التغيير ، هل هو مطلب اجتهادي ام علمي
المهندس حسام المعمار – كادر الاحصائيات – مونديال
نتائج المباريات على الاغلب في عالم كرة القدم هي انعكاس للادوات التي تم تحضيرها مسبقا في مرحلة الاعداد قبل كل منافسة.
حينما يحضر الاخفاق لابد من وجود خلل معين في مكان ما يجب على الجهات المسؤولة كشفه. احيانا يكون البحث عن الخلل صعب نظرا لتكامل منظومة العمل، واحيانا يحدث العكس حيث تكون كل اركان منظومة العمل فاشلة لدرجة يصعب حصر الخلل في ركن دون الاخر!
منظومة كرة القدم بالعراق فاشلة بكل المقاييس. من بيئة بناء اللاعب رياضيا الى الامكانيات والبنى التحتية الى ثقافة عامة الى تخطيط وعمل مستقبلي الى ضعف في الادارة الى والى والى والقائمة تطول.
بما ان كادر الاحصائيات عودكم دائما على الطرح المبني على الارقام اقدم لكم هنا احصائية بسيطة لنتائج منتخبنا في عام 2016 مقارنة مع فريقين: المنتخب الالماني وهو احد الفرق القوية على مستوى العالم وكذلك الفريق الاسترالي وهو احد الفرق القوية على الصعيد الاسيوي.
حينما اقول فانا هنا لا اجتهد ولا اعني الاشخاص بعملهم وانما اعني العمل باشخاصه. كل عمل يجب ان يكون لديك تاريخ لبدايته ومن ثم تقف بتاريخ لاحق لمراجعته ودراسته لتقيمه حتى تقرر فيما اذا كانت اركان العمل تسير بالطريق لصحيح ام انك تحتاج الى تغيير.
ارقام المنتخب العراقي في عام 2016 تصرخ وتقول علينا التغيير. انا لا اطالب بتغيير مدرب او لاعب وانما من يخطط ويشترك بهذا العمل من رئيس الاتحاد الى اصغر لاعب. ليس بالضرورة تغيير اشخاص وانما ممكن تغيير بالفكر والاسلوب المهم ان يكون التغيير باسلوب علمي صحيح مبني على اساس قوي لكي يعطيك نتائج ايجابية.
المنتخب الالماني لديه ثبات بالنتائج الايجابية حيث فاز بـ 11 مباراة من اصل 16 لعبهم في عام 2016. مباريات ودية موزعة على مدار السنة يقف فيها المدرب على مستويات اللاعبين ليحكم على هضم اللاعب لخططه وفكره. المباريات الودية في ايام الفيفا وجدية الاهتمام فيها وبنتائجها هي الاعداد الحقيقي لاي منتخب بالوقت الراهن. مع الحكم المسبق على اللاعب في ناديه. المنتخب العراقي وان لعب مباريات ودية فانه يلعبها بثقافة قديمة بصبغة تجريبية لتثمر باشياء وحقائق لا تتطابق مع واقع المنافسة.
بتصريح السيد راضي المثير للجدل بعد نهاية المباراة ضد المنتخب الاماراتي قال بان اداء اللاعبين بالمباريات الودية والتمرينات يختلف عن المنافسات. وانا اطابق السيد في كلامه وارد كذلك بانها ثقافة قمت انت بزرعها في نفوس اللاعبين بكثرة التجريب وعدم الاستقرار باعطاء انطباع بعدم اهمية المباراة الودية جعلت من اللاعب يقدم وهو مسترخي مرتاح ولايلعب تحت الضغط. يجب عليك يا كابتن بان تلعب لتفوز سواء كانت مباراة ودية ام غير ودية فكل المباريات مهمة ولها تاثير على ترتيب المنتخب في تصنيف الفيفا الشهري.
منتخبنا حقق فوزين فقط من اصل 12 مباراة لعبها في 2016 وبالتالي فانه مؤشر على ان الطريق الذي نسير فيه يحتاج الى تغيير لانه طريق مظلم ونهايته مظلمة الا اذا احدنا عنها لطريق اخر…
مع خالص تحياتي