الأخبار العربية

منتخبنـــــا وخبــــرة صناعـــة الاهـــداف قبــــل تسجيلهــــا

علي المعموري – مونديال

لم تعد عملية تسجيل الاهداف في كرة القدم الحديثة  من واجبات المهاجمين فقط مثلما كان ذلك سائدا عندما كانت خطط اللعب تضع ثلاثة او اربعة لاعبين مهاجمين في الفريق فمرة تلعب بطريقة 4-2-4 ومرة تلعب 4-3-3 ومرة تلعب 3-3-4 وهكذا حينما استخدمت هذه الاساليب في مراحل سابقة.

الان عملية تسجيل الاهداف عملية تصنيع بمعنى ان الهدف يصنع بطريقة يشترك بها جزء او كل اعضاء الفريق واللاعب الذي يضع الكرة في المرمى هو اللاعب الاقدر على ذلك من بين زملائه ولايشترط ان يكون مهاجما او لاعب وسط.

ذكرنا هذه المقدمة لتوضيح معاناة منتخبنا الوطني عندما يلعب المباريات الرسمية ويلاقي صعوبات كبيرة في حسم نتائجها جراء العقم الهجومي الذي ينسبه البعض الى عدم وجود هداف في المنتخب يسد الفراغ الذي تركه المهاجم البارع يونس محمود وهذه السببية مبالغ فيها بعض الشيئ لان المهاجم مهما بلغ من المهارة دون ان يقدم له زملائه الدعم لن يكون بمقدوره ان يسجل الاهداف والدعم المذكور ليس اجتهادا او حاجة تفرضها الصدف انما هي عملية حركية يقوم بها الفريق وفق خطط يضعها المدرب بطريقة تناسب امكانيات لاعبيه وتتعامل مع تطورات اللعب وفق قراءات موضوعية مؤثرة, فالمدرب يشبه الى حد كبير لاعب الشطرنج حين يوجه بيادقه نحو الهدف المرسوم وعندما يخطئ في نقل بيدق فانه قد يعرض نفسه الى الخسارة.

في مباراتنا الاخيرة امام تايلاند ورغم تسجيلنا لاربعة اهداف الا ان مهاجمينا اضاعوا عدد من الفرص السهلة امام المرمى التايلاندي بسبب ان تلك الفرص لم تكن مصنوعة بطريقة مترابطة تعتمد على القدم الانسب دون الاعتماد على ظروف الهجمة خصوصا في الفرصة التي اضاع فيها اربعة من لاعبينا هدفا اكيدا عندما انفردوا بالحارس التايلاندي ولعدم امتلاكهم خبرة صناعة الهجمة وانهائها بالشباك ارتبكوا وتداخلت الخيارات حتى حضر اسؤها وذهبت فرصة لاتصدق, هذا دليل على ان منتخبنا لايعتمد نهجا احترافيا في انتاج اللعب الهجومي انما بالاعتماد على الصدف وعلينا تجاوز هذه الحالة.

نمتلك عديد اللاعبين المهاريين في منتخبنا الوطني وبامكان المدرب السيد راضي شنيشل ان يوظفهم بطريقة تناسب قدراتهم وتخدم هدفه من اللقاء عندما يواجه الامارات الثلاثاء المقبل, فلو حللنا توظيفات بعض اللاعبين في المباريات السابقة لوجدنا ان معظمهم اختير لاسباب تتعلق بطبيعة تميل الى الخلف او ان التركيز يتمحور حول الشق الدفاعي باعتماد ثلاثة محاور بواجب واحد وهذا يضعف من مردودهم ضمن الاطار العامة لخطة اللعب ويقلل من فرص الوصول الى المرمى او الوصول السلبي نتيجة لطلعات هجومية غير مركزة وبشكل خاطف كأنها واجبات استثنائية.

وعلى طريقة الهجوم افضل وسيلة الدفاع نتمنى من الكابتن راضي ان يركز على الجانب الهجومي واعتباره اساس السيطرة على المباراة لان التقدم وتسجيل الاهداف يجعل الفريق يلعب بدفء وبدون توترات وقلق وفي اسوء الاحوال يتجنب الخسارة في حين التفكير بالدفاع بطريقة مبالغ فيها ستجعل الخصم في وضع افضل وتزيد الضغط على لاعبينا وقد تفقدهم فرصة التعويض عن استقبال هدف.

في جميع الاحوال يجب ان لاتناط عملية تسجيل الاهداف بالمهاجم خصوصا عندما يوظف بطريقة تجعله منفردا ووحيدا بدون دعم والاعتماد على الهجمات المثمرة بغض النظر عن مركز المسجل او اسمه.

المنتخب الاماراتي  اضعف من استراليا واليابان والسعودية واللعب معه بتحفظ مفرط سيسبب مشاكل لمنتخبنا وانسب طريقة للتغلب عليه هي في الاستحواذ على الوسط وحرمان لاعبيه من ممارسة الضغط المتقدم ولو تمكنا من التسجيل بوقت مبكر ولم نتراجع مثلما حصل مع الفريق السعودي سنحقق نتيجة ايجابية في اللقاء.

لدينا ثقة كبيرة بلاعبينا وكادرهم التدريبي في تجاوز المنتخب الاماراتي الذي يمر بظروف قد لاتساعده في تحقيق ماحققه في اليابان وفوزنا في اللقاء ستكون له مدلولات كثيرة تتجاوز عدد النقاط ومركزنا في المجموعة لتصل الى نضوج عملية البناء الكروي التي تبناها شنيشل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى