حوارات

أحمد راضي: عمو بابا افتقد الى التنسيق والمنهجية في عالم التدريب

DSC_0608-1

أحمد راضي في حوار العمر :

عمو بابا افتقد الى التنسيق والمنهجية في عالم التدريب  التزوير يؤثر سلبا على اللاعبين والفرق بين كرستيانو ولاعبي جيل 2004 انموذجاً
لم اُحقق المطلوب من خلال العمل السياسي والبرلمان لا يخدم الرياضة العراقية

هدفي الملغى في كأس العالم كان من ممكن أن يغير تأريخنا في تلك البطولة

حوار أجراه – فلورا رعد – عثمان عبد الله – خاص بمونديال

اسم فرض نفسه على اسماع وعيون الجماهير العراقية وهو بالكاد يبلغ الثامنة عشر من عمره ، كان ضمن تشكيلة منتخبنا المتوجهة الى الامارات لخوض غمار كأس الخليج السادسة ثم أشركه عمو بابا في المباراة الشهيرة ضد منتخب مصر في ملعب الشعب وسجل هدفاً جميلاً ألغاه الحكم !! حيث سمته الصحافة الخليجية انذاك بـ ( امل المنتخب العراقي ) ، شكّل مع حسين سعيد ثنائياً مرعباً تكللت جهودهما بالصعود الى مونديال المكسيك ، أعقبها بعد عامين حصوله على لقب افضل لاعب آسيوي ثم كان أول لاعب عراقي يحترف في الدوري القطري ، محطات كثيرة لا يسع المجال لذكرها غير انه يشكل دائما مادة شهية للقاءات الصحفية ،، انه الساحر احمد راضي الذي رحب بنا فكان لنا معه هذا الحوار :

كيف يرى الكابتن احمد راضي حالة كرتنا اليوم ؟

هناك أسباب عدة لتراجع الكرة العراقية قد يكون أهمها هو غياب التخطيط السليم والتنظيم الناجح وعدم الوقوف عند النقاط التي بإمكانها أن تطور الكرة العراقية وهي دعم أندية دورينا والتي تعتبر قاعدة أساسية لمختلف الرياضات ، ولكن وبالرغم من ذلك هناك نقطة مهمة جداً تصب في صالح كرة القدم في العراق وهي وجود المواهب الشابة كوننا لدينا منجم حقيقي ولاّد يقدم لنا نجوم موهوبين فطرياً.
فنيا ألا تستحق كرتنا أسماء تدريبية عالمية كما حصل مع حالة زيكو ؟

من دون أدنى شك تحتاج الكرة العراقية سواءً بمنتخباتها او أنديتها إلى مدربين من طراز عالمي ولكننا نعي صعوبة هذا الأمر في الوقت الحالي بسبب الوضع الذي يمر به البلد فليس من السهولة أن تأتي بمدرب أجنبي و تنتظر منه أن يقاوم الصعاب الموجودة او أن يضحي بسمعته الكروية ، عندما يوافق على التدريب داخل العراق كون الدوري غير مستقر والمنشآت الرياضية غير متوفرة والملاعب الكروية غير صالحة للعب و بالتالي هي تبقى أمنية صعب تحقيقها .
عملكم كبرلماني في لجنة الشباب والرياضة شابته الكثير من الانتقادات كونه لم يحقق الكثير كيف تردون على هذه الانتقادات؟

عملي كنائب في البرلمان العراقي كان هدفه الأول هو خدمة الرياضة العراقية ولكن التوقيت الذي دخلت فيه لهذا المجال كان خاطئاً حيث كانت الصراعات السياسية في قمتها ولم تكن الرياضية من اولويات البرلمان وإنما في الغالب كان ينصب تركيزهم على المفهموم الأمني والخدمات العامة للمواطن العراقي ولهذا السبب لم نحقق المطلوب من خلال هذه التجربة وحتى اللجان التي أتت من بعدنا حصدت نفس النتائج لان البرلمان بصورة عامة لا يخدم الرياضة .

في قمة مستواكم ابتعدتم عن المشاركة في بطولة أمم أسيا رغم أهميتها ، بكل صراحة من تحملونه المسؤولية ؟

في منافسات بطولة أمم آسيا عام 1996 كانت هناك فعلاً مشاكل وتم على أثرها إبعادي من المشاركة فيها وهي كانت البطولة الوحيدة التي كان بالإمكان أن أخوضها بسبب ظروف الحروب والحصار آنذاك ولكني في المقابل شاركت في دورة الألعاب الآسيوية عام 1982 والتي تعتبر مشابهة لبطولة آسيا للأمم حيث حصلنا على لقبها في العام المذكور.

بالعودة قليلا إلى الماضي …..خلال شهر واحد عام 1989 تعرضتم إلى انتكاستين وعلى يد مدرب واحد هو الدكتور جمال صالح وهما الخروج من كاس العالم وخسارة نهائي أندية أسيا .كيف واجهتم تلك اللحظات ؟؟؟

في طبيعة الحال كل منتخبات العالم تواجه لحظات فوز وإخفاقات وهذا هو حال كرة القدم وفي عام 1989 أي بعد كأس العالم تعرضنا إلى الخسارة في نهائي أندية آسيا رغم إن الفرصة كانت مواتية للفوز بالنهائي ولكننا أضعناها فقد كنا متقدمين على نادي السد في بغداد بثلاثة أهداف دون مقابل وأعطينا للفريق القطري هدفين وخسرنا منه بعد ذلك بهدف وحيد .. أستطيع أن أقول بأن الحظ لم يحالفنا في هذه البطولة وهذا هو سبب تلك الانتكاسة.

رفض احترافكم في الأوروغواي هل ترك فيكم أثرا كبيرا ؟

العرض الاحترافي في الأوروغواي كان عرض كبير من ناحية القيمة الفنية ولو كتب له النجاح آنذاك لحصل تغيير مؤثر في مستوى الكرة العراقية لأنه كاد أن يكون بوابة الاحتراف لباقي اللاعبين ولأنفرد العراق بالاحتراف في أمريكا اللاتينية وأوروبا نظراً لغياب التعاون بينهم وبين باقي البلدان العربية وبالتالي كانت فرصة جيدة لاندفاع اللاعبين لتقديم الأفضل ورغبة في التطور والوصول إلى المستوى الاحترافي العالمي ولكن الصفقة لم تنجح مع بالغ الأسف.
هلا حدثتمونا عن إيقافكم من قبل الفيفا أواخر عام 1991 بسبب عقد سابق مع السد القطري وموضوع مبلغ العقد ؟

تعاقدت مع نادي السد عام 1990 وبسبب الحرب والظروف الأمنية في ذلك الوقت حصلت بعض التعقيدات في العقد وفي الوقت ذاته كنت لا أزال طالبا في الكلية ولم تكن لديّ تلك الرغبة الجامحة في الالتحاق بالنادي. كان نادي السد في ذلك الوقت قد قام بتسديد قيمة العقد وعند مطالبتهم باسترداد المبلغ لم يكن متوفراً لديّ بالكامل فقام صدام حسين بدفع المبلغ لهم وحُرمت على اثر ذلك من اللعب في الدوري العراقي لمدة شهر كامل وكان نادي الزوراء حينها بأوج عطاءه وكانت المنافسة مع نادي القوة الجوية بأعلى مستوياتها لكني للأسف حُرمت من اللعب في ذلك الموسم لمدة شهر واحد.

حقبة كاس العالم تكاد تكون الوحيدة التي تدربتم فيها تحت إشراف كادر اجنبي عالمي ما مدى استفادتكم منها ؟

في تلك الحقبة نستطيع أن نقول بأن كل شيء كان مهيأ لنا ابتداءً من الكادر التدريبي والطبي وحتى الاستعدادات والمعسكرات التي صنفت على مستوى عالِ. هذه العوامل استطاعت أن تغير من فكر اللاعب العراقي الذي تدرب تحت قيادة هذه الكوادر المحترفة وحتى على مستوى الأندية لاحظنا هنالك تطورا في الأداء والمستوى الفني و استطيع أن أقول بأنها كانت بمثابة ثورة كبيرة ولو استمر العراق بتسليم منتخباته لمدربين أجانب لكان قد اختلف واقع الكرة العراقية وتأريخها بأكمله, ولكن وضع البلد السياسي لم يسمح بذلك بسبب الحروب والحصار الذي كان مفروضاً على العراق حينذاك.

في لقاء قديم على التلفزيون العراقي قلتم عن المرحوم عمو بابا بانه يركز كثيرا على اللياقة لكنه أبعد ما يكون عن التكتيك فكيف كنتم تحققون الفوز تحت إدارة بابا ؟

المرحوم عمو بابا مدرب كفوء وأصبحنا نحتاج لأمثاله في مثل هذا اليوم لأنه كان يتميز بشخصيته “العسكرية” والقوية ونظامه القاسي وهذا شيء إيجابي جداً ويعتبر من صفات المدرب الناجح ولكن كان ينقصه التنسيق والمنهجية في الأداء وكان مدرب للياقة بدنية جيد و رائع.

ظاهرة التزوير المزمنة في منتخبات الفئات العمرية كيف ترى اثرها على كرتنا واجيالها ؟؟

قد نكون متفوقين في مجال منتخبات الفئات العمرية ولكن في المنتخب الأول نجد أن من اهم اسباب انتكاساته هو لأن لاعبيه لم يأتوا بالتدرج السليم والمطلوب في عالم كرة القدم الاحترافية لذلك نجدهم يتميزون بمنتخبات الفئات العمرية لفارق العمر ويخفقون مع المنتخب الأول بسبب التزويروأضرب لكم مثال اللاعب العالمي كرستيانو رونالدو حيث انه لم يكن يفرق شيئاً عن لاعبي منتخبنا الأولمبي عام 2004 ولكنه الأن من النجوم الأوائل في عالم الكرة بينما لاعبينا الذين لعبوا ضده منهم من اعتزل ومنهم من يفكر بذلك الآن!

