اخر الأخبار

فيتنام درس مجاني لمعلم هزمه تلميذ!

فيتنام درس مجاني لمعلم هزمه تلميذ!

علي المعموري

عندما غادر منتخبنا الاولمبي الى الصين للاشتراك ببطولة اسيا تحت23 عاما لم يتخيل احد ان تتوقف مشاركته في البطولة في ثاني ادوارها خصوصا  انه يحمل لقب نسختها الاولى وثالث نسختها الثانية وله تاريخ لامع في الاولمبياد بعيدا عن القيل القال المتعلق باعمار لاعبيه واحقية بعضهم بالتواجد في صفوفه لكن الذي حصل جاء بما لاتشتهي سفن الجميع فخرج المنتخب (المعلّم على يد التلميذ) وودع مهزوما من فريق كان قبل البطولة في المستوى الرابع في حين دخلناها ونحن في الصفوف الاولى فيها.

ان تخسر وتفارق البطولة فهذا امر طبيعي ولااعتراض عليه لانه في النهاية سيحمل لقبها فريق واحد ..

وان تخرج على يد منافس ند لك فهذا امر لااختلاف فيه لان الهزيمة امام الاقوياء لاتعتبر مؤشر ضعف لكن ان تخسر مع فريق كان الى قبل انطلاق المباراة لايملك من مقومات الفوز الا بمقدار ما يحمله لاعبوه من اصرار وعزيمة وحب لوطنهم وحرصهم على فعل شيئ مميز وهو ما افتقدناه ليس خلال المباراة انما قبلها فهذا امر يثير الكثير من علامات الاستفهام عن المستوى المتدني الذي وصلت اليه كرتنا في السنوات الاخيرة.

ما الذي ربحناه ككرة قدم عراقية من المشاركة في هذه البطولة المصممة خصيصا لتنشيط المنتخبات والمحافظة على عملية التواصل الكروي في القارة, البطولة التي تمهد الى التصفيات المؤهلة لاولمبياد طوكيو2020 التي ستنطلق مطلع العام بعد القادم في اليابان على الارجح؟

اي منصف يستطيع التأكيد على خلو مشاركتنا في البطولة الاسيوية من اية فوائد بل كانت لها انعكاسات سلبية على سمعتنا الكروية وقللت من هيبة كرتنا لدى الفرق ذات المستوى المتواضع وشجعتها على الانتقال الى مستوى المنافسة معنا واستسهال التفوق لاننا شاركنا بخليط من عدة فئات وبمختلف الاعمار ونسفنا عملية التدرج بين الفئات فاخذنا لاعبي المنتخب الوطني واعدناهم الى الفئة الادنى ورقينا الناشئين والشباب الى مادون ال23 عام وهو خليط غريب الهدف منه البحث عن النتائج على حساب عملية البناء الكروي الذي تسير وفقه معظم منتخبات القارة التي قلصت من المسافة بينها وبين المنتخبات التي تعتبر نفسها متطور بسبب سوء التخطيط وبسبب الاعتماد على مدربين لايفهمون من واجباتهم سوى تحقيق النتائج باي ثمن حتى اضاعوا الاولى والاخرة وساهموا من حيث يجهلون بتدمير الخط البياني لمستوى مفترض ان يتحقق خلال زمن معلوم وحرموا جيلين من اللاعبين.

لانريد الدخول في التفاصيل الفنية للمشاركة السلبية لمنتخبنا الاولمبي بقدر ما نريد بيان القيمة الفنية من المشاركة والغاية المرجوة من الذهاب بمنتخب الصف الاول ومن ثم الخسارة المؤلمة من فريق مغمور هزمنا بعزيمته واصراره وبفكر مدربه بينما افتقدنا نحن لهذه الامور فخرجنا بتلك الطريقة المذلة.

نحتاج الى الشجاعة في التشخيص والاعتراف بالخطأ قبل ان نفكر في تجاوزه ونخشى ان يستمر الحال على ماهو عليه فنخسر الثانية والثالثة ونعود الى المستوى الاخير, لان مسؤولينا غير قادرين على انتاج افكار قادرة على احداث تغيير في نمط وطريقة التعاطي مع الفعاليات الكروية  ونحتاج الى مسؤول قادر على ابعاد الفاشلين من مدعي المفهومية وهم منها براء كما نحتاج الى ارادة التغيير وهذه للاسف غير متوفرة حتى الان.

هل كان لمشاركتنا في البطولة هدف؟ وهل حققنا المراد ولماذا عدنا بخفي حنين؟ اسئلة كثيرة يتشاركها الشارع الرياضي ومطلوب من المسؤول الاجابة بكل شجاعة عنها او ان يعتذر ويمنح الفرصة لغيره ليصحح الحال فقد وصلنا الى درجة الانفجار ولم يعد في قوس الصبر منزع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى