اخر الأخبار

كرة القدم العراقية .. تغيير في المنهجية ام في الوجوه؟

كرة القدم العراقية .. تغيير في المنهجية ام في الوجوه؟

علي المعموري

يشهد الشارع الرياضي هذه الايام حراكا واسعا وتجاذبات كثيرة على خلفية محاولة اتحاد الكرة سد الطريق امام عدد من نجوم الكرة السابقين لمنعهم من الترشح للانتخبات التي من المقرر ان تجرى نهاية ايار المقبل, حراكا اظهر رغبة حقيقية لتغيير الواقع الكروي الذي عاني كثيرا من سوء التخطيط وغياب المنهجية في التعاطي مع الاحداث والفعاليات الكروية على جميع الاصعدة الداخلية والقارية والدولية.

الاندفاع الكبير لدى معظم المتابعين واهل الشأن يفسر حالة الاحتقان السائدة هذه الايام والتي سببتها الاخفاقات المتكررة في المشاركات القارية وحتى بالنسبة للدوري المحلي الذي يدار بطريقة مرهقة لاتحقق الاغراض المطلوبة على مستوى تطوير اللعبة والنهوض بها, هذا الاندفاع قابلته خطوات من القائمين على الامر والممسكين بعروته اعطت مؤشرات على تمسكهم بمنهجية جربوها في السنوات الماضية ولم تثبت اية نجاعة وهو تمسك دفع باطراف كثيرة لدخول حلبة التصارع للظفربرضا هذا الشخص او ذاك.

ومع هذا العرض يجري خروج عن النص من قبل البعض فيتم توجيه الامور بطريقة مغلوطة تبعدها عن الهدف الرئيسي وتصور ما يجري على انه صراع بين اشخاص ومسميات فيتم تغييب المصلحة العليا وتذويبها لصالح اهداف تخدم الممسكين بها في وقت يفترض فيه طرح سؤال عن قدرة هؤلاء الاشخاص على تغيير الواقع والنهوض به بعيدا عن حالة الفوضى وغياب المنهج الواضح السائدة حاليا.

المهم هو ان يحصل تغيير في المنهجية الخاصة بكرة القدم العراقية بعيدا عن الاسماء وحيث ان الواقع لايدعم امكانية المجموعة الحالية اوقسم منها على اجراء تغييرات تنهض بكرتنا فان الترحيب باسماء طرحت نفسها كبديل ياتي من هذا الباب وليس حبا او اعجابا بها على الاقل هذا من جانبي وقد يكون الامر كذلك لمعظم المطالبين بالتغيير وان الانشغال بالاسماء لايخدم الهدف الرئيسي من المطالبة بالتغيير لانه يقفز على المصلحة العامة ويحول البوصلة باتجاهات لاتحقق رغبة الشارع الرياضي الذي يريد رؤية كرة القدم في بلاده وهي على السكة الصحيحة تحقق نتائج طيبة تعطر سمعة الوطن وترفع من شأنه بين البلدان في محفل عظيم كهذا.

بعد الخروج من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال روسيا وردة الفعل القوية في الشارع الرياضي وبعد الاجراءات التي اتخذت لمواجهة وامتصاص نقمة الجمهور والتي من المفترض ان تكون فرصة للمراجعة والتصحيح وبعد ان استمر منهج التخبط اصبح لدى الشارع الرياضي قناعة تامة باستحالة النهوض بواقع كرة القدم العراقية وهذا الشعور يتعزز باستمرار خصوصا مع استمرار تجاهل رغبات الجمهور والاعلام وتفضيل التسويف والتعاطي بنرجسية مع المناصب حيث يعتقد الكثير من المهتمين بشؤون الكرة في هذا البلد بصعوبة حصول تطور ايجابي في عمل اتحاد الكرة خصوصا مع تكرار نفس الاخطاء التي استمرت منذ فترة طويلة.

بعيدا عن الاسماء وعن نجوميتها نعتقد ان اي جهد يبذل في سبيل تجاوز الواقع الرياضي سيكون له انعكاسات طيبة على مستوى اداء مكونات المنظومة الكروية التي اصابها الترهل والانكسار بسبب السياسات الادارية الخاطئة وبسبب غياب الرؤية الثاقبة للامور وبسبب تغييب المصلحة العليا للوطن.

التجاذبات التي طغت في المشهد الكروي العراقي ودخول شخصيات كروية تتمتع بوجود فاعل في الساحتين المحلية والعربية قد عقد الحلول التي تتطلب اذا كنا نبحث عن مخرج  ان نلجأ للحوار البناء المستند لنوايا طيبة اما ان نتعامل مع الحراك الحالي على انه صراع بين اطراف بسبب مصالح بعيدة عن اهدافنا العليا فهذا فيه خسارة للجميع وان انسب الحلول هي في عرض جميع الاطراف لرؤيتها وبرامجها وتوفير فرص متكافئة للجميع في دخول المعترك الانتخابي بعيدا عن التغييب القسري بمبررات مضحكة من قبيل الخبرة الادارية وسواها لان الذين طرحوا هذه الاشتراطات بعضهم لم يكن يحمل جزءا منها عندما تبوء مقعده في كرسي الاتحاد وعند ذاك سيكون لكل مجتهد نصيب.

الامور تحركت كثيرا والوقائع تبدلت وما كان صالح بالامس لم يعد كذلك اليوم وعليه اجد ان الايمان بالتطور والاستعداد للتعاطي الايجابي مع المتغيرات الجارية في الواقع الكروي قد تفضي في النهاية الى انتاج افكار متقدمة على ماهو سائد وستخدم كرتنا باي مقدار والتقوقع خلف شعارات قصيرة المدى كما حصل بعد اخفاقة المنتخب الوطني في التصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال اسيا 2018 لن يزيد الامور الا تعقيدا .

نعتقد ان كرتنا اليوم تمر بظروف مفصلية تتطلب تظافر جهود الجميع للارتقاء بها وان استمرار الوضع على ماهو عليه الان سيزيدها سوءا وتدهورا وسيعقد من الحلول مع اسراف اصحاب المنهج السلبي في نهجهم العاجزوعليه يجب تحريك الوضع بطريقة تفضي الى تحقيق تغيير حقيقي مستند لارادة صلبة ورغبة حقيقية تراعي اسم الوطن ولاتسيئ اليه وهذا ليس صعبا ولايتطلب الكثير من اجل تحقيقه .

الاندفاع نحو التغيير كشرط لتحسين صورة كرتنا لايجب ان يركز على الاشخاص بمعزل عن المنهج فعملية التغيير المنشودة من الممكن ان تكون  محدودة الفائدة اذا تم التركيز فيها على الاشخاص واهمال المنهجية التي تسير عليها , لذا يجب ان تكون عملية التغيير متوازنة بدخول شخصيات تحمل منهجية ادارية مختلفة عن السائد حاليا لتحريك الاخرين على تغيير اساليبهم التقليدية التي تسببت بتراجع كرتنا الى مستويات مخيفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى