استقالة اواقالة ايمن الحكيم اتت في مصلحة اتحاد اللعبة الذي وجد فيها امتصاص و كطوق نجاة من الانتقادات اللاذعة للشارع الرياضي والاعلام ….؟
لنكن صريحين ان استقالة الحكيم لاتعني انه فشل فشلا كاملا لكنها تعني انه قدم كل ماعنده وهو غير قادر على تطوير اداء المنتخب مستقبلا وهي اتت لمصلحة اتحاد الكرة الذي وجد فيها عدم تحميله مسؤولية اي فشل مستقبلا لذلك من واجب الاتحاد تقييم المرحلة الماضية بايجابياتها وسلبياتها ودراسة واقع الكادر الاداري والفني و العمل على استقدام مدرب اجنبي عالي المستوى لقيادة المنتخب وخاصة انه امام استحقاق هام قادم وهو نهائيات امم اسيا.
9-لكن اتحاد اللعبة يدرس سيفيات خاصة لاربع مدربين محترفين اثنان من البرازيل و اخر الماني و الرابع بلجيكي ما هو رايكم….؟
انا وبدون ادنى شك قلتها واعود لأكررها ثانية وثالثة ورابعة مع استحضار مدرب اجنبي لمنتخبنا لان لاعبينا يستحقون ذلك … لكنني ارى في المقابل وقبل التسرع بهذا الامر ان يضع اتحاد اللعبة امامه دراسة مجموعة من الحقائق بتمعن و تقول هل نحن قادرون على تحقيق متطلبات هذا المدرب وطاقمه المؤلف من مدرب مساعد و مدرب لياقة و معالج و مترجم و رواتب شهرية عالية ومكافئات فوز و مباريات تحضيرية دولية عالية المستوى اذا كنا قادرين فاهلا وسهلا لكن هذا الامر ان تم فيجب ان يحدث بعد دراسة سيفيات هؤلاء المدربين بسرعة لاننا ام استحقاق اسيوي هام و انا متفائل بالتتويج باحدى المراكز الثلاثة الاولى ان استقدمنا مدربا اجنبيا محترفا .
لكن رئيس اتحاد الكرة قال انه سيعمل على توفير التمويل لهذا الطاقم التدريبي المحترف من خلال العمل على استرداد المبالغ المادية المجمدة لدى الفيفا … وان تعذر ذلك سيطلب الدعم الحكومي … وفي حال فشل في تحقيق هذه التطلعات سيستدعي الخبرات الكروية السورية من لاعبين دولين سابقين و غيرهم لاختيار الخيار الانسب للمنتخب لكنه وبكل الاحوال لن يألوا جهدا في سبيل تطوير المنتخب على قدر المستطاع…؟
انا اعتقد ان الجميع في سوريا من خبرات واعلاميين وشارع رياضي بات همه واهتمامه استقدام مدرب اجنبي محترف و توفير متطلبات نجاحه ومن اجل تحقيق هذا الامر يجب تضافر الجهود من خلال اقناع الفيفا باطلاق سراح هذه الاموال المجمدة وحتى الحكومة يجب ان يكون لها دورا ايجابيا لتحقيق رغبة الشارع الذي يريد هذا المطلب لان كرة القدم السورية اليوم احدثت لحمة وطنية كبيرة وباتت مطلبا جماهيريا بدليل انها وحدت اراء 23 مليون سوري على كلمة واحدة وهي حب الوطن .
لو كنتم في موقع القرار و توفرت لديكم الامكانيات اي مدرب تختار من المدربين الاربعة ….؟
انا شخصيا كنت ساختار المدرب الالماني لانه الاقرب لاسلوب لعبنا لاننا كنا ولازلنا نعتمد على المدرسة الاوربية الشرقية وهي الاقرب لواقعنا.
الكرة العراقية بانديتها ومنتخباتها كيف وجدتموها حاليا…؟
الكرة العراقية وبكل اسف متراجعة لظروف الحرب التي عانت وتعاني منها البلد و سررت جدا بتتويج القوة الجوية بلقب كاس الاتحاد الاسيوي وكل مااتمناه عودة قوية لها بانديتها ومنتخباتها التي كانت في الواجهة عربيا وقاريا بدليل تتويجها بلقب كاس العرب عدة مرات ولقب كاس امم اسيا عام 2007 و وصولها لمونديال المكسيك والمشاركة بكأس القارات اتمنى لها من كل قلبي العودة القوية لمنصات التتويج واسعاد عشاقها الكثر داخل العراق و الوطن العربي.
هل من كلمة اخيرة تودون قولها قبل انهاء هذا الحوار ….؟
كل الشكرلكم ولموقعكم المحترم مونديال على اتاحة الفرصة لي باجراء هذا الحوار المتميز اتمنى له دوام النجاح و التألق لما فيه خدمة الكرة العراقية و السورية خصوصا و الرياضة العربية عموما .