لماذا خسرنا المونديال .. وما هي سُبل النهوض؟؟
فلورا رعد -مونديال
عندما يودع (عملياً وليس نظرياً) المنتخب الوطني التصفيات النهائية من مونديال روسيا بسرعة البرق وبدون اي بصمة تذكر فهنا لابد من الوقوف على الاسباب والمتسببات التي ادت الى ذلك الظهور المخيف والمخزي في الوقت ذاته من اجل ملافاة ذلك مستقبلاً محاولين تصحيح المسار بالسرعة القصوى!
كما هو الحال لدى جميع المنتخبات والفرق العالمية فإن اسباب الخسارة والفوز تنحسر بين ثلاث جهات وهم اللاعبين والمدرب والاتحاد الكروي المسؤول المباشر عن حركة كل الفرق في البلاد!
اللاعبين
شخصياً نادراً ما اضع اللوم على لاعبي المنتخب عند الخسارة ولكن من باب ان كرة القدم هي لعبه جماعية يشترك بنتائجها كل الاطراف سواءً أكانت ايجابية او سلبية، ولان لاعب الفريق هو العامل الابرز وجب عليّ تحميل اللاعب جزء من المسؤولية لما حصل في التصفيات المونديالية مؤخراً!
أعي جيداً ان لاعبي الفرق هم بمثابة قطع الشطرنج التي يلعب بها المدرب بما تحتم عليه مجريات المباريات ولكن بالمقابل تبقى المهارات الفردية والامكانيات هي من تصنع الفوارق في الاوضاع الحرجة!
لاعبي منتخبنا الوطني يتحملون جزء كبير من المسؤولية فالحالة الفنية والبدنية لديهم وايضاً الذهنية لم تكن بكامل جاهزيتها في المباريات التي مضت. لو نفرض ان تكتيك المدرب وخطة اللعب لم تكن تتوالم مع امكانيات كل لاعب فهل يكون ذلك مانعاً لاهدار الفرص التي من المفترض ان تكون محسومة كونها غالباً ما تنتهي من امام المرمى مباشرةً.
اعتقد ان المنتخب بدا يعاني بدنياً بعد اخراج السيد الاسباني غونزالو روديغز مدرب اللياقة بالاضافة الى الافتقار الحاد في نوعية اللاعبين والذين تغيب عنهم روح الحسم والانهاء!
المدرب
المدرب وكونه العامل الاهم في هذه المعادلة فهو يتحمل الجزء الاكبر ولاسباب عدة اولها هو عدم قدرته على توظيف اللاعبين بالشكل الصحيح وعدم الاستقرار على تشكيلة معينه والدخول في كل مباراة بلاعبين جدد وتشكيلة مغايرة لما سبقتها وكأنه يخوض مباريات ودية تجريبية وليست تصفيات نهائية حاسمة. كنا نعلم جميعاً بإمكانيات المدرب المحلي المحدودة وفي الواقع توقعاتنا لم تكن بعيدة عن الوضع الذي وصلنا اليه بعد الخمس مباريات ولكن احياناً تجرنا العاطفة الى حيث لا يجب ان نكون!
الإتحاد
اما اذا اردنا ان نبحث عن اساس المشكلة فهنا لابد من الاشارة الى الاخطاء التي وقع فيها الاتحاد العراقي او بعبارة اصح .. التي دائماً ما يقع فيها قبل كل بطولة رسمية هامة!
السلاح الاكبر لدى الاتحاد هو التحجج (في كل مرة) بالوضع المادي وحالة التقشف الموجودة بالبلد والاصرار على جعل الجماهير تتأقلم مع جميع الخسارات التي تتعرض لها المنتخبات الوطنية بسبب عدم مقدرته على توظيف مدرب اجنبي بحجم سيدكا وزيكو لمنتخبنا الاول يقود الفريق قبل مدة مقبولة من التصفيات.
الانحاد العراقي هو المسؤول الاول عن كل ما تمر به الكرة العراقية بسبب الاهمال الواضح لكل الواجبات واولها التنظيم الجيد والاعداد المطلوب قبل خوض كل منافسة والغريب بالموضوع هو انه وحتى بهذه الظروف القاهرة يحاول الانتقاص من كل اعلامي او متابع رياضي ينتقد عمله وكأنه غير مدرك للوضع الحرج الذي جعل فيه منتخب كالعراق يتذيل مجموعته بسهولة بالغة جعلت منا اضحوكة و(جسر للطيبين) كما يقولون!
الجماهير
الخاسر الوحيد من هذه المعمعة هي الجماهير العراقية التي يجب ان لا ترضخ لهذا الوضع وأن تكون هناك وقفات جادة للمطالبة بإستقالة كل اعضاء الاتحاد العراقي مع تحسين الوضع الكروي عن طريق تلبية مطالبهم واهمها تسليم دفة القيادة لمدرب اجنبي متمكن ذو عقلية كروية متطورة وصاحب قرار حاسم وشخصية قوية.
عادةً ما اكتب بلغة تفاؤلية ولكن هذه المرة استمحيكم العذر واتمنى من كل المتابعين عدم التمسك بحلم التأهل للمونديال بعد ما حققه المنتخب من نتائج مخزية لان ذلك سيزيدكم الم وحسرة واذا ما اردنا ان نبدأ فعلاً فعلينا اولاً ان نقوم بتصفير العداد وان نبني اساس صلب واجيال واعية بعيدة عن التزوير والحيل التي هضمت قيمنا الاخلاقية وجعلتنا في المؤخرة وان نتخذ منتخبات شرق القارة مثالاً التي بدأت بلدانها تجني ثمار العشرة اعوام من عمل متواصل ودراسة مستفيضة لمستقبل كروي منتظر!