الاسبان وقساوة الدرس!
علي المعموري – مونديال
بعد الدرس الذي قدمته لنا المشاركة الروسية في اليورو الحالي الذي تمثل في تأثير مستوى الدوري المحلي على تطور الكرة الروسية واسقاطاته على نتائج الدب الروسي في البطولة الاوروبية الاغلى خصوصا ان مغامرة الروس الذين يستعدون لتنظيم المونديال المقبل انتهت بطريقة مذلة, اقول بعد هذا الدرس عادت هذه البطولة لتقدم لنا درسا اخرا لايقل اهمية وتاثيرا من الدرس الروسي فخروج المنتخب الاسباني حامل لقب اخر نسخة من البطولة الاوروبية وبطل العالم في مونديال 2010 من سباق هذه النسخة بقرار من المنتخب الايطالي اشر الى التراجع الملحوظ في مستوى الكرة الاسبانية التي تزعمت القارة والعالم في السنوات الاخيرة وظلت متربعة على صدارة تصنيفات الفيفا لاشهر عديدة. المنتخب الاسباني الذي دخل البطولة كاحد المرشحين الساخنين للاحتفا ظ بكاسها وتكرار مافعله في عام 2012 بدا وكأنه فريقا عاديا رغم النتائج التي حققها في بداية المشوار والتي قد تبدو انها على حساب فرقا ضعيفة حيث فاز على التشيك بهدف وعلى تركيا بثلاثة قبل ان يصطدم بالكروات الذين هزموه بهدفين لهدف ثم خروجه امام الطليان بثنائية نظيفة.
من وجهة نظري ان اختيارات دل بوسكي لم تكن موفقة رغم انه مع الفريق منذ العام 2008 فقد تجاهل ايسكو وساؤول وتوريس واعتمد على الحرس القديم ووضع موراتا لوحده في المقدمة كما ان عدم انضباطية القائد راموس هي الاخرى تسببت في خروج اللاروخا من الادوار المتقدمة من البطولة فلو التزم راموس وترك فابريغاس ينفذ ضربة الجزاء ضد الكروات وعدم الاستئثار بها ومن ثم اضاعتها لكان المنتخب الاسباني في الصدارة ولتجنب المواجهة الايطالية خصوصا ان تلك الضربة جاءت بالدقيقة 70 والنتيجة هي 1-1 لكن اضاعة راموس لضربة الجزاء اربكت
زملائه واعطت زخما معنويا للكروات الذين تمكنوا من تسجيل هدفا ثانيا في الدقيقة 88 ليجبروا الاسبان على البقاء خلفهم في سلم ترتيب المجموعة وقبلها تراخى القائد راموس في التصدي ومنع هدف الكروات الاول الذي سجله كالينتش.
الا ان ماذكرته هو نتائج لاسباب متعددة اتت على قوة الاسبان لعل اهمها اعتماد الاندية الابرز في الليغا على العناصر الاجنبية واهمال اللاعبين المحليين وهذا الامر واضحا في تعاقدات الريال والبرسا اضافة الى عدد غير قليل من اندية الصف الثاني في الليغا الاسبانية الامر الذي تسبب في عدم النضج الكافي للاعب المحلي الذي ركنته الاندية الكبرى على دكة البدلاء وبالتالي اجبار ديل بوسكي على الاعتماد على الجيل الذهبي الذي بدا انه قد فقد الكثير من مقومات تفوقه.
درس اخر من دروس اليورو ويبدو انه ليس اخر الدروس!