الأخبار العربية

الترجي الرياضي التونسي .. قصة الشيخ الأكثر عراقة .. و التاريخ يشهد !

 مروان مقديش – تونس 

 

بخطى ثابتة يقترب من إتمام عقده الأخير من قرنه الأول .. وضع تاج الملوك و تزين بردائه الأحمر و الأصفر .. تبختر في مشيته دون أن يأبه لما قيل من أتباع منافسيه .. كلما زاد عداد سنواته إلا و زاد حسنا و عنفوانا .. عنوان الكاريزما بألوانه التي مزجت جينات منبثقة نواتها من دماء رجال و نساء أعطوا لمعنى العشق الأبدي بعدا آخر .. دماء صبغت بالذهب الخالص فكان المنتوج تونسيا ..

بين أنهج المدينة العتيقة و في أحد أزقتها الضيقة و المتراصة ، بعثت نواة الفكرة التي كانت في صراع من أجل البقاء فمالت عبر الزمان للإنتصار على أقرانها لتصبح الأصلح للبقاء هي و ذريتها و ما تعاقبها من أجيال .. فإذا بتلك الفكرة تبلغ مراحل متطورة من النضج لتمسي واقعا لن يستطيع الوقت محوه و لو طال ..

عندما تتقمص ألوان شيخ الأندية التونسية فتصبح في يوم من الأيام أحد لاعبيه ، فأعلم أن القواعد التي تبنى عليها شخصيتك قائمة على مقولة ” الكبير يمرض و لا يموت ” ، و هكذا هو حال الترجي الذي إستعاد عافيته الفنية و التكتيكية بعد الإستنجاد بإبنه ” خالد بن يحيى ” ..

الفوز في القلعة الترجية عقلية تكتسب بمرور الأيام حتى و لو كنت حديث العهد بها ، فكم من لاعب قدم ليصبح جزءا منها فأمسى أسطورة فيها و الأمثلة تتعدد بتعدد المراكز بين مسير ، لاعب و مدرب فالمدرب الحالي مثال يدرس ليقتدى به ، عودته أحيت نفوس اللاعبين فتغير حالهم من تتالي العثرات إلى بعثرة دفاعات الخصوم .. و النتيجة هي تصدر العرش الكروي للمرة الثامنة و العشرين (28) و في ذلك إستمرار لنجاح أجيال تعاقبت على الترجي و حملت كنية ” المكشخ ” ..

شيخ الأندية التونسية دخل سباق الصدامات المحتدمة و تمكن من الفوز في أغلبها مجيبا من قال يوما أن موازين القوى قد تغيرت و الحال أن خزينة الترجي تمتلؤ بالألقاب من سنة لأخرى في مراحل تاريخية مختلفة كانت فترة ما قبل الإستقلال إحداها ، و ما بعده أثراها إلا أن حانت اللحظة الفارقة و التي أكدت أحقية لقب الترجي بإعتباره الأقوى ؛ 5 ألقاب كبطل للدوري بمختلف نسخه من بعد ثورة الرابع عشر من جانفي ..

الترجي هو الفريق الوحيد الذي تمكن من رفع جميع رموز البطولة التونسية في كل عشرية منذ خروج المستعمر الفرنسي ، لقب في الستينات و ثلاث ما بين السبعينات و الثمانينات .. رحلة تواصلت من بعد ذلك ليتمكن أبناء باب سويقة من بلوغ لقبهم العاشر قبل دخول حقبة التسعينات و التي سجلت 5 بطولات كان لها وقع كبير لدى العشاق .. القرن العشرون طوى صفحته المليئة بالأحداث و دخل آخر بأحداث أكثر إثارة فعقده الأول تزين ب8 بطولات منها خمس متتالية و عقده الثاني عرف بلوغ الترجي لرقمه الثامن و العشرين كناد تجاوز حدود الأرقام القياسية المتدولة في تونس ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى