اخر الأخبار

كلاسيكو الوطن .. الشيطان يكمن في التفاصيل

كلاسيكو الوطن .. الشيطان يكمن في التفاصيل

علي المعموري

منذ ان انتهت مباراة الكلاسيكو بين النوارس والصقور وحتى الان وربما الى ايام قادمة وذاكرة المتابعين والمهتمين بالشأن الكروي تعج بالعديد من الاسئلة التي تلخص الصورة النهائية لما جرى في ملعب الشعب الدولي الذي امتلأت مدرجاته بالمحبين بالكامل في لوحة لم تكن جديدة عليه خصوصا عندما تحضر الفرق الكبيرة في عطائها وفي جمهورها وفي مقدار الاثارة والمتعة التي تقدمها للجمهور.

المباراة من حيث التنظيم والاخراج العام كانت ناجحة بدرجة كبيرة جدا حيث السيطرة على تفاصيلها المتعلقة بالجانب التنظيمي والاداري وبضبط المدرجات كانت كافية لتعطي صورة ايجابية عن قدرات العراقيين على ضبط الامور عند تنظيم مباريات من النوع الذي يتسم بالندية والاثارة والتنافس المشتعل فضلا عن حضور الجانب الامني الذي عجزت عن توفيره دولا كثيرة في مناسبات مشابهة وهذا يحسب للجان والاشخاص المسؤولين عن ادارة المباراة خارج المستطيل الاخضر.

كل شيئ كان منضبطا بمسؤولية عالية خارج حدود ساحة اللعب غير ان الامور في المستطيل كانت تجري بطريقة مختلفة وخصوصا في الجانب الزورائي الذي بدا متوترا بطريقة غير مألوفة ولا تنسجم وصورة الفريق الاكثر جماهيرية والاكثر تتويجا بالالقاب فضلا عن كونه متصدرا للمسابقة بفارق مريح من النقاط مع اقرب المنافسين.

واذا سلمنا بوجود اخطاء في الجانب التحكيمي للمباراة ربما اسهمت في توتير الاجواء في الجانب الابيض من الملعب فاننا من الصعب ان نقبل باعتبارها مبررات لما حصل بعدها حيث اعترض الزورائيون على ضربة الجزاء التي منحها الحكم للفريق الازرق في الدقيقة العشرين من المباراة وجاء منها هدف التعديل!

الخطأ في التقدير من جانب الحكم لم يسبب خسارة للفريق ولم يأتي في وقت متاخر انما الهدف المترتب على الخطأ اعاد المباراة الى نقطة البداية وعليه فلا موجب للتوترات التي اعقبته في المعسكر الزورائي والتي تسببت بهزيمته في المباراة عندما اهتم الزورائيون بالطاقم التحكيمي اكثر من اهتمامهم بالتفاصيل الفنية للمباراة وخصوصا فيما يخص الكابتن ايوب الذي بدا منفعلا بطريقة غير مألوفة اضرت بطريقة ادارته للمباراة حتى ان انفعالاته انعكست على مستوى اداء لاعبيه.

كثيرة هي المباريات التي يتأخر فيها الزوراء ثم يعود فيفوز فلم يكن مبررا الانشغال بخطأ بسيط وترك الامور الفنية الاخرى.

لانريد الدخول في تفاصيل ادارة المباراة من الناحية الفنية لان ذلك خارج اختصاصنا لكن بعض الامور كانت لاتحتاج الى عين فاحصة لترى المقدار الذي انخفضت فيه مساحة التركيز عند اللاعبين والتي ترتبت عليها امور كثيرة من بينها ضياع اهداف محققة للفريق ومن بينها تلقيه هدفا بوقت مبكر ومن بينها ما يتنظر الفريق من عقوبات لبعض الاداريين وربما المدرب.

الزوراء فريق كبير وهو ممسك بالصدارة ونسبة تحقيقه للقب مترتفعة جدا وخسارة مباراة لاتعني نهاية المطاف وضبط الاعصاب مهم جدا في تجاوز الاوقات الصعبة ولعل ما حصل مع الجوية في المنامة عندما وجد الفريق نفسه متاخرا ب3 اهداف وكيفية التعاطي بهدوء مع الموضوع ومن ثم قلب النتيجة هو دليل على اهمية المحافظة على الاعصاب لتحقيق الجاهزية الذهنية.

مبارك للجوية الفوز وبالتوفيق للنوارس في قادم المباريات سيما مبارياته في بطولة كاس الاتحاد الاسيوي.

شكرا لجمهورنا الواعي المنضبط وشكرا لكل من ساهم في اخراج المباراة بطريقة اعتيادية خلت من الاشكالات والصعوبات واذا كان لي ان اسمي احدا فاني اعتقد ان الدور الكبير الذي لعبه مشرف المباراة السيد حازم حسين ابو نور كان له الاثر الفاعل في ضبط ايقاع الامور من خلال امساكه بكل نقاط المباراة من نقطة دخول الملعب الى خروج الجمهور بالتنسيق مع الجهات الامنية وامن الملاعب.

تحية لدورينا المشتعل اثارة وندية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى