الجمهور العراقي يفطر فجرا على ( كيمر وشهد ) بأواني برازيلية
هشام السلمان – مونديال
حصل المنتخب الاولمبي العراقي فجر يوم امس على اغلى نقطة في دورة ريودي جانيرو الاولمبية الجارية حاليا في البرازيل , بل هي النقطة الاغلى حتى الان بين النقاط التي جمعتها المنتخبات الـ ( 16 ) المشاركة في فعالية كرة القدم ضمن منافسات الالعاب الاولمبية التي يتابعها عشاق كرة القدم , عندما خرج متعادلا من دون اهداف في مباراته الثانية ضمن المجموعة الاولى امام منتخب البرازيل الذي عجز عن هزيمة المنتخب العراقي بسبب المستوى الذي ظهر عليه اسود الرافدين من اداء وتحد واصرار على الخروج بنتيجة ايجابية من المباراة التي جرت امام اكثر من سبعين الف متفرج برازيلي اكتظت بهم مدرجات ملعب غارنيشيا الكبير وسط العاصمة البرازيلية برازيليا فطور الفجر ووجد الجمهور العراقي المنتشر في العاصمة بغداد ومحافظات العراق ودول العالم نفسه مضطرا ان يبقى حتى طلوع الفجر يتابع مبارات وطنه التي اقيمت في الساعة الرابعة فجرا , فبقى عشاق اسود الرافدين يتابعون المباراة متناسين النعاس الذي كان يطارد الجفون بين لحظات التوقف الاضطراري للعب , وتمكن المنتخب العراقي من تسجيل نتيجة تاريخية لم تشهدها السجلات الخاصة بكرة القدم العراقية عندما اجبر البرازيليين على التعادل بالرغم من ان منتخب البرازيل ضم اشهر نجوم الكرة البرازيلية والعالمية قائد المنتخب نيمار الذي وجد نفسه محاطة بكماشة عراقية يقظة حدت كثيرا من تحركاته داخل الملعب متمثلة بعلاء مهاوي كامل الذي اجاد كثيرا في هذه المباراة حتى اصبح وكأنه المزعج لنيمار الذي خرج عن هدوءه داخل الملعب وراح يعترض على قرارات الحكم ويرفع صوته منفعلا حتى فقد تركيزه ولم يستطع من اصابة شباك الحارس العراقي محمد حميد الذي ظهر في افضل حالاته وانقذ مرماه من عدة كرات خطرة كانت تشكل تهديدا حقيقيا للمنتخب الاولمبي في مباراة لم تكن سهلة ابدا بل كانت واحدة من احرج المباريات التي خاضتها المنتخبات العراقية بمختلف تسمياتها كونها تحدد مصير ومستقبل المشاركة العراقية في الاولمبياد والتي ركنت الى التعادل السلبي وهي النتيجة التي كان يحلم بها الجمهور العراقي امام الرعب البرازيلي اسما وتاريخا فقرر الافطار فجرا بأواني برازيلية على الطريقة العراقية (كيمر وشهد ) بدلا من العسل !! مباراة كبيرة وتالق المنتخب الاولمبي العراقي بصورة كبيرة وهو يواجه افضل منتخبات العالم ومضيف الاولمبياد والساعي الى الوسام الذهبي الذي خسره امام منتخب المكسيك في الدورة الاولمبية السابقة التي اقيمت في العاصمة البريطانية لندن عام 2012 . لكنه لم يفلح في اقناع جمهوره الكبير الذي اخذ ينقلب عليه في اوقات كثيرة خاصة عند الاوقات الحرجة من المباراة في شوطها الثاني وظهر واضحا ان المدرب عبد الغني شهد استفاد كثيرا من المباراة الاولى التي تعادل فيها مع منتخب الدنمارك وراح يعالج السلبيات التي اعترت اداء المنتخب في تلك المباراة واضعا في حساباته انه يواجه اقوى منتخبات الدورة واشهرها , فاستطاع ان يوظف لاعبيه بطريقة منتظمة في اداء الادوار التي تم تكليفهم بها وان ظهرت هنا او هناك بعضا من الاخطاء الواردة التي شفعت لها نتيجة المباراة التي كانت مقنعة جدا بل هي حلما ان يتعادل العراق مع البرازيل في عقر دارها حتى الرمق الاخير الاداء العراقي الذي تصاعد مع مرور الوقت كان قد ولد ضغطا نفسيا واستنزافا بدنيا لراقصي السامبا البرازيلية الذين كانوا يجهدون انفسهم حتى الرمق الاخير من المباراة في سبيل خطف الفوز والحصول على ثلاث نقاط تعيد بها جزءا من الهيبة المفقودة حتى الان في تعادل خاسر امام جنوب افريقيا ومثله امام منتخب العراق الذي تمكن من تحجيم ادوار العديد من اللاعبين الذين كانوا يشعرون انهم امام مضايقة وازعاج وملازمة من قبل لاعبي العراق الذين استبسلوا من اجل النجاح في الخروج بهذه النتيجة التي جعلت الجمهور البرازيلي يغادر مدرجات الملعب بوقت ليس بالقليل قبل اطلاق حكم المباراة الروماني صافرة النهاية التي ابكت العراقيين فرحا !! القادم اصعب ولكن المباراة القادمة للاولمبي العراقي امام منتخب جنوب افريقيا التي يتطلب فيها من اللاعبين العراقيين الفوز لضمان كسب ثلاث نقاط تضاف الى النقطتين السابقتين ليكون مجموع النقاط خمس يتمكن المنتخب العراقي بها من العبور الى الدور الثاني من منافسات الدورة الاولمبية , لكن تبقى الحسابات على الورق غيرها على الواقع .. فالمنتخب الجنوب افريقي ليس بالمنتخب السهل وهو طامح كثيرا في التاهل وان كانت نتائجه سلبية حتى الان اذ انه سيقاتل لاجل البقاء وتحقيق الفوز في طموح مشروع , في الوقت الذي يتوقع للمنتخب العراقي الظهور بصورة معنوية عالية بعد النيتيجة الايجابية المتحققة امام البرازيل للعبور بارتياح الى الدور الثاني , ولكن هذا لايعني ان المنتخب العراقي سيجد الطريق امامه مفروشا بالورد , انما لكل مباراة ظروفها خاصة وان كرة القدم تقر بان خاسر المباراة السابقة يطمح بالفوز وان يصعب عليه التأهل وفائز المباراة السابقة يطمح بالفوز وان كان صعب المنال !!