هل تستطيع أن تصف لنا شعورك أثناء تسجيل اسمك من قبل المدرب ممتاز توماس لغرض المشاركة في بطولة غوتا؟

في بطولة غوتا كنت اصغر لاعب اذا ما تكلمنا عن الأعمار الحقيقية لباقي اللاعبين كوني كنت من القلائل الذين شاركوا بأعمارهم الحقيقية في هذه البطولة وكان ذلك واضحاً من خلال بنيتي الجسمانية. و أذكر ان في المباراة النهائية كان الجو ماطراً ولم اكن املك الحذاء الخاص بكرة القدم الأمر الذي دعاني الى إستعارة حذاء وصفي جبار وخضت المباراة وكان شعور جميل كوننا كنا نلعب للمرة الأولى في هذه البطولة وكنا من المتميزين فيها.

حملت شارة كابتن وانت صغير في العمر أمام نادي شومان البلغاري… في تلك أللحظات هل تغير شيء داخل شخصية أحمد ككابتن من ناحية توجيه اللاعبين ؟

في تلك المباراة لعبنا في الفريق الثاني فكنت انا من اقدم اللاعبين الموجودين على ارضية الملعب فحملت الشارة لأول مرة و كان شعور جميل لاني لم اكن اتجاوز حينها سن الثامنة او التاسعة عشر. صحيح المباراة كانت تجريبية ولكنها كانت في غاية الأهمية بالنسبة لمسيرتي الكروية حيث شعرت بقيمة ما احمله على ذراعي ولا اخفي حقيقية اني فكرت في الشارة في تلك المباراة اكثر من تفكيري بأحداثها الأمر الذي أثر على مستواي.

هدفك الملغى بكأس العالم 1986 ضد البارغواي لو احتسب هل كان بالإمكان ان تكون للعراق كلمة أخرى مع العلم أن بلغاريا تأهلت إلى الدور الثاني بنقطتين فقط حسب نظام البطولة ؟

الهدف الملغى كان فيه ظلم وإجحاف كبير بالنسبة لي شخصياً وكذلك بالنسبة لنتيجة المباراة التأريخية. الحكم تصرف بغباء فكان أمامه خياران إما أن تنتهي الضربة الركنية ليعلن بعدها انتهاء الشوط وإما أن يقوم بإنهائه قبل تنفيذها. على العموم هذا الهدف كان من الممكن أن يعبرنا إلى الدور الثاني لو احتسب وأيضاً حرمني من أن يكون لي هدفان في بطولة عالمية مثل كأس العالم.

متى نرى لاعب عراقي يحصل على جائزة افضل لاعب أسيوي و هي أغلى جائزة في اكبر قارة و انت حصلت عليها بنسختها الأولى؟

هذا ممكن في أي وقت فنحن لدينا مواهب كبيرة ولكنها فقط تحتاج إلى التسويق بالطريقة الصحيحة ويشارك في هذا الإنجار الجميع الاتحاد والمدربين والأعلام والجماهير واعتقد هذا اللقب ليس ببعيد عن لاعبينا وسنحصل عليه قريباً بإذن الله.

رأيك بتصريح يونس محمود على قناة البغدادية والذي قال فيه بأنه لو لعب بزمن أحمد راضي لأوصل العراق إلى المونديال أربعة مرات ؟

الكثير من الأصدقاء يسألني هل شاهدت ما قاله الكابتن يونس محمود في لقائه الأخير في قناة البغدادية وأنا أقول لم أرى ألا ثقة كبيرة من نجم كبير يعتقد في نفسه إن لديه أمكانية يستطيع من خلالها تقديم افضل مما قدمه غيره وهذا شيء يجب أن نحترمه وان لا ننتقده بطريقة نبخس حقه كنجم حقق لبلده الكثير و لديه إمكانية كبيرة وباعتقادي إننا اليوم لسنا بحاجة للمقارنات بقدر حاجتنا بالاهتمام والتفكير بالمهام المقبلة التي من خلالها نصنع الإنجاز ونعيد للرياضة والكرة العراقية هيبتها. أخواني النجومية مسؤولية كبيرة و الحفاظ عليها اكبر من الوصول أليه والكلام لا يغير الحقائق ولا الانتقاد يقنع من شاب على ما رأى وما حب. فلكل نجم جمهوره ولكل انجاز له وقته وتأريخه. وهنا أقول لأخي الكابتن يونس مع كل الحب والتقدير لا تتكلم بكلام تضاعف من خلاله مسؤولياتك أمام جماهيرك لأننا بشر مهما كانت الثقة في انفسنا كبيرة ممكن في أي لحظة نفقد ما نملكه من إمكانيات أو قد لا يحالفنا الحظ فنسقط ونخسر الكثير والنجم الذكي الذي يخرج من نجومية الملاعب إلى نجومية الثقافة والسلوك ويهيئ لنفسه نجومية جديدة في مجال عمله بثقته الكبيرة التي يمتلكها ويعززها بثقة جماهيره ويصنع مجد جديد وتاريخ طويل تتذكره الأجيال فاللوحة الجميلة مهما كان عظم رسامها إذا علقت على الجدار بدون ألإيطار الجميل لا تكون جميلة لناظرها. فكذلك الثقافة و الكلام الموزون هما إطار النجومية.

©موقع مونديال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى