الادارة الناجحة هي التي تمتلك القدرة على الوصول الى اهدافها باسهل الطرق والاداري الناجح هو من يمتلك القدرة على جعل مجموعته تعمل طبقا لسياسته فمنهم من يصيب فيصل بها الى ارقى المراتب ومنهم من يخيب فيدفعها الى الهاوية لان القدرة على القيادة تتطلب توفر عدة مزايا في شخصية الاداري وعليها يتوقف مقدار انغماسه في الوسط الذي يديره.
بعد هذه المقدمة البسيطة اريد الاشارة الى ما تصرف به السيد اياد بنيان رئيس الهيئة الادارية لنادي الشرطة بعد مباراة فريقه مع النفط عندما رفض اعتراض لاعبي الفريق الشرطاوي على حكم المباراة نتيجة اعتقادهم بوجود ضربة جزاء لم تحتسب في الوقت الاخير من المباراة.
بنيان قدم لنا نموذج للادارة الناجحة وعندما نقول ناجحة لانعني مستوى الدعم الذي قدمته الادارة لفريقها على مستوى توفير الموارد المالية والبشرية وحسب وانما على مستوى ترسيخ اخلاقيات التنافس الرياضي التي تحترم النتائج وتحترم كون الحكم جزء من منظومة كرة القدم وهامش الخطأ في قراراته امرا واردا وعلينا تقبله بنفس طريقة تقبل خطأ المهاجم امام المرمى او المدرب في ترتيب تشكيلته وان قرارات الحكم لن يغيرها مهما كانت درجة الاعتراض.
ادارة الفريق عالجت تصرف لاعبيها موضعيا عندما ذهبت الى غرفة تبديل الملابس الخاصة بالحكام واعتذرت منهم وهو سلوك اخلاقي وانساني يستحق الثناء لانه سيسهم فيما لو تعمم على الادارات الاخرى في تقليص هامش الخطأ الذي يقع به الحكام وفي ايصال رسالة لحملة الصافرات يطمئنون من خلالها على مستقبل عملهم ويشعرون بقيمة مضافة لما يقومون به.
بنيان قدم لنا نموذجا يستحق ان نشير اليه كحالة ايجابية تدل على مستوى الحكمة والوعي لدى قيادات الرياضة , نموذج حتما سيجبر الذين يبحثون عن تبريرات فشلهم ويرمون بها على الحكام في محاولة للتملص من خلل في الشكل العام لطريقة تحضير فرقهم وتغيير ملاحظات جماهيرهم باتجاهات بعيدة عن التقصير الحقيقي.
في الوقت الذي فيه تكثر الاحتجاجات من جانب الاندية التي لاتوفق في تحقيق نتائج خلال مبارياتها وترمى الاسباب على كاهل الحكام حتى تحولت هذه السلوكيات الى ظواهر ترافق معظم مبارياتنا اذ قلما ماتجد مدربا او لاعبا او اداريا لم يدفع باسباب هزيمة فريقه باتجاه الحكام بعد ان يتحولوا الى قضاة ويرسموا لقطات لاخطاء بعضها واقعيا وبعضها الاخر خيالي , في هذا الوقت نحن بامس الحاجة الى قيادات تتعامل بحكمة وتفهم وتتعاطى بطريقة مرنة مع الاخطاء الغير مقصودة وتحسبها على طريقة السيد بنيان هي اخطاء كالتي يقع بها اللاعب والمدرب.
كرة القدم لاتحقق بها النتائج بالمال وبنوعية اللاعبين فقط انما في فرض اخلاقيات التنافس وفي توفير عوامل الاستقرار النفسي بابعاد الفرق عن التاثيرات الجانبية وهذا يتطلب نمط خاص من القيادة الادارية والتدريبية
لااعرف الرجل ولامصلحة لي عنده وما دفعني للاشارة هو تصرفه الحكيم وانتقاده لسلوك فريقه ومن ثم مساهمته في ازالة اثار اعتراضات اللاعبين ودعم الهيئات التحكيمية .
ان ادارة الموارد البشرية في المؤسسات والاندية الرياضية تتطلب كاريزما خاصة تلهم التابعين وتخضعهم لرغبات ادارتهم وتجبرهم على تطبيق برامجها.
في الوقت الذي نأمل فيه بتعميم تصرف السيد بنيان واعتباره حالة ناهضة في طريقة ادارة المرؤوسين فاننا نسجل شكرنا واعجابنا بهذه الشخصية التي اثبتت من خلال تعاطيها مع الوقائع الخاصة بمجال اختصاصها انها بالفعل تستحق الاشادة والتقدير.